رغم
حالة التعثر في المصالحة الجارية بين تركيا ودولة الاحتلال بسبب مواقف الأخيرة المتباطئة
تجاه أنقرة، فقد أعلنت أوساطها أنه بعد 15 عامًا من عدم هبوط طائرات إسرائيلية في تركيا،
فمن المقرر خلال الأسابيع القليلة المقبلة أن تكون الخطوط الجوية الإسرائيلية قادرة
على الطيران إلى إسطنبول وأنطاليا ومدن تركية أخرى، بعد توقيع اتفاق طيران جديد الشهر
الماضي.
ليس
ذلك فحسب، فبعد أربع سنوات على طرد السفير الإسرائيلي السابق من أنقرة عقب أحداث مسيرات
العودة على حدود قطاع غزة، وارتكاب جيش الاحتلال لمجزرة بحق المتظاهرين، من المتوقع
أن يعود السفيران إلى تل أبيب وأنقرة.
ايتمار
آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف أن "إسرائيل وتركيا
تقتربان من التفاهمات التي ستسمح قريبًا لشركات الطيران الإسرائيلية بالهبوط في المدن
التركية، خاصة إسطنبول وأنطاليا، وفقا لما كشفه مسؤول إسرائيلي رفيع، وفي غضون أسابيع
قليلة ستحصل شركات الطيران الإسرائيلية على تصريح بالهبوط في تركيا، بعد توقيعهما على
اتفاقية طيران متبادلة جديدة منذ شهر، ويقومان الآن بوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل
النهائية التي ستسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالسفر إلى تركيا، مع تلبية متطلبات
إسرائيل الأمنية الصارمة".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "فور استئناف الرحلات الجوية بينهما،
ستأتي الخطوة التالية في عملية مصالحتهما بعودة السفراء، بعد أن تم طرد آخر سفير لإسرائيل
في تركيا، إيتان نائيه في أيار/ مايو 2018، وهي الخطوة التالية في المصالحة الإسرائيلية
مع الأتراك".
تجدر
الإشارة إلى أن الخطوط الجوية الإسرائيلية تغيب عن المطارات في جميع أنحاء تركيا منذ
15 عامًا، في أعقاب الخلافات بين السلطات الإسرائيلية والتركية حول قضايا تشغيلية أمنية،
ففي آذار/ مارس 2007، أوقفت شركة "إلعال" تسيير رحلاتها الأسبوعية الثلاث
إلى إسطنبول، بزعم أن الطريق يعاني من عناصر تكلفة أمنية شديدة وقيود على العمليات
الحالية، ناتجة عن المعايير العالية المرتبطة بالحساسيات الأمنية، وبالتالي ظل المسار
مفتوحًا فقط للخطوط الجوية التركية العملاقة.
وقد
دفع هذا الوضع باتحاد الطيارين الإسرائيليين لمواجهته منذ عدة سنوات، بزعم أن المنافسة
غير العادلة تمنح الشركات التركية ميزة حصرية لدولة تعتبر وجهة جذابة للسياحة الإسرائيلية
والأعمال ورحلات الشحن في الأشهر الأخيرة.
في الوقت
ذاته، فإن عملية التقارب القائمة بين إسرائيل وتركيا، تم تتويجها بزيارة الرئيس يتسحاق
هرتسوغ في آذار/ مارس، ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، في أول لقاء
سياسي منذ عام 2008. وبعد ثلاثة أشهر، وصل رئيس الوزراء يائير لابيد إلى تركيا عقب
إحباطها لهجوم إيراني على أرض إسطنبول استهدف إسرائيليين، وفي تموز/ يوليو تحدث لابيد
لأول مرة مع أردوغان، ورحّبا باتفاقية الطيران الموقعة بينهما، معربا عن أمله في مزيد
من التحسن في علاقاتهما.
رغم
ذلك، فإن التباطؤ بات السمة الأساسية لعملية التقارب الجارية بين أنقرة وتل أبيب، ربما
لعدم توفر مزيد من أجواء الثقة بينهما، ووجود عقبات في طريق تطبيع علاقاتهما بالكامل،
لم يتم تجاوزها بعد.
صحيفة عبرية: التعاون الروسي الإيراني يقض مضاجع الاحتلال
إقرار إسرائيلي بالفشل بالتعامل مع موجات الحر.. نتائج قاسية
قلق إسرائيلي من مشاركة تركيا في قمة إيران بحضور روسيا