شنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هجوما حادّا على دولة الاحتلال بقوله "أنا مصدوم، لأنها لم تمنحنا أسلحة"، بعد رفضها بيع بلاده القبة الحديدية، كاشفا النقاب أنه "اتصل برئيسي الوزراء السابق نفتالي بينيت والحالي يائير لابيد، لكنهم لم يعطونا أي أسلحة، فقط صفر"، في حين التزمت إسرائيل الرسمية عدم الرد، لكن مسؤوليها السياسيين وصفوه بأنه يبالغ كثيرا.
وأكد زيلينسكي في لقاء مع قناة "تي في 5 موند" الفرنسية أنه "رغم علمه بالعلاقات الإسرائيلية الحساسة مع روسيا بسبب نشاطها العسكري في سوريا، لكنه صُدم لرفض إسرائيل مساعدة بلاده بالسلاح، مما يعني أن تأثير روسيا على إسرائيل ظاهر في عدم قدرتها على تزويدنا بأي أسلحة".
وأضاف: "رغم أنني تلقيت معلومات من أجهزة مخابراتنا بأن إسرائيل تصدر أنظمة دفاعها لدول أخرى"، قاصدا بذلك صفقة بيع القبة الحديدية إلى قبرص والإمارات في الآونة الأخيرة.
وذكر إيتمار آيخنر في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الاتهام الأوكراني من أعلى المستويات لدولة الاحتلال جاء في ضوء وجود العديد من اليهود في أوكرانيا، والعديد من الأوكرانيين في إسرائيل، مما دفع زيلينسكي للإعراب عن صدمته من السلوك الإسرائيلي، رغم أنها أدانت الغزو الروسي لأوكرانيا، وأرسلت معدات إنسانية إلى كييف، وفي بداية الحرب فتحت مستشفى ميدانيًا عملت هناك لعدة أشهر، لكن كبار المسؤولين الأوكرانيين بقيادة زيلينسكي نفسه، أصروا مرارًا وتكرارًا على أن هذا لا يكفي، وطالبوا إسرائيل بالانضمام لعقوبات الدول الغربية ضد روسيا".
ونقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية فإن "زيلينسكي بالغ في اتهاماته، فإذا كان كل شيء يقاس بالسلاح، فمن المحتمل أنه على حق، لكن باستثناء الأسلحة، فقد ساعدت إسرائيل أوكرانيا كثيرًا، لذلك فإن اتهاماته ليست صحيحة وغير عادلة، مع العلم أن هناك حاجة مركزية أثيرت في أوكرانيا، وصلت حدّ مناشدات الدول الغربية وإسرائيل تتعلق بمساعدتها فيما يتعلق بأنظمة الدفاع الجوي، لأنها تواجه عددا لا يحصى من التفجيرات والهجمات الصاروخية الروسية، وقد دعت إسرائيل مرارًا وتكرارًا لتزويدها بأنظمة تساعدها على حماية سكانها وبنيتها التحتية".
وحتى شباط/فبراير الماضي، قبل بدء الغزو الروسي، حاولت أوكرانيا الحصول على نظام القبة الحديدية الإسرائيلية من الولايات المتحدة، لكن تل أبيب أوقفت هذا التحرك، في ضوء تنسيق الأخيرة مع موسكو فيما يتعلق بأنشطة الجيش الإسرائيلي في سوريا، مما حدا بزيلينسكي للإعراب عن خيبة أمله لأن بلاده لم تتلق إجابة إيجابية من إسرائيل فيما يتعلق بالإمداد المحتمل لأنظمة الدفاع الجوي.
ولم تتوقف الاتهامات الموجهة لدولة الاحتلال على الرئيس زيلينسكي فقط، بل إن سفيره لديها يفغين كورنيتشوك دأب على اتهام الحكومة الإسرائيلية بشكل منتظم، لأنه "بينما تقوم روسيا بذبح مواطنينا، تبقى إسرائيل في منطقة الراحة الخاصة بها، وتتجنب تقديم الحد الأدنى من المساعدة الدفاعية لأوكرانيا، نحن نطلب منها أداة دفاعية على شكل القبة الحديدية وأدوات دفاعية مماثلة، ومثلما تحمي إسرائيل مستوطني غلاف غزة من نيران حماس، فعلينا حماية مواطنينا من القذائف الروسية".
اقرأ أيضا: صحيفة: أوروبا أمام خطر اندلاع حرب كبرى بعد تهديدات بوتين
وبالتزامن مع ذلك، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقرير آخر، أنه سيتم نقل الجنود الأوكرانيين المصابين في الحرب مع روسيا جواً إلى إسرائيل لتلقي العلاج، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي في أوكرانيا مايكل برودسكي أن "أول جنديين أوكرانيين سيصلان إسرائيل اليوم، وسيُعالجان في مستشفى تل هشومير، حيث سيتم تركيب أطراف اصطناعية لهما، وسيخضعان لإعادة تأهيل، بعد أن ضغطت أوكرانيا على وزارة الصحة الإسرائيلية والوزير نيتسان هورويتز للسماح لجنودها بتلقي العلاج في إسرائيل، حيث تم تحويل 10 ملايين شيكل لعلاج الجرحى الأوكرانيين في مختلف المستشفيات، بما في ذلك إعادة التأهيل والأطراف الصناعية".
وأكدت سيمونا هالبرين نائبة مدير أوراسيا في وزارة الخارجية في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه "كجزء من المساعدات الإسرائيلية المستمرة لأوكرانيا، تقرر إعادة تأهيل الجرحى الذين يستحقون العلاج، وسيبقون في إسرائيل لفترة طويلة، بعد أن دشنت السفارة الأوكرانية في تل أبيب حملة ممولة مفادها أن إسرائيل جهة عالمية كبيرة في مجال الأطراف الصناعية، لذلك نتوقع منها أن تفعل الشيء الصحيح، وتساعد الجنود الأوكرانيين على المشي مرة أخرى".
وفي السياق، أعرب المسؤولون الحكوميون الإسرائيليون عن غضبهم من حملة السفارة الأوكرانية في تل أبيب، لأنها تتجاوز القواعد الدبلوماسية، حيث لا يحق للبعثة الدبلوماسية الأجنبية أن تنتقد الحكومة في البلد المضيف.
ووصف مسؤولو الاحتلال هذا الأسلوب بـ"غير المقبول"، زاعمين أن هناك طرقا متبعة لنقل الطلبات، وليس من المعتاد أن يقوم سفير أجنبي بتشويه الدولة التي تستضيفه.
الاحتلال يكشف عن خطة لجلب اليهود من روسيا إلى الأراضي المحتلة
معطيات إسرائيلية: تصاعد الهجرة اليهودية العكسية
ندم إسرائيلي لعدم تقسيم الأقصى.. ما علاقة مسجد الحسن الثاني؟