أعلن لبنان، الأحد، أن الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، حمل
طرحا جديدا، لترسيم الحدود البحرية مع الاحتلال.
وقال وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض؛ إن الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، أبلغه أنه يحمل طرحا إيجابيا جديدا إلى المسؤولين
اللبنانيين.
جاء ذلك في تصريحات فياض للصحفيين عقب لقاء هوكستين، بمقر
وزارة الطاقة في بيروت، بعدما وصل الوسيط الأمريكي إلى لبنان، الأحد، في زيارة تستمر يومين
لبحث مسألة ترسيم الحدود البحرية.
ونفى فياض، "الشائعات" عن التنقيب المشترك بين
لبنان وإسرائيل، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وفي وقت سابق، أشارت وسائل إعلام محلية لبنانية، أن هوكستين،
حمل مقترحا ينص على تقاسم أرباح حقل "قانا"، من خلال قيام شركة واحدة باستخراج
الغاز وتقاسم عائداته بين لبنان وإسرائيل.
حزب الله يهدد
وتزامنا مع زيارة هوكستين الأحد، نشر حزب الله شريط فيديو مدته دقيقة و16 ثانية، وقال؛ إنه يرصد
فيه المنصة وسفنا أخرى مرتبطة بقطاع النفط والغاز في تاريخين مختلفين. ويفصّل الشريط
حجم كل سفينة وإحداثياتها.
وأعلن
الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الشهر الحالي، أنه في حال مُنع لبنان من استخراج
النفط والغاز من مياهه، "لن يستطيع أحد" أن يستخرج أو يبيع غازا ونفطا.
وحذر
من نشوب حرب، اعتبر أنها قد تُخضع إسرائيل لشروط لبنان، مشيرا إلى أن الحقول الإسرائيلية كافة "في دائرة التهديد"، و"لا يوجد أي هدف إسرائيلي لا تطاله الصواريخ الدقيقة".
اقرأ أيضا: حزب الله ينشر فيديو لسفن إسرائيلية قرب كاريش ويهدد بضربها
تفاصيل الطرح الجديد
من
جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصدر مطلع قوله؛ إن الاتفاقية المحتملة
تشمل ترسيم الخط الحدودي شمال حقل "كاريش"، الذي سيعتبر في المياه الاقتصادية
الإسرائيلية، في حين سيسمح للبنان بالحفر في المنطقة التي يحاول فيها تحديد مواقع حقول
الغاز في المنطقة شمال "كاريش".
وقال
المصدر؛ إن "التسوية التي يتم بلورتها، لن تحقق الرغبة الكاملة لأي من الطرفين".
ونقل
موقع "واللا" عن مسؤول إسرائيلي قوله؛ إن الوسيط الأمريكي سيعرض اقتراحا إسرائيليا
جديدا، "يتضمن حلا يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع
عليها، مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل".
وخلال زيارته، التقى هوكستين قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأمريكية السيدة دوروثي شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية، وأطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
وجدد قائد الجيش خلال اللقاء تأكيده "التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن"، آملا أن "تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان".
من جهتها، اعتبرت صحيفة "يديعوت" في خبرها الرئيس، أن "اتفاقا مع لبنان على الحدود البحرية قريب جدا".
واعتبرت أن هوكشتاين وصل بيروت لهدف واحد: "ممارسة ضغط أمريكي على لبنان وإسرائيل للوصول إلى اتفاق على الحدود البحرية بينهما".
وأكدت أنه "في إسرائيل متفائلون من أنه سيكون ممكنا الوصول الى اتفاق في جولة المحادثات القريبة القادمة. ويحاول الأمريكيون خلق واقع يبين أن من حقق الاتفاق هي الجهات المعتدلة وليس حزب الله".
وشددت على أنه "في واشنطن، يخشون استفزازات في اللحظة الأخيرة من جانب حزب الله الذي يحاول أن يعزو الاتفاق لنفسه، وعليه فإنهم يطلبون من إسرائيل أن تكون حذرة".
وقالت: "يفعل الأمريكيون كل ما هو ممكن للاتفاق وإنهاء قضية الحدود البحرية، وذلك أيضا انطلاقا من الرغبة في تحقيق إنجاز، وكذا لمنع التصعيد أيضا".
وزار هوكستين، لبنان منتصف حزيران/ يونيو الماضي، حيث قدّم
له الرئيس ميشال عون مقترحا شفهيا بشأن ترسيم الحدود، يعتمد على استرجاع حقل قانا كاملا، مع تعديل الخط 23.
والمنطقة المتنازع عليها تبلغ 860 كم مربعا، بحسب الخرائط
المودعة من جانب لبنان والاحتلال لدى الأمم المتحدة، وتعد هذه المنطقة غنية بالنفط
والغاز.
وانطلقت من أجل ذلك مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في تشرين
الأول/ أكتوبر 2020، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أمريكية، وعُقدت 5 جولات من التفاوض
آخرها كان في أيار/ مايو 2021.
وكان وفد بيروت قدم خلال إحدى المحادثات خريطة جديدة تدفع
باتجاه 1430 كم إضافيا للبنان، وتشير أن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كم، وهو ما
رفضته إسرائيل وأدى إلى توقف المفاوضات.