ألمح
نائب مفوض العلاقات الدولية في
حركة فتح، عبد الله عبد الله، إلى وجود
توتر "غير مسبوق" في العلاقات بين قيادة السلطة
الفلسطينية وبين مبعوث
الأمم المتحدة تور وينسلاند، بسبب تجاوز الأخير لصلاحياته.
وقال
القيادي في "فتح" لـ"عربي21"، إن المبعوث الأممي تجاوز
صلاحياته، مشيرا إلى أن تقرير وينسلاند لمجلس الأمن قبل نحو ثلاثة أسابيع كان
سيئا"، إذ إنه "صور الفلسطيني الذي يلقي حجرا مثل وحدات جيش الاحتلال
والمستعربين، التي تغتال الفلسطينيين بدم بارد".
وأضاف:
"لم يكن لدينا الرضا عن موضوعية تقريره لمجلس الأمن"، متسائلا: "ما
الذي يخص وينسلاند في ما تعمل أو لا تعمل السلطة؟ هذا ليس من مسؤوليته ولا ضمن
مهامه".
وأكد
عبدالله، أن "المبعوث الأممي يتجاوز أحيانا بطريقة فجة"، معتبرا أن
"وينسلاند ليس هو الشخص المناسب الذي يمثل الأمم المتحدة لعملية
السلام".
وامتنع
القيادي بحركة فتح، عن تأكيد أو نفي توجيه رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس
قادة السلطة إلى مقاطعة المبعوث الأممي.
وكانت
صحيفة
"إسرائيل اليوم"، زعمت في خبرها الرئيس الذي أعدته دانا بن شمعون،
أنه "تسود في الشهر الأخير أزمة ثقة من تحت الرادار بين القيادة الفلسطينية
في
رام الله وبين مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينسلند، وبلغ التوتر
أشده بعد تصريح حاد لوينسلاند ضد قيادة السلطة وضد رئيسها محمود عباس"،
نقلا عن "مصدر فلسطيني".
وأضافت:
"يوجد في الخلفية قرار مبعوث الأمم المتحدة لإجراء زيارة في جنين في منتصف
تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، دون أن يتلقى على ذلك الضوء الأخضر من السلطة".
وقالت
المصادر الفلسطينية: "لقد سافر إلى هناك وعقد لقاءات بقرار ذاتي دون إعطاء
السلطة إمكانية للاستعداد المسبق"، مشيرة إلى أن "مبعوث الأمم المتحدة،
أجرى أثناء زيارته في جنين ومخيمها سلسلة لقاءات مع شخصيات سياسية ومحلية، والتقى
وينسلاند مع رجال فتح من معسكر محمد دحلان، الخصم السياسي المرير لعباس، الأمر
الذي أغضب رئيس السلطة ومقربيه".
وبينما
وصف مبعوث الأمم المتحدة اللقاءات بـ"البناءة"، وأشار في تغريدة على
"تويتر" إلى أنها عُنيت "بالوضع الأمني المتدهور وبسبل إعادة الهدوء
والأمل بحل سياسي". وفي الجانب الفلسطيني أكدوا أن "هذه لقاءات غير رسمية
أجراها بشكل شخصي".
وبحسب
الصحيفة، فإنه عندما سُئل وينسلاند عن سبب عدم التنسيق للزيارة مع الجهات المختصة في رام
الله، فإنه انتقد قيادة السلطة، وقال: "حاولت عقد اتصال عدة مرات لكن الرئيس
وحاشيته سافروا إلى كازاخستان، ليس لديهم الوقت لشعبهم"، وفق قوله.
وذكرت
المصادر في حديثها مع الصحيفة، أن حديث وينسلاند وصل إلى مسامع عباس، الذي أمر
رجال السلطة الفلسطينية بـ"مقاطعة وينسلاند، وتجاهله، وعدم اللقاء معه وعدم
استقباله والامتناع عن الحديث معه"، منبهة إلى أن "القطيعة مع وينسلاند نفسه
وليس مع مكتبه".
وأكدت
أن "السلطة غير راضية عن أداء وينسلاند، بسبب التقارير المؤيدة لإسرائيل التي
يرفعها إلى الأمم المتحدة، وهو يعرض الفلسطينيين كمن يتصرفون بعنف، والإسرائيليين
كمن يردون فقط"، منوهة إلى أنه خلال العدوان الأخير على غزة فإنه "مال لصالح
إسرائيل في تصريحاته في الأمم المتحدة، واتهم "حماس والجهاد" بإطلاق
صواريخ على أماكن مدنية".
ونبهت
الصحيفة، إلى أن "وينسلاند في غزة أيضا لا يحظى بالاحترام، فزعيم حركة حماس في القطاع يحيى
السنوار، التقى به مرة واحدة بعد حملة عدوان 2021، ووصف اللقاء بأنه
"سيئ"، وفي نهايته، أشار السنوار بيده لوينسلاند بأن يغادر".
وبينت
أن السلطة رفضت مشاركة وينسلاند مؤخرا في ما يجري بشأن إعادة جثمان إسرائيلي درزي
توفي في جنين بسبب حادث، وأخذ جثمانه عناصر تابعون للمقاومة في جنين، قبل أن يتم
إرجاعه.
ولفتت
إلى وجود خيبة أمل فلسطينية من أداء وينسلاند، الذي تسلم مهام منصبه قبل نحو
عامين، حيث توقعوا في رام الله أن يؤدي دورا فاعلا في دفع المسيرة السلمية،
ويتخذ موقفا أفضل في صالح الجانب الفلسطيني، منوهة إلى أنه يجري تداول اقتراح في دوائر
السلطة في رام الله، بالتوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،
وطلب تغيير وينسلاند واعتباره "شخصية غير مرغوب فيها".