قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن روسيا لا تزال تنظر إلى دول
آسيا الوسطى على أنها دول حليفة، أو أحيانا دول تدور في محور الكرملين، لكن غزو
روسيا لأوكرانيا أدى إلى قيام دول مثل كازاخستان وجيرانها بإعادة التفكير في هذه
التحالفات، والتواصل مع الولايات المتحدة.
وأرسلت روسيا أكثر من 2000 جندي إلى حليفتها كازاخستان في بداية عام 2022، للمساعدة في إخماد الاضطرابات العنيفة المناهضة
للحكومة، لكن الحكومة الكازاخية لم ترد الدين
لموسكو، لأنها لم تدعم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن كازاخستان بدلا من دعم الغزو الروسي، انضمت إلى دول أخرى في آسيا الوسطى على طول
الحدود الجنوبية لروسيا في البقاء بعيدا عن موسكو، تاركة بيلاروسيا لتصبح الدولة
السوفييتية السابقة الوحيدة التي قدمت دعما كاملا.
ووعدت كازاخستان بفرض عقوبات غربية على موسكو، وقالت إنها ستعزز صادرات
النفط إلى أوروبا عبر طرق تتجاوز روسيا، وزادت ميزانيتها الدفاعية، واستضافت وفدا
أمريكيا كان يهدف إلى إقناع الدولة الواقعة في آسيا الوسطى بالاقتراب من فلك
واشنطن.
ورأت "وول ستريت جورنال" أن
ابتعاد كازاخستان عن روسيا، مثل تحديا غير متوقع للرئيس الروسي،
فلاديمير بوتين، بعد سعي موسكو
لعقود في الحفاظ على نفوذها في جميع أنحاء آسيا الوسطى من خلال تحالفات عسكرية
واقتصادية مع الجمهوريات السابقة، ومن أهمها كازاخستان، وهي دولة غنية بالنفط
وكبيرة المساحة تشترك مع روسيا في حدود طولها 4750 ميلا، وهي ثاني أطول حدود في
العالم.
ونقلت الصحيفة عن محللين
كازاخستانيين حاليين وسابقين، قولهم إن كازاخستان الآن
تعيد التفكير في وضع روسيا المتميز في سياستها الخارجية، وتتواصل مع دول مثل
الولايات المتحدة وتركيا والصين.
وحظرت كازاخستان المظاهرات المناهضة للحرب التي قد تثير غضب موسكو، لكنها
حظرت أيضا عرض علامة Z علنا، التي أصبحت رمزا
مؤيدا للحرب في روسيا.
وامتنعت كازاخستان عن التصويت في الأمم المتحدة في أوائل آذار/ مارس على قرار يطالب روسيا
بإنهاء الغزو، كما أرسلت طائرة بوينغ
767 تحمل 28 طنا من الأدوية إلى أوكرانيا، وذلك في أولى الإشارات إلى أنها لن تسير جنبا
إلى جنب مع روسيا.
اقرأ أيضا: التايمز: العقوبات الغربية على بوتين فشلت ولن تغير سلوكه
وأعلنت كل من أوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان،
أنها لن تعترف بالجمهوريات الانفصالية في أوكرانيا، ما أعطى للولايات المتحدة نافذة
لمحاولة استعادة نفوذها في منطقة تراجعت عنها في السنوات الأخيرة، وفق "وول
ستريت جورنال".
وقال أندريه غروزين، الباحث في آسيا الوسطى في الأكاديمية الروسية
للعلوم، إن تواصل الولايات
المتحدة مع كازاخستان أثار الدهشة في موسكو، مشيرا إلى أنه إذا
تحولت حكومة كازاخستان إلى موقف عدائي، فسيكون ذلك أكثر تهديدا لروسيا من أوكرانيا
"المعادية"، بالنظر إلى الحدود المشتركة الطويلة بين البلدين.
وأضاف: "لكنني أعتقد أن الأمر لن يصل إلى هذا"، مؤكدا أن
"النخبة في كازاخستان لديها غريزة أكبر للحفاظ على الذات من زملائهم في
أوكرانيا".
وأكد مسؤولان بوزارة
الخارجية الأمريكية لصحيفة "وول ستريت
جورنال"، أن الولايات المتحدة طلبت من حكومات آسيا الوسطى الوقوف إلى جانب الغرب
في دعم أوكرانيا، لكنها أيضا حريصة على عدم ممارسة ضغوط لا مبرر لها.
صنداي تايمز: قلق في أوروبا بعد إيقاف إمدادات الغاز الروسي
الغارديان تحذر من أزمة الغذاء العالمية.. لا وقت للهدر
واشنطن بوست: حرب أوكرانيا تدفع الصومال نحو المجاعة