علقت مراسلة الشؤون السياسية أوبري أليغارتي بصحيفة "الغارديان" قائلة إن حزب المحافظين متصدع وخرج عن السيطرة، فهل سيتمكن سوناك من حكمه؟ فعندما سئل نواب الحزب وبشكل خاص حول قدرة الحزب على الخروج من دوامة الخلافات التي لا تنتهي بعد انتخاب سوناك، كان الجواب من معظمهم "يمكنه" أو "يجب عليه".
وقد يجد رئيس الوزراء راحة من إحاطات زملائه النارية، حيث سيتوارى من حاولوا إبعاده عن 10 داونينغ ستريت ويلعقوا جراحهم ويعود المعتدلون إلى المسار العام.
ولكن شهر العسل سيكون قصيرا، حيث سيواجه سوناك نفس المشاكل التي واجهتها تراس، بما في ذلك التوقعات الاقتصادية الخطيرة والتراجع في شعبية الحزب. فحصوله على 200 صوت داعم من النواب جعله المفضل، لكنه سيظل محل شك من الذين حاولوا تحويل تتويجه كزعيم إلى معركة تنافس بينه وبين بوريس جونسون أو بيني موردانت.
وكان نواب المقاعد الخلفية يشعرون بالتشوش لدرجة أن واحدا منهم اعترف قائلا: "عقلي مع سوناك وقلبي مع بيني وروحي مع بوريس".
وينظر لسوناك كقوة استقرار، حيث هوجم في الصيف بسبب تبنيه سياسة مالية أرثوذكسية. وعبر الكثير من نواب المحافظين عن ضجرهم من تحولهم لنجوم في مسلسل درامي بلا نهاية ويأملون أن يقوم وزير الخزانة السابق بطمأنة الأسواق وسيتي ويعيد الثقة بالحزب ورؤيته الاقتصادية.
وحضر أنصار سوناك والنواب الذين حاولوا تنصيب منافس له، أول خطاب ألقاه أمام لجنة 1922 في البرلمان، وحتى موردانت وأنصارها كانوا في الغرب.
ولم تحضر تراس ولكنها أرسلت تغريدة دعم. ومن الصعب قراءة الدعم المباشر على أنه صورة عن سلام دائم داخل الحزب، فقد دعمه البعض متأخرين عندما قرأوا اتجاه الريح وأرادوا الحصول على حظوة في داونينغ ستريت.
وقال وزير إنهم وضعوا ثقلهم وراء سوناك بتردد، وهناك إشارات إنذار أنهم سيواصلون نقده من الهامش. وقالت نادين دوريز، وزيرة الثقافة السابقة والمدافعة عن جونسون إن سوناك لا تفويض لديه وتوقعت الدعوة لانتخابات مبكرة. لكن أنصار رئيس الوزراء الجديد لديهم الثقة أن أمثالها سيتحولون إلى هامش.
وقال آخر إنه كان سيقول نفس كلام دوريز لو لم يكن سيدافع عن مقعده الانتخابي.
وعبر عدد من الناشطين في حزب المحافظين عن غضبهم من عدم منحهم دورا في اختيار الزعيم الجديد، حيث ذكر عدد من النواب أنهم تلقوا طلبات من أعضاء لإلغاء العضوية.
وقال جوزيف روبرتسون، مدير مركز محافظ إن سوناك لم يصوت له الأعضاء في الصيف و"بدون تفويض ديمقراطي". واعترف مصدر في داونينغ ستريت بخروج الحزب عن السيطرة وذلك بعد العملية لإنقاذ حكومة تراس قبل سبعة أيام.
وتعتمد النوايا الحسنة من النواب على التعيينات في حكومة سوناك التي ستبدأ حالا. وربما قرر عزل وزراء ينظر إليهم من شلة تراس أو النقاد الذين حصلوا على مقاعد بسبب الولاء لا الكفاءة. وقال مسؤول في الحزب: "لو أردت أن يكون لديك حكومات مواهب فأنت بحاجة لعزل نصف الحكومة". وعمل هذا سينظر إليه بالتطهير وهو ما رشح بعدما تولت تراس الحكومة.
اقرأ أيضا: تشارلز يكلف سوناك رسميا بتشكيل الحكومة الجديدة
والمصاعب قائمة لكن النواب يرون ضرورة منح رئيس الوزراء مساحة وعدم مفاقمة الخلافات ومحاولة ردم الثغرة في الاستطلاعات وهي 30 نقطة من أجل تحسين حظوظهم في الانتخابات العامة.
FT: ليز تراس تواجه ضغوطا للتراجع عن نقل السفارة للقدس
وزير خارجية بريطاني سابق يحذر من خطورة نقل السفارة للقدس
هيرست: كيف يقاتل جيل جديد من الفلسطينيين الاحتلال؟