نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"
تقريرا قالت فيه إن الرعاة على المنطقة الحدودية بين
لبنان وفلسطين المحتلة، يتهمون جيش الاحتلال
الإسرائيلي باختطافهم والتحقيق معهم، بتهمة نقل الأخبار لصالح
حزب الله.
وذكر التقرير أن حسن زهرة كان يقترب من نهاية يوم عمل وهو يرعى الأغنام على قمة جبل في الحدود الجنوبية للبنان عندما وجد نفسه وسط كمين لقوات الاحتلال.
وقال زهرة، 23 عاما إنه في العام الماضي قيد وعصبت عيناه حيث أخذ إلى مركز تحقيق داخل فلسطين المحتلة، واتهم بالتجسس لصالح حزب الله، وخلف وراءه مئات من الأغنام على سفح الجبل.
و"قالوا: أنتم الرعاة تظهرون وكأنكم تقودون أغنامكم ولكنكم تعملون لصالح حزب الله وتراقبوننا" ورد قائلا: "نحن نرعى الأغنام، ولم يصدقونا".
ورغم توقيع الطرفين اتفاقية ترسيم الحدود البحرية إلا أن الوضع على الحدود البرية لا يزال متوترا حيث الخطوط الأمامية متنازع عليها ومحاطة بالأسيجة وملغمة بالألغام وتقوم بمسحها طائرات مسيرة.
ووجد الرعاة أنفسهم وسط هذا التوتر، حيث يقودون أغنامهم ومواشيهم إلى المناطق القريبة من مزارع شبعا، جنوب لبنان وهي المنطقة التي يعتبرها لبنان جزءا من أراضيه وتحتلها إسرائيل.
ويقول الرعاة إنه عندما يتم الإفراج عنهم يتعرضون للتحقيق من السلطات اللبنانية التي تخشى من تجنيد الاحتلال لهم كجواسيس للجانب الآخر. وينفي الرعاة وحزب الله الاتهامات الإسرائيلية بالتجسس.
ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن مزارع شبعا جزء من مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا عام 1967، وهو موقف دعمه تقييم الأمم المتحدة.
ويقول زهرة إن عائلته لا تزال تملك أرضا في مزارع شبعا وأن أجيالا من عائلته كانوا يربون الأغنام هناك.
ويزعم جيش الاحتلال أن الرعاة يستخدمون أجهزة هاتف فيها تطبيق يقوم بحذف الصور بعد إرسالها إلى حزب الله. وفي فيديو نشره موقع إخباري إسرائيلي قال الجيش إن الرعاة يذهبون للرعي قرب الحدود مع النساء والأطفال "لكي يظهروا بمظهر البريء ويخفي الهدف الحقيقي".
ووصف حزب الله مزاعم الاحتلال بـ "الفارغة وبدون أساس".
وجاء في بيان للحزب: "يهدفون لتبرير محاولات اختطاف الرعاة والتحقيق معهم من فترة لأخرى للحصول على معلومات حول مواقع المقاومة في المنطقة أو جمع معلومات تتعلق بحركة عناصر المقاومة في المنطقة".
وقال زهرة إنه كان داخل المناطق اللبنانية في كانون الثاني/يناير العام الماضي عندما واجه عددا من الجنود الإسرائيليين الذين أحاطوا به ووجهوا بنادقهم نحوه. وتم احتجازه لمدة ثلاثة أيام في داخل إسرائيل وتحت حراسة مشددة وتم التحقيق معه عدة مرات.
وتشرف قوات حفظ السلام على نقطة التفتيش التي تمر منها الأغنام وهي النقطة التي عبرها عندما أفرج عليه من قبل الاحتلال. ثم أخذته المخابرات اللبنانية وحققت معه لمدة 12 ساعة.
ولم يرد الجيش اللبناني على أسئلة الصحيفة لكن والده، قاسم علي زهرة، 62 عاما، اعتقد أن الجيش اللبناني قلق من تجنيد إسرائيل رعاة الأغنام كجواسيس.
وقال مبتسما على مسؤولي أمن لبنانيين كانا يقفان قريبا "أصبحت الحكومة اللبنانية متشككة بنا". وعبر زهرة عن قلقه على مستقبل ابنه وأحفاده.
وقال الجنرال إبيهناف باشكي الذي يشرف على الفرقة الهندية ضمن قوات حفظ السلام إنه لو اجتاز الرعاة الخط فهذا يعني زيادة القلق ولن يرتاح حتى عودتهم وعد رؤوس الأغنام واحدا بعد واحد و"لا يعرف الرعاة أنهم يجتازون الخط لأنه وهمي". وعندما كان يتحدث أزت مسيرة إسرائيلية فوق الخط، في خرق واضح للقواعد.
وقال باشكي إن عمليات خرق الخط زادت هذا العام بمعدل مرتين في اليوم ونسبة 40% متعلقة بالرعاة ومواشيهم.
وفي إشارة لاختطاف الاحتلال للمواشي، قال محافظ بلدة شبعا، محمد هاشم: "يقوم العدو بأخذهم على أمل تجنيدهم للعمل معه" وأضاف: "المقاومة لديها عناصرها وهي ليست بحاجة للرعاة".
وقال هاشم إن المنطقة سنية بعدد قليل من المسيحيين الروم الأرثوذكس ودعم حزب الله فيها ليس قويا.
وقال ماهر حمدان، 28 عاما إن الإسرائيليين اعتقلوه مرتين هذا العام، المرة الأولى عندما كان في منطقة جبل الشيخ: "كان كمينا ولم أجتز الخط" و"أعرف أن هناك خطرا لأنني قرب الخط الأزرق ولم تكن هناك أية إشارة".
وتم تفتيشه وتقييده وتعصيب عينيه ونقل إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية حيث حقق معه لأربع ساعات وسئل عن حزب الله وإن كان له وجود في الجبل. وكان جوابه لا.
وفي تموز/يوليو وفي نفس الجبل وبمنطقة صخرية خالية من الأشجار وجد جنودا نائمين على الأرض ينتظرون، وهرب ولكن الجنود بدأوا بإطلاق النار وألقي القبض عليه ونقل للتحقيق، لكن ضابط التحقيق سأله هذه المرة عن منزله وطلب منه تحديده على الخريطة.
ولا يزال حمدان يذهب إلى نفس الجبل لرعي مواشيه ويقول إنه لا يوجد خيار "جبلنا صغير وأخذت إسرائيل معظمه ونريد الذهاب حيث يوجد طعام للمواشي" و"لو نظروا إلي لعرفوا أنني لست حزب الله".