تحدث طالب فلسطيني متفوق في الثانوية العامة، عن تجربته الصعبة من أجل استكمال دراسته بعد استشهاد والده قبل عشرة أعوام في قصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وفي غارة عسكرية نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، استشهد القائد الميداني في "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، محمد بكر العف (33 عاما).
وعن تجربته الدراسية بعد استشهاد والده، أكد الطالب عبيدة محمد بكر العف، الحاصل على معدل 98 في المئة في الفرع الصناعي تخصص الهواتف المحمولة، من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، أن استشهاد والده كان بمثابة "الحافز والدافع الأكبر، لاستكمال مسيرة والدي ومسيرتي العملية، وهذا منحني شجاعة كي أرفع رأسه وأيضا كي أكون مصدر فخر لوالدتي وعائلتي الكريمة".
وذكر في حديثه الخاص لـ"عربي21"، أن والده الشهيد "معروف بأخلاقه وعلمه وخبرته التربوية، فكان من الواجب علي أن أكون مثله على الأقل"، مشيدا بالجهد الكبير الذي بذلته والدته معه من أجل أن يصل إلى ما وصل إليه من التفوق العملي.
وأوضح عبيدة، أن اهتمام العائلة الكبير به، ساهم في تمكنه من حفظ القرآن كاملا، واتقان القراءات العشر، وقال: "الحمد لله، نحن نسير على الطريق ونسأل ربنا التوفيق".
ومن بين أسرار تفوق عبيدة رغم ظروفه الصعبة، تمكنه من إدارة الوقت بشكل جيد، واستثماره بالشكل المطلوب ما حقق له تفوقا دراسيا وتحمل واجباته تجاه أسرته أيضا، على حد قوله لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: حفيد القسام يعلن براءته من السلطة الفلسطينية
وقال: "علمتني مسيرتي في حفظ القرآن الكريم، أن أدير وقتي بالأسلوب والطريقة المناسبة والصحيحة"، منوها إلى أنه "سنة التوجيهي، هي أكثر سنة أخصص فيها وقتا للدراسية، وأيضا أكثر سنة ألعب فيها، ومع ذلك فقد كان لدي الكثير من الوقت المتاح".
وعن دور عائلته في دعمه في دراسته، أفاد بأنه تلقى الكثير من الدعم من والدته وجميع أفراد أسرته، إضافة إلى متابعتهم الجيدة اليومية، وقال: "لقد رافقوني في كل خطوة أخطوها، وقاموا بتوفير الجو المناسب كي أدرس وأتفوق".
وفي رسالته، خاطب الطالب عبيدة الذي استشهد والده وكان في الصف الثاني الابتدائي، كل ابن شهيد بقوله: "بما أن الله اختارك ابن شهيد، فيجب أن يكون هذا دافعا كبيرا لك من أجل التفوق والنجاح وأن تكون أحد المبدعين العظماء، فالحياة تسير، وعلينا أن نجتهد وننجز ما علينا، لأن معية الله وكرمه وحرمته معنا".
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين صباح اليوم، نتائج مرحلة الثانوية العامة بمختلف فروعها في كافة المحافظات الفلسطينية لعام 2022.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة في رام الله، صادق خضور، في تصريحات صحفية له، أن سلطات الاحتلال اعتقلت 28 طالبا فلسطينيا، لم يتمكنوا من التقدم لامتحانات الثانوية، إضافة إلى ارتقاء 3 شهداء من بين طلاب الثانوية، والشهداء هم: الشهيد كامل عبد الله كامل علاونة، الشهيد معتصم محمد طالب عطا الله، الشهيدة حنان محمود عبد الرؤوف خضور.
جدل الرصاصة.. هكذا يهرب الاحتلال من المساءلة باغتيال أبو عاقلة
معاناة العائدين لغزة عبر مصر لا تنتهي.. تسهيلات غير حقيقية