سلطت كاتبة إسرائيلية الضوء على تجربة عمل
"مستعربات" إسرائيليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن "وحدة
المستعربين" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الكاتبة شوش مولا في مقال لها بصحيفة
"يديعوت أحرنوت" العبرية: "في إحدى ليالي ذروة الانتفاضة الثانية،
حاصرت قوة مستعربين من "حرس الحدود" بيت مواطن فلسطيني من قرية يطا،
جنوب الخليل، وبعد ساعات طويلة من التوتر العالي، وفي ظلام دامس، فتح باب جانبي من
البيت، خرج منه الفلسطيني المطلوب وبدأ بركض سريعا نحو قوات حرس الحدود وهو يهتف
الله أكبر، معلنا أنه ينوي قتلهم".
وأضافت: "فجأة سمع هتاف مسؤول بالعربية
يقول "قف، ولا تتحرك"، فتوقف الرجل مصدوما؛ من أين جاءت هذه
المرأة؟".
وذكرت مولا، أن "سني"؛ التي خدمت
كمستعربة في وحدة "حرس الحدود" تروي لـ"يديعوت" ما حدث وتقول:
"سارع باتجاهي وباتجاه شريكي صارخا، كان بوسعي قتله برصاصة في رقبته، لكن
"الشاباك" أراده حيا؛ فاتخذت خطوة إلى الأمام، وصرخت عليه، فتجمد في
المكان لأنه فجأة سمع صوت فتاة".
وتابعت المستعربة في حينه: "توقف مصدوما
ولم يفهم من أين جاء هذا الصوت، وفي تلك اللحظة من التردد؛ انقض الجميع عليه
واعتقلوه".
اقرأ أيضا: الاحتلال يهاجم أمن السلطة بسبب تصاعد العمليات بالضفة
وذكرت الكاتبة أن المجندة المستعربة
"سني" تعمل اليوم مضيفة طيران، لا شيء في مظهرها يكشف عما هي ورفيقاتها،
لقد خدمت هي وغالي وشير إسرائيل"، منوهة أن "يديعوت" ستنشر
المقابلة بالكامل على جزءين في ملحق الجمعة، حيث تتحدث المستعربات؛ سني، شير
وغالي عن تجربتهن في العمل كـ"مستعربات" في "وحدة المستعربين"
التابعة للجيش.
وردا على سؤال: "ما هي في واقع الأمر ميزة
مستعربة امرأة على مستعرب رجل؟"، أجابت سني: "المرأة يشكون بها أقل، وفي
ثقافتهم المرأة لا تشكل تهديدا، مقارنة بالرجل".
وعن بعض المعضلات التي اعترضت عمل المستعربة،
ذكرت "سني" التي كانت تعمل وهي ملثمة، أنها عملت في بعض الأوقات خلال
عمليات الاعتقال على احتجاز الأطفال في غرفة واحدة مع "إبقائهم بلا
حراك"، في حين ترتدي المستعربة قفازات وتحمل بندقية من نوع
"إم-16"، والرصاصة في بيت النار (جاهزة للإطلاق).
وبشكل شبه مباشر اعترفت المستعربة أن العمل
الذي تقوم به غير إنساني وغير مقبول وقالت: "كنت أحدث نفسي في تلك اللحظات؛
لو أن أحدا ما فعل ذلك أمام أطفالي، كنت سأخنقه".
تشاؤم إسرائيلي لعدم وجود حل قريب للصراع مع الفلسطينيين
الكشف عن "وحدة اختراق" تابعة لجيش الاحتلال.. هذه مهمتها
"يديعوت": مقاومو الضفة لا يستسلمون.. وقلق إسرائيلي