يفصل الناخبين الكويتيين يوم واحد على بدء سادس
انتخابات برلمانية خلال عشر سنوات، والثامنة عشرة في تاريخ الحياة السياسية
بالكويت، وذلك بعد شهرين من حل البرلمان على خلفية قضايا تشمل الفساد.
وتصاعد سباق الدعاية الانتخابية للمرشحين،
وانتشرت الخيام للقاء المرشحين بناخبيهم، والتي تضمنت طرح وعود لتلبية مطالبهم
في حال الجلوس تحت قبة المجلس.
لكن لوحظ في الدعاية الانتخابية الحالية قلة
الإنفاق والتوجه نحو الإعلام الاجتماعي والعمل الميداني في الخيام والدواوين، وذلك
عكس حملات سابقة كانت تشهد إنفاقا كبيرا من قبل المرشحين.
وجاء التوجه الجديد خلال الحملات الانتخابية
للمرشحين بتقليص الإنفاق لعدة عوامل، أبرزها الرقابة الصارمة من قبل الدولة،
ومحاولة تكوين خطاب جديد للشعب.
وسعى المرشحون للانتخابات المقبلة إلى التعريف
بأنفسهم وبرامجهم الانتخابية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الشخصية المعروفة
لدى الكثيرين.
ويتنافس 305 مرشحين بينهم 22 امرأة على 50
مقعدا تمثل 5 دوائر انتخابية، بعدما استبعدت السلطات القضائية الثلاثاء ثمانية
مرشحين.
وستجرى الانتخابات وسط تطلعات لعودة المرأة إلى
قاعة عبد الله السالم في مجلس الأمة بعدما فقدت مقعدها الوحيد خلال الانتخابات
التشريعية التي جرت في كانون الأول/ديسمبر 2020.
وتمثّل النساء 51,2 بالمئة من الناخبين البالغ
عددهم 795920 ناخبا.
وتشارك في انتخابات الخميس وهي الثامنة عشرة في
تاريخ الحياة السياسية والسادسة في عشر سنوات، شخصيات معارضة وتيارات سياسية قاطعت
الاقتراع منذ عقد متّهمة السلطات التنفيذية بالتأثير على عمل البرلمان.
وقال المرشح عن "حركة العمل الشعبي"
التي قاطعت الانتخابات خلال السنوات الماضية محمد مساعد الدوسري إن سبب هذه العودة
هو مضمون الخطاب الذي ألقاه ولي عهد الكويت نيابة عن أمير البلاد في حزيران/يونيو
الماضي.
وأضاف: "تضمن تعهدات والتزامات صريحة
وواضحة بعدم التدخل في الانتخابات وحماية الديمقراطية".
وقال الإعلامي الكويتي علي السند، إن المرشحين
للانتخابات الكويتية يستخدمون طرقا متعددة، فلا تكاد وسيلة إعلامية أو طريقة في
الترويج إلا ويستعملونها.
وأضاف: "لكني لاحظت في هذه الانتخابات بروز
أسلوب مختلف وهو صناعة الحدث على أرض الواقع ثم يتم نقله عن طريق وسائل التواصل
والإعلام المختلفة".
وأردف السند: "هذا الحدث الذي يُصنع ليس
بالضرورة أن يكون كبيراً لكن من خلال تقنية التصوير يتم إبرازه بشكل واسع في
الإعلام".
ويرى السند، أن "الإعلام التقليدي وشاشة
التلفزيون أصبحت في ذيل قائمة الدعاية الانتخابية وتراجع دورها بشكل كبير، فيما
أصبح نصيب الأسد لوسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاِ تويتر وانستغرام، فهم الأكثر
استعمالاً في الكويت".
بدوره قال الإعلامي الكويتي يوسف الرفاعي:
"الوقت يختلف والدعايات التقليدية عبر التلفزيون والصحف لم تعد تلعب دورا
مثلما كانت في السابق".
وأضاف أن "وسائل التواصل هي التي تؤثر
وتوجه الرأي العام حالياً"، مؤكدا في الوقت ذاته على "أهمية دور المرشح
عبر زيارته وجولاته للديوانيات للاحتكاك مع الناس وهذا ما يساهم بشكل كبير في
تدعيم وتعزيز مكانته وترتيبه في الانتخابات".
ويرى الرفاعي، أن "وسائل التواصل تلعب
الدور المهم، ونعلم أن كل المرشحين يودون تعزيز تواجدهم عبرها لأنها تستقطب الشباب
وتوضح لهم الجوانب التي لا يرونها في الإعلام التقليدي، فلم تعد مطالعة الصحف أو
مشاهدة التلفزيون تستهوي الكثير من الناس".
وأشار إلى أن "الخيام والمقار لها الدور
الأبرز، فهي ليست فقط مكانا يجلس فيه المرشح ويجتمع مع الجمهور وإنما تتحول إلى منتدى
انتخابي متكامل وشاهدناها في ترتيب الفعاليات الثقافية والحلقات النقاشية فهي تسمح
للمرشح أن يلعب دورا في تنمية الوعي السياسي لدى أطياف المجتمع".
ويقول الرفاعي إن "الصوت الأكثر استماعاً
في هذه الانتخابات هو من يبسّط المسائل السياسية المعقدة"، مبينا أنه
"في السابق كانت الندوات تستمر لساعات، لكن الآن يريد الناس الرسالة المختصرة
المبسطة في دقيقة أو دقيقتين".
واعتبر أن "السياسي أو المرشح الناجح هو
الذي يستطيع توصيل الرسالة المطلوبة بشكل مبسط يقنع الناس وفي أقصر وقت".
سعيّد يؤكد موعد انتخابات تونس.. هدد جهات لم يسمّها (شاهد)
تواصل الجدل بالكويت بشأن "وثيقة القيم" مع اقتراب الانتخابات
"وثيقة القيم" لمرشحي مجلس الأمة تثير جدلا بالكويت (شاهد)