قال تقرير تحليلي لوكالة الأنباء الألمانية، إن مكانة الدولار الدولية بدأت تهتز، في ظل بحث دول مهمة اقتصادية عن عملات بديلة لاستخدامها في المبادلات التجارية، أو تكوين احتياطات النقد الأجنبي لديها.
ولفت إلى قول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العام الماضي في كلمة له خلال تجمع دول "بريكس" الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا: "يجري بحث إيجاد عملة للاحتياطي الدولي على أساس سلة عملات دولنا".
وبحسب المؤرخ والمحلل الإستراتيجي الأمريكي، غوردون جي تشانغ، فإن روسيا والصين أطلقتا محاولة أخرى لتطوير "عملة احتياطي عالمية"، بمعنى أن الدولتين بدأتا الهجوم على الدولار الأمريكي، بحسب المنشور في موقع معهد جيتيسون الأمريكي للأبحاث.
ويتابع جي تشانغ بأن "هناك دولة وحيدة هي التي تستطيع القضاء على الدولار وليست من دول تحالف بريكس، إنها الولايات المتحدة، فالرئيس الأمريكي جو بايدن هو أكبر حليف لروسيا والصين في محاولة القضاء على الدولار".
وعن دول "بريكس" يقول المحلل الإستراتيجي، "رغم القوة المفاجئة التي أظهرها الروبل الروسي مؤخراً، فإن الأساسيات الاقتصادية تشير إلى أنه سيمر بحالة تدهور قد تستمر طويلاً"، حسب رأي المؤرخ الاقتصادي الأمريكي، الذي يضيف أن "الهجوم على أوكرانيا عزز صورة روسيا باعتبارها دولة منبوذة".
اقرأ أيضا: "ذا هيل": هل فقدان الذاكرة التاريخي في أمريكا قابل للشفاء؟
ويتابع: "أما جنوب أفريقيا فإنها تمضي عكس التيار، في حين تواجه البرازيل احتمال فوز مرشح اليسار في انتخاباتها الرئاسية المقبلة، وبالتالي لا يمكن التعويل عليها كثيرا. أما الهند فهي قوة اقتصادية بالتأكيد لكنها تبحث عن تعزيز ثرواتها وغير مستعدة للقيادة المالية أو الاقتصادية على الصعيد الدولي".
ومعنى ذلك أن نجاح فكرة إيجاد عملة للاحتياطي النقدي لدول "بريكس" يتوقف على اليوان الصيني.
ويتحدث الباحث ديفيد غولدمان عما يطلق عليه "الجنوب العالمي" الذي تشكله الصين حالياً، ويقول إن استخدام اليوان سيتزايد في العالم.
ورصدت بكين زيادة في استخدام عملتها في أيار/مايو الماضي، عندما شكل حوالي 2.15% من إجمالي المدفوعات العالمية، وهو ما جعل اليوان خامس أنشط العملات في العالم.
ومع ذلك فهناك سبب يمنع تحول اليوان إلى عملة دولية بسرعة وهو عدم سماح الصين بالتحويل الحر لليوان إلى العملات الأخرى.
ويقول جي تشانغ إن الصين تحت حكم الحزب الشيوعي لا تستطيع السماح بحرية تحويل اليوان الصيني. فالنموذج الاقتصادي للصين يعتمد على توافر النقد الرخيص للمؤسسات والبنوك العامة والذي يعني خفض البنك المركزي الصيني لأسعار الفائدة على الودائع بشدة.
فإذا كان في قدرة المودعين تحويل مدخراتهم من اليوان إلى أي عملة أجنبية أخرى، فستجد البنوك الصينية صعوبة في الاحتفاظ بالودائع دون زيادة أسعار الفائدة.
وفي اللحظة الراهنة يسعى أصحاب السيولة النقدية في الصين إلى إخراج أموالهم من النظام المصرفي الصيني الذي يواجه أزمة طاحنة نتيجة عجز العديد من شركات التطوير العقاري الكبرى عن سداد ديونها، وهو ما يمكن أن يهدد بانهيار مالي للصين ككل.
وإذا كان الصينيون والروس يسعون إلى ضرب هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي منذ عقود، فإن هناك فرصة حقيقية للنجاح في الوقت الحالي رغم كل شيء.
ويرى جي تشانغ أن سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن الحالية تهدد ثقة العالم في الدولار كعملة احتياطي، والتي يجب أن تكون مستقرة وتعتمد على اقتصاد قوي وكبير، مع حرية تحويلها إلى أي عملة أخرى وضرورة استخدامها على نطاق عالمي واسع.
ويضيف أن "سياسات الإنفاق الجنونية" لبايدن ستؤدي فيما بعد إلى إضعاف الدولار وبالتالي فقد جاذبيته كمخزن للقيمة.
ويرى المحلل أن بايدن يدفع الاقتصاد الأمريكي نحو دائرة الركود، مع سياساته التي ستؤدي إلى استمرار التدهور. في الوقت نفسه يبدو بايدن كما لو كان يحاول قتل الدولار.
ويختم جي تشانغ أن على الأمريكيين ألا يركنوا كثيراً إلى استمرار عملتهم كعملة احتياطي عالمية بسبب عدم وجود بديل قادر على منافستها. فالصين وروسيا تحاولان باستمرار إيجاد هذا البديل.
تفاؤل أمريكي بشأن اجتماع "أوبك+".. هل يقرر زيادة الإنتاج؟
خامنئي يدعو إلى وقف استخدام الدولار في المعاملات العالمية
أوروبا تحظر شراء الذهب الروسي.. وخطة لخفض استهلاك الغاز