وصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أكثر من أسبوع، في أعقاب مقتل الفتاة مهسا أميني، بأنها "شيء استثنائي".
وأشار الكاتب إلى أن أكثر الفيديوهات إثارة للمشاعر التي جاءت من إيران خلال الأيام الماضية لم يأت من طهران، أو غيرها من المدن التي شهدت الاحتجاجات، وإنما جاء من سجن في بلدة سارفان النائية في جنوب شرقي البلاد.
ويظهر في الفيديو الإيراني سليم الله حسين بور - وهو سجين سياسي من عرقية البلوش سجن بتهمة نشر مواد مناهضة للنظام الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي، وبزعم مشاركته في احتجاجات عام 2019 - دعمه للاحتجاجات من داخل سجنه عبر حلق شعره، في إشارة لدعمه للنساء اللائي يخلعن الحجاب ويقصصن شعرهن في أعمال تحد علنية لما تفرضه عليهم السلطات من لباس. ويقول الرجل في الفيديو: "لا يمكنني الاحتجاج من أجل أختنا الكردية لأنني في السجن. ولكن كعمل من أعمال الاحتجاج، سوف أحلق شعري"، متابعا: "نحن أمة واحدة وبحاجة إلى دعم بعضنا البعض".
ويرى الكاتب أن "شيئا استثنائيا يحدث في إيران، وفي لحظة تطور سياسي واجتماعي تتجاوز الاحتجاجات نفسها، وقد يكون لها تأثير عميق على المجتمع والسياسة الإيرانيين لسنوات قادمة".
إنه تدفق للوحدة عبر الانقسامات العرقية والإقليمية والطبقية في البلاد، حيث يتوحد الجميع معًا لدعم حقوق المرأة، فضلاً عن الحق الأساسي لأي إنسان في العيش في سلام وكرامة، وهو أمر ثبت أنه مستحيل تقريبًا في ظل حكم الجمهورية الإسلامية، بحسب الكاتب.
ويرى الكاتب أن النظام الديني في إيران حرم الناس لعقود من الزمان من حقوقهم الأساسية، وأن الحجاب الإلزامي هو مجرد المظهر الأكثر وضوحا لكره النساء الممنهج والاستخفاف بكرامة الإنسان.
ويتحدث الكاتب عن مضايقة الشرطة للنساء وأحيانا الرجال بسبب الطريقة التي يختارون بها ملابسهم، وكذلك اللافتات التي تملأ الشوارع والأماكن العامة وتأمر النساء بارتداء الحجاب وتؤكد على ضرورته وأهميته.
وكتب: "يشعر القائمون على تطبيق الأخلاق - بمن في ذلك رجال الدين الذين اشتهروا منذ فترة طويلة بالانحراف الجنسي - بأن لهم الحق في معاقبة النساء والفتيات اللائي لا يلتزمن بمعاييرهم (في اللباس) في الأماكن العامة".
وهذا هو السبب في أن وعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالتحقيق في وفاة مهسا أميني لم يلق آذانا صاغية، بل ربما زاد الأمر سوءا لأن كل إيراني يعلم أن التحقيق لن يعني الكثير، وقد يسفر عن معاقبة شرطي أو اثنين وقائدهم ويضيف شرعية على مضايقات الشرطة اليومية للأشخاص العاديين، حيث سيتذرع النظام حينها بأن "المشكلة ليست في شرطة الإرشاد أو الحجاب الإلزامي. إنها هاتان التفاحتان الفاسدتان أو الثلاث".
ويرى الكاتب أن رد الفعل على وفاة أميني كان فوريا وانتشر مثل النار في الهشيم، وفي ظل عدم وجود ملاذ ضمن النظام السياسي أو القضاء أو المشهد الإعلامي، الذي يحتكره الإسلاميون الموالون للمرشد، لم يكن أمام الإيرانيين سوى النزول للشوارع والاحتجاج.
اقرأ أيضا: الحرس الثوري يلاحق "مارادونا" الإيراني بسبب الاحتجاجات
ويختتم: "وسواء نجحت في إحداث تغيير من عدمه، فإن انتفاضة سبتمبر/ أيلول 2022 الشعبية التي أعقبت وفاة أميني، والطريقة التي اجتذبت بها الإيرانيين من جميع أطياف التركيبة السكانية معًا، ستُكرس بالتأكيد كلحظة فخر في تاريخ الأمة ومسارها الديمقراطي".
هل إيران الخاسر الحقيقي في الصراع بين الشيعة بالعراق؟
الغارديان: إيران تسعى لفرض قانون "الحجاب" عبر التكنولوجيا
ناشيونال إنترست: ماذا يريد مقتدى الصدر حقا في العراق؟