كشف الإعلامي المصري، محمد ناصر، في مقابلة مع موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن قناة "مكملين" اختارت أن يكون عودة بثها دون مقر معين، أو مكان محدد؛ حتى "تتحرر من الضغوط المصرية والخليجية".
ويأتي ذلك بعد أن اضطرت القناة المصرية المعارضة إلى إغلاق مكتبها في تركيا، وسط تقارب بين الأخيرة والسلطات في مصر.
وتاليا النص الكامل للمقابلة كما ترجمته "عربي21":
في مقابلة حصرية، قال محمد ناصر، أشهر مذيعي قناة "مكملين"، والذي غادر تركيا في 18 مايو، لموقع "ميدل إيست آي"، إن القناة اختارت مواقع بث "لا تخضع لأي ضغط من السلطات المصرية أو الخليجية".
علمت صحيفة "ميدل إيست آي" أن القناة التلفزيونية المعارضة المصرية "مكملين" تعيد إطلاقها بعد أكثر من شهر بقليل من اضطرارها لإغلاق مكتبها في تركيا وسط تقارب بين القاهرة وأنقرة.
وبدأت مكملين في تركيا عام 2014، وأصبحت صوتًا للمعارضة؛ حيث قدمت برامج حوارية سياسية أثارت حفيظة الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي.
أسامة جاويش، الصحفي الذي عاد للانضمام إلى "مكملين" من لندن، أخبر "ميدل إيست آي" أن القناة التي يمكن ترجمة اسمها كـ"سنواصل"، ستبث عبر الأقمار الصناعية والإنترنت، وسيكون لها عدة استوديوهات وفرق في أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، مبينًا أنه "لن يكون هناك مقر"، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن "رسالتنا للعالم تنبع من اسم القناة".
وأضاف جاويش: "لذلك سنواصل الدفاع عن الشعب المصري وحرياته وحقوقه وحماية قيم ثورة 25 يناير"، في إشارة إلى الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ميدان التحرير بالقاهرة، والتي بدأت في 25 يناير 2011، وانتهت بعد 18 يومًا بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك.
ضربة للحكومة المصرية
في أغسطس 2013، أثناء عمله كطبيب أسنان في القاهرة، شهد جاويش مذبحة رابعة؛ حيث نفذت قوات الأمن المصرية عملية وحشية لتطهير آلاف المتظاهرين الذين عارضوا الانقلاب العسكري بقيادة السيسي في ذلك العام، وقتلت نحو 1000 منهم.
غادر جاويش مصر متوجهًا إلى إسطنبول مع صحفيين ونشطاء آخرين، وكان ذلك جزءًا من إنشاء "مكملين"؛ حيث قال لموقع "ميدل إيست آي": "في ذلك الوقت كنت جديدًا في مجال الصحافة، مثل كثيرين آخرين. لكن اليوم تضم مكملين طاقمًا من الصحفيين ذوي الخبرة".
وقال جاويش إن إعادة بث "مكملين" كانت بمثابة "ضربة" للحكومة المصرية التي مارست ضغوطًا على تركيا لإجبار طاقم القناة على مغادرة البلاد وإغلاق مكاتبها في إطار التقارب السياسي.
وقال جاويش: "تم تحديد اسم القناة في محادثات مع المسؤولين الأتراك"، متابعًا: "مكملين أزعجت النظام المصري، وإعادة إطلاقها هزيمة للنظام. نعتقد أننا انتصرنا هذه المرة".
البث "بغض النظر عن المخاطر"
جاويش، الذي انتقل إلى المملكة المتحدة في 2018 وطلب اللجوء السياسي، قال إن الحكومة المصرية "ستستمر في استهداف الصحفيين، وستواصل "مكملين" مهمتها بغض النظر عن المخاطر".
وأضاف أنه سيقدم برنامجًا يوميًّا على "مكملين"، إلى جانب استضافة "قصص واقعية مستجدة"، وبودكاست باللغة الإنجليزية، وتحرير منصة أبحاث "إيجيبت ووتش".
وقال أحمد الشناف، مدير عام مكملين، في بيان صدر في وقت مبكر من الأسبوع الجاري، إن القناة نجحت في نقل عملياتها إلى خارج تركيا "بطرفة عين"، وتعهد بأنها ستظل ملتزمة بـ"العدالة والحرية والحقوق".
منذ نيسان/ أبريل، غادر العديد من الصحفيين المصريين المعارضين تركيا وانتقل بعضهم إلى لندن لإعادة تشغيل قنواتهم الخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد القيود الجديدة المفروضة على التغطية الإعلامية المفروضة عليهم في تركيا.
وانقطعت العلاقات بين القاهرة وأنقرة في 2013، بعد أن رفضت تركيا الاعتراف بالسيسي كزعيم شرعي لمصر في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي، لكن في الأشهر الأخيرة سعى البلدان إلى إصلاح العلاقات.
فرقة كورية تلتقي بايدن حول "جرائم الكراهية ضد الآسيويين"
NI: هل ينجو الشرق الأوسط من كوارث بيئية قادمة؟
عائلة معارض معتقل تقوم بحملة للكشف عن الوجه الفظيع للسيسي