أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، عن تصدير بلاده 12 مليون طن من منتجات الحبوب إلى 40 دولة في إطار اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود.
جاء ذلك في كلمة لزيلينسكي، بمنتدى "الحبوب من أوكرانيا" الذي استضافته العاصمة كييف، بمشاركة قادة أوروبيين، تحدث فيه عن مستجدات الحرب الدائرة مع
روسيا.
وأكد أن الحرب الروسية على بلاده تسببت في مجاعات عالمية، قائلا: "لن نسمح للجوع والعطش بأن ينالا من ملايين البشر حول العالم".
وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا من أهم الدول المصدرة لمنتجات الحبوب إلى العالم، وأن بلاده مستمرة في تصدير الحبوب إلى مختلف البلدان على الرغم من كافة الصعوبات من أجل تجنب المجاعات.
ونوّه بمبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود، وأن السفن المحملة بملايين الأطنان من الحبوب غادرت الموانئ الأوكرانية إلى مختلف أنحاء العالم لمنع أزمة جوع محتملة.
وأضاف: "غادرت قرابة الـ500 سفينة موانئنا حتى يومنا الحالي (السبت)، وهذا يعني تصدير 12 مليون طن من المنتجات الزراعية إلى 40 دولة".
وأعرب زيلينسكي عن شكره لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، وللأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على جهودهما الحثيثة في التوصل إلى اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود.
ولفت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تسعى لفرض عقوبات جديدة على موسكو بهدف خفض سعر النفط الروسي إلى 65 دولارا للبرميل؛ واعتبر زيلينسكي أن هذه العقوبات غير كافية.
وتابع بأن "روسيا ستجني عشرات المليارات من جراء ذلك، وإننا نطالب بأن تكون العقوبات فاعلة والحدود (حد سعر برميل النفط الروسي) عند مستوى الـ30- 40 دولارا لكي تشعر روسيا بتبعات هذه العقوبات".
وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أعلن الرئيس أردوغان عن تمديد اتفاق الحبوب 120 يوما اعتبارا من الـ19 من الشهر ذاته.
وفي 22 تموز/ يوليو الماضي، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا اتفاقية في إسطنبول لاستئناف صادرات الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود، والتي توقفت في شباط/ فبراير الفائت على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
تبادل أسرى جديد
أفادت وكالات أنباء روسية نقلا عن وزارة الدفاع الروسية بإطلاق سراح تسعة أسرى حرب في إطار عملية تبادل للأسرى مع أوكرانيا السبت.
وقالت الوزارة في بيان: "إنه ونتيجة لعملية التفاوض، أُعيد تسعة جنود روس كانوا يواجهون خطر الموت في الأسر من الأراضي التي يسيطر عليها النظام الحاكم في كييف".
وقبل أربعة أيام، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن إجراء صفقة جديدة من تبادل أسرى حرب مع أوكرانيا.
وقالت الوزارة، في بيان، إن "35 عسكريا روسياً عادوا من أوكرانيا نتيجة جولة جديدة من تبادل الأسرى بين موسكو وكييف".
وأوضح البيان أنه "سيتم نقل الجنود المفرج عنهم إلى موسكو على متن طائرات نقل عسكرية تابعة للقوات الروسية بهدف تلقي العلاج في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع الروسية".
وفاة وزير خارجية روسيا البيضاء
ذكرت وكالة أنباء بيلتا الرسمية السبت أن وزير خارجية روسيا البيضاء فلاديمير ماكي توفي عن 64 عاما.
وقالت بيلتا: "توفي وزير الخارجية فلاديمير ماكي فجأة"، من دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية. وشغل ماكي منصبه منذ عام 2012.
وحضر ماكي (64 عاما) مؤتمر منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري لعدة دول سوفييتية سابقة، في يريفان الأسبوع الماضي وكان من المقرر أن يلتقي بنظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الاثنين.
وقبل الانتخابات الرئاسية والاحتجاجات واسعة النطاق المناهضة للحكومة في روسيا البيضاء في 2020، كان ماكي أحد المبادرين بجهود تحسين علاقات بلده مع الغرب وانتقد روسيا.
ولكنه غير موقفه بشكل مفاجئ بعد بدء الاحتجاجات، وقال إنها حدثت بإيعاز عملاء غربيين.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير، قال ماكي، وهو مؤيد للعلاقات الوثيقة بين موسكو ومينسك، إن الغرب هو من أشعل الحرب وإنه ينبغي للسلطات الأوكرانية قبول الشروط الروسية للسلام.
وقبل أيام من بدء الحرب، وعد ماكي بأنه لن تكون ثمة هجمات على أوكرانيا من أراضي روسيا البيضاء. ولكن بعد عدة أيام، أثبتت القوات الروسية أنه كان مخطئا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر قناتها على تليغرام: "نحن في حالة صدمة من أنباء وفاة وزير الشؤون الخارجية بجمهورية روسيا البيضاء فلاديمير ماكي. وستُنشر التعازي الرسمية قريبا".
دوامة الاقتصاد في ظل الحرب
قالت صحيفة "
واشنطت بوست" الأمريكية، إن الاقتصاد الروسي يعاني من الدخول في دوامة لا يعرف موعد نهايتها، في ظل استمرار الحرب.
وأوضحت الصحيفة في تقرير، أن الرئيس فلاديمير
بوتين "عندما أطلق الشهر الماضي مجلسا جديدا لتنسيق الإمدادات للجيش الروسي، بدا وكأنه يدرك حجم المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلاد".
ونقلت واشنطن بوست عن اقتصاديين روس، قولهم إن "بوتين زعم على مدى أشهر أن الحرب الخاطفة الاقتصادية" ضد روسيا قد فشلت، لكن العقوبات الغربية المفروضة بسبب غزو أوكرانيا تتعمق أكثر فأكثر في الاقتصاد الروسي، ما يؤدي إلى تفاقم نقص المعدات لجيشها وإعاقة قدرتها على شن أي هجوم بري جديد أو صناعة صواريخ جديدة.
ولفتت إلى أن "الأرقام الصادرة عن وزارة المالية الأسبوع الماضي، تظهر أن الإيرادات الضريبية من القطاع غير النفطي والغاز انخفضت بنسبة 20 في المئة على أساس سنوي في أكتوبر مقارنة بالعام السابق".
ونقلت عن فلاديمير ميلوف، نائب وزير الطاقة الروسي السابق الذي أصبح الآن سياسيا معارضا بارزا في المنفى، قوله إن "الدوامة تتصاعد، ولا يوجد مخرج من هذا الآن". وأضاف: "تظهر جميع المؤشرات الموضوعية أن هناك انخفاضا قويا جدا في النشاط الاقتصادي".