تسببت الغارات الروسية الأخيرة على أوكرانيا في انقطاع مصادر الطاقة عن ملايين الأسر، بحسب ما أكده رئيس البلاد، فيما تواصل الدول الغربية تعهداتها بدعم "كييف مهما كلف الأمر".
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، أن أكثر من 6 ملايين أسرة في بلاده تعاني حاليا من انقطاع مصادر الطاقة، بعد الغارات الروسية الأخيرة.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو مصور نشر على مواقع التواصل: "حتى الآن، انقطاع الكهرباء مستمر في أغلب المناطق، عبر البلاد، وكذلك في كييف".
وأشار إلى أن عدد الأسر التي تعاني انقطاع مصادر الكهرباء والطاقة تقلص إلى نحو النصف فقط خلال الأيام الثلاثة الماضية، على حد تعبيره.
كما أكد الرئيس الأوكراني أن "المناطق المحيطة بالعاصمة كييف هي الأكثر تأثرا بانقطاع الكهرباء والماء"، مشيرا إلى بقاء بعض سكان العاصمة دون كهرباء أو ماء "لنحو 20 ساعة، وأحيانا 30 ساعة".
ودعا زيلينسكي جميع المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والماء قدر الإمكان، للمساعدة في تجاوز الأزمة.
و في تصريحات سابقة، قال الرئيس الأوكراني إن 15 منطقة، منها العاصمة كييف، تعيش "أصعب الأوضاع" فيما يتعلق بإمدادات الكهرباء والمياه.
وبدأ فعليا فصل الشتاء في جميع أنحاء أوكرانيا، حيث تساقطت الثلوج، وانخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ما يثير مخاوف حول حياة الأسر في ظل انقطاع مصادر الطاقة.
والخميس، انقطعت الكهرباء عن حوالي 70 في المئة من سكان العاصمة كييف عقب غارات جوية شنها الجيش الروسي.
وقال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، لهيئة الإذاعة البريطانية "
بي بي سي"، إنه لا يستبعد "السيناريو الأسوأ"، حيث ستكون المدينة من دون كهرباء ولا تدفئة ولا ماء.
اقرأ أيضا: المادتان 4 و5 من معاهدة الناتو.. ما هما وكيف تُفعّلان؟
تعهدات الناتو
وفي سياق آخر، تعهد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتينبيرغ، بأن "الحلف سيساعد أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها، مهما كلف الأمر".
وقبيل اجتماعات وزراء خارجية دول الناتو في رومانيا الأسبوع المقبل، قال ستولتينبيرغ للصحفيين، إنه "يحث الدول الأعضاء على المضي قدما في تقديم أنظمة الدفاع الجوي وأسلحة أخرى لأوكرانيا، سواء بشكل منفرد أو جماعي".
وقال ستولتينبيرغ: "الناتو سيستمر في تقديم الدعم لأوكرانيا، مهما تكلف الأمر، ولن يتراجع عن موقفه".
والجمعة، أعلنت ألمانيا أنها تناقش مع الحلفاء طلب بولندا إرسال أنظمة بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ إلى أوكرانيا، وذلك بعد إعلان الناتو أنه لن يعترض على هذا الإجراء.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية: "نتحاور مع الدول الحليفة حول كيفية تنفيذ اقتراح بولندا".
وكان ستولتينبيرغ قال إن إجراءات مثل نقل بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا ينبغي أن تتم بمبادرات فردية من الدول الأعضاء، وقال: "هذه القرارات الخاصة، والأنظمة الدفاعية الدقيقة، تعود لكل دولة على حدة".
وأضاف: "أحيانا يكون هناك اتفاق، كما أن بعض الأمور تحتاج التشاور مع الحلفاء، لكن في نهاية الأمر، يعود القرار للحكومات في كل دولة".
وأعقبت تصريحات ستولتينبيرغ قول وزيرة الدفاع الألمانية، كاثرين لامبريخت، إن قرار نشر بطاريات باتريوت الصاروخية الألمانية خارج أراضي دول الناتو يتطلب موافقة الحلف أولا.
وتعد بطاريات باتريوت، المضادة للصواريخ، أحد أبرز أسلحة الترسانة الأمريكية المخصصة للدفاع الجوي، وقال الرئيس البولندي إن هذه البطاريات المخصصة لألمانيا يعود قرار موقع نشرها إلى الحكومة الألمانية نفسها.