قبيل أيام من توجه الإسرائيليين لصناديق الاقتراع، تظهر أمام أكبر المتنافسين على مقعد رئاسة الوزراء، وهما رئيس الحكومة يائير لابيد وزعيم المعارضة بنيامين تنتياهو جملة من التحديات الرئيسية.
عوفر حداد مراسل "القناة 12" ذكر أن "التحديات التي تواجه لابيد أكثر تعقيدا من خصمه نتنياهو، لأن المطلوب لبقاء لابيد في مكتب رئيس الوزراء أن يمنع نتنياهو من بلوغ 61 مقعدا، وفي الوقت ذاته التقليل قدر الإمكان من فرص وزير حربه بيني غانتس حتى لا يكون بديلا لنتنياهو، بحيث أن المعادلة الماثلة أمام ناظريه: أن تكون أكبر حجمًا من غانتس، وأقل ما يمكن أصغر من نتنياهو".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذه المعادلة التي يسعى إليها لابيد قد يسقط فيها بعض المفقودين، على اعتبار أن ثلاثة أحزاب في كتلة لابيد قد تجد نفسها في المنطقة الخطرة، وهي العمل، ميرتس، ويسرائيل بيتنا، لكن الفرضية الأساسية التي تحركه هي عدم تمهيد الطريق أمام نتنياهو لتشكيل حكومته القادمة، من خلال إشعار أحزابه المتحالفة معه أنها في مكان آمن فوق نسبة الحسم، لكن حركته حادة للغاية، وقد يدفع ثمنها، في ظل متغير آخر دراماتيكي للغاية أمامه ويتمثل في الصوت العربي".
في المقابل، فإن نتنياهو يواجه العديد من التحديات السياسية كي يقترب أكثر من أهدافه، وتتمثل "أولها في إنهاء الخلافات داخل كتلته الحزبية، لا سيما مع تصاعد المعارك الإقليمية بين المرشحين داخلها، مع العلم أنه قلق بشأن زيادة قوة إيتمار بن غفير اليميني المتطرف، وصراعه مع رفيقه بيتسلئيل سموتريتش الذي يسعى لتحصيل المنصب الأعلى في حزب الصهيونية الدينية، أما التحدي الثاني فهم ناخبوا الليكود الذين قد يبقون في المنزل دون المشاركة في التصويت، صحيح أنهم جزء صغير، لكنه مهم جدًا بالنسبة لما يعتبرها معركته المصيرية".
اقرأ أيضا: أصوات المستوطنين تشعل صراعا بانتخابات الكنيست
عاميت سيغال مراسل القناة 12، أشار في تقرير ترجمته "عربي21" إلى ما اعتبره "التحدي الثالث الذي يواجه نتنياهو، ويمكن وصفه بالمعضلة الأكثر تعقيدًا، وتتمثل في موقف وزيرة الداخلية آياليت شاكيد، التي لا تخفي عداءها لنتنياهو، وتحظى بحضور واسع في أوساط اليمين، فيما يردد قادة الليكود دعوتها للتنحي عن المنافسة، رغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن استقالتها لن تغير خريطة الكتل الحزبية، لكن عشرة آلاف صوت من طرف مؤيديها قد تأتي لليكود يمكن أن تغير كل شيء".
التحديات الواردة أعلاه لا تغفل تحديا أقل أهمية منها، ويتمثل بتصويت فلسطينيي48، فإذا تمسك لابيد بالتصريحات التي تفيد بأنه لن يجلس مع الأحزاب العربية، فلن يكون لديه ائتلاف حكومي، ومع ذلك، يجب أن يتأكد أن هذه الأحزاب ستجتاز نسبة الحسم من أجل مساعدته، ولذلك فقد توجه إلى الناصرة في جولة انتخابية محسوبة للغاية، بدون تصريحات حية، ولا عناوين إخبارية، ولكن فقط من أجل إظهار حضوره الأساسي لإعطاء الصوت العربي على الأقل إحساسًا بأنه ما زال في اللعبة.
مع العلم أن 46٪ فقط من فلسطينيي48 أكدوا أنهم ينوون التصويت، وهذه نسبة ضئيلة للغاية، لأن لابيد يحتاج 50-55٪ من أصواتهم، حتى لا يعرض حزبي ميريتس والعمل للخطر؛ وهما حليفاه الأساسيان، دون إثارة حملة ضده من الجانب اليهودي الذي يعادي الفلسطينيين، كل الفلسطينيين.
أصوات المستوطنين تشعل صراعا بانتخابات الكنيست
ما السيناريوهات المتوقعة للانتخابات المقبلة في "إسرائيل"؟
تقدير إسرائيلي: فرص نتنياهو تتزايد مع إخفاقات حكومة لابيد