مع عودة اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو إلى السلطة في كيان الاحتلال، ترى دول الخليج التي أقامت علاقات مع إسرائيل قيادته للفترة المقبلة عامل توازن إقليمي في مواجهة إيران، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
والتزم القادة العرب الصمت بشأن فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، فيما توقع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان أن يصمد اتفاق جديد لترسيم الحدود البحرية، بينما توقع خبراء فلسطينيون وأردنيون توترات جديدة.
وتعهد نتنياهو، الذي أغضبت سياساته الكثيرين في العالم العربي منذ وصوله إلى السلطة للمرة الأولى قبل نحو 26 عاما، بأن حكومة برئاسته ستتصرف بمسؤولية وتتجنب "المغامرات غير الضرورية" و"توسع دائرة السلام".
صمت خليجي.. مبرر؟
ويهيمن القلق على دول الخليج العربية إزاء تنامي القوة الإقليمية لإيران على الاستراتيجية الأمنية للمنطقة، فيما ساعد نهج نتنياهو المتشدد في معارضة إيران على إقامة علاقات بينه وبين زعماء عرب سنة.
وأبرمت إسرائيل، في عهد حكومة نتنياهو، اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين في عام 2020، وبعد بضعة أشهر مع المغرب.
وقال المحلل السياسي الإماراتي البارز، عبد الخالق عبد الله، لوكالة رويترز، إن إيران مصدر قلق رئيسي لدول الخليج، ومن بينها الإمارات، مضيفا أن إسرائيل، بغض النظر عن الحكومة التي تتولى السلطة فيها، تتخذ دائما موقفا قويا ضد إيران واتفاقها النووي مع القوى العالمية.
وأضاف: "نتنياهو كان طرفا في اتفاقات أبراهام، ووقعها، لذلك فليس هناك تغيير في مسار التطبيع".
ومضى قائلا إن الخليجيين سيعتبرون عودة نتنياهو شأنا داخليا إسرائيليا لا علاقة لهم به، وسيكونون سعداء بالتعامل مع من يختاره الشعب الإسرائيلي زعيما له.
وقال عبد الله إن انتصار من وصفهم "بأسوأ السيئين في المشهد السياسي الإسرائيلي" سيؤثر في الأساس على الفلسطينيين وسيقضي على أي حديث عن حل الدولتين.
ورغم أنها اتخذت بعض الخطوات نحو التقارب، لم تطبع السعودية العلاقات مع إسرائيل بعد، فيما قال الأكاديمي السعودي عبد العزيز الغشيان إنه لا ينبغي توقع تحركات أخرى من جانب الرياض، وفقا لوكالة رويترز.
وأضاف الغشيان أنه "لكي تطرأ أي تغييرات مهمة، فيجب أن تكون هناك عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، موضحا أن "هذا غير مرجح الآن في ظل الحكومة الجديدة".
اقرأ أيضا: وثائق مسربة من تحقيق "اغتيال عرفات".. الطيراوي يؤكدها
لبنان.. اتفاق قد يسقط ؟
وبشأن حدود فلسطين المحتلة الشمالية، هدد نتنياهو "بتحييد" اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان الذي توسطت فيه الولايات المتحدة رغم أن لبنان لا يزال يعتبر نفسه في حالة حرب مع إسرائيل.
وفي السياق، أكد لبنان أنه تلقى تأكيدات من واشنطن بأن الاتفاق لن يتم التراجع عنه أو "تدميره".
ومن جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، لوكالة رويترز عبر الهاتف: "نحن لا نخشى تغيير السلطات في إسرائيل، إن فاز نتنياهو أو غيره فلا أحد باستطاعته أن يقف في وجه هذا الموضوع".
وأضاف أن "الضمانات الأمريكية ستكفل تنفيذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل على الرغم من معارضة نتنياهو الذي قال إنه ربما يفيد جماعة حزب الله المسلحة التي حاربت إسرائيل".
وفي السياق، قالت لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث، ومقره لندن، إنه "لا يمكن لإسرائيل أن تتمادى في معارضة رغبات الولايات المتحدة لأنها بحاجة إلى الحماية الأمريكية".
وتابعت: "وبالتالي فإن من غير المرجح أن تمزق حكومة يقودها نتنياهو اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.. على الرغم من تصريحات نتنياهو القوية".
فلسطين والأردن.. الصدام؟
وأشار تقرير الوكالة إلى تجاوز الزعماء في قمة بالجزائر لخلافاتهم حول العلاقات مع إسرائيل، وتجديد تأييدهم لقيام دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي عارضه نتنياهو بشدة، لكنهم لم يتطرقوا إلى الانتخابات.
وقوبل فوز نتنياهو بالقلق في الأردن، الذي يسكنه ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وإبان آخر حكومة رأسها نتنياهو، تدهورت العلاقات بين البلدين لدرجة أن العاهل الأردني الملك عبد الله أنهى العمل بجزء من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المبرمة عام 1994، وكان يسمح لإسرائيل باستخدام منطقتين من الأراضي الأردنية على الحدود.
وفي السياق ذاته، طالبت المعارضة الإسلامية الأردنية الدول العربية بتبني موقف قوي.
وقال الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الأردنية، مراد العضايلة، لوكالة رويترز، إن اليمين الإسرائيلي تحدث الأربعاء عن طرد الفلسطينيين ويقول إنه لن يكون هناك وجود لدولة فلسطينية.
وأضاف العضايلة أن المطلوب من الدول العربية أن تعتمد على شعوبها وتدعم مقاومة الفلسطينيين.
ومن وجهة نظر أخرى، قال الباحث بمركز كارنيغي للسلام الدولي، إتش.إيه هيلير، إن من المرجح أن تجد مصر، التي كانت أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع إسرائيل والتي تتوسط في إنهاء الصراعات الإسرائيلية-الفلسطينية، سبيلا للعمل مع نتنياهو مرة أخرى.
وأوضح هيلير لوكالة رويترز، أن نتنياهو كان يرفض حتى أي مظهر لعملية سلام والتي تؤيدها مصر رسميا "لكنهم تعاملوا معه وسيتعاملون معه من جديد".
تصاعد عمليات المقاومة في القدس يثير مخاوف الاحتلال
الإعلام العبري يحرّض على فائزة بنوبل لمناهضتها الاحتلال
تجدد الاشتباكات بمخيم شعفاط.. والاحتلال ينفذ اعتقالات واسعة