هل تعرقل السعودية صفقة إيلون ماسك لشراء "تويتر"؟

ستنافش شركة "تويتر" العرض الذي قدمه الملياردير إيلون ماسك لشراء الشركة، خلال هذا الأسبوع، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، في وقت نشرت فيه "بلومبيرغ" رسائل ماسك مع صندوق الاستثمارات السعودي، ما من شأنه أن يعطل الصفقة.

وقالت الصحيفة إن هذا التحول الدراماتيكي للأحداث بعد 10 أيام فقط من كشف الملياردير عن عرضه البالغ 43 مليار دولار لشركة التواصل الاجتماعي جاء عقب اجتماع بين الجانبين عقد الأحد.

وكشف أشخاص مطلعون على الأمر لـ"وول ستريت جورنال"، أن ممثلي الشركة وماسك اجتمعوا، الأحد، لمناقشة إتمام صفقة البيع التي عرفت تقدمًا، على الرغم من أنه لا تزال هناك قضايا يجب حلها.

وكان من المتوقع أن يرفض تويتر عرض الشراء الذي قدمه إيلون ماسك في 14 نيسان/ أبريل والذي لم يوضح كيفية تمويل الصفقة، فيما وضع تويتر خطة تسمى بـ"حبوب السم" في محاولة لدرء محاولة ماسك للاستحواذ.

وقالت شركة تويتر يوم 16 نيسان/ أبريل إن الخطوة التي أطلقت عليها رسميا اسم "خطة حقوق المساهمين المحدودة المدة"، تهدف إلى تمكين المستثمرين فيها من "إدراك القيمة الكاملة لاستثماراتهم" في الشركة بتقليل احتمالية أن أي شخص يمكنه الاستحواذ عليها دون أن يدفع علاوة لحاملي الأسهم أو أن يمنح مجلس الإدارة مزيدا من الوقت.

خطة ماسك

وغيرت شركة تويتر موقفها من العرض المقدم من قبل الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، بعد أن أعلن الأخير أن لديه تمويلا بقيمة 46.5 مليار دولار.

وبحسب الخطة التي تم الكشف عنها، فسيحجز ماسك 62.5 مليار دولار من أسهم "تسلا"، أي ثلث حصته في شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم، كضمان للقروض المصرفية. 

وسيحتاج إلى الحصول على 21 مليار دولار إضافية نقدا، ما يعني على الأرجح بيع أسهم تسلا أو تقليل حصصه في مشاريعه الخاصة مثل "سبيس إكس" و"ذا بورنغ".

وكان ماسك، الذي استحوذ أخيرا على حصة 9.2 بالمئة من رأسمال "تويتر" مؤخرا، عرض شراء كامل الشركة بسعر 54.20 دولار للسهم الواحد والخروج من بورصة وول ستريت، وهو طرح قالت الشبكة الاجتماعية إنها "ستدرسه بعناية".

تهديد للصفقة

في المقابل،  كشفت وكالة "بلومبيرغ" عن رسائل نصية تبادلها الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، مع محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر الرميان، ومستثمرين وآخرين في شركة تسلا للسيارات الكهربائية، ما قد يهدد صفقة شراء "تويتر".

وقالت وكالة "بلومبيرغ" إن الرسائل النصية تكشف تفكير ماسك الذي يحاول حاليا الاستحواذ على شركة تويتر وتحويلها إلى ملكية خاصة على غرار ما حدث لشركة تسلا عام 2018.

وتلوح في الأفق جهود ماسك التي لم تدم طويلا في أغسطس 2018 بعد تغريدة "التمويل المضمون" الشهيرة، على سعيه لشراء موقع التواصل الاجتماعي تويتر، طبقا لموقع الوكالة الأمريكية المتخصصة في الأخبار الاقتصادية.

وقال ماسك في رسالة كتبها: "هذا بيان ضعيف للغاية ولا يعكس المحادثة التي أجريناها في تسلا. لقد قلت إنك مهتم بالتأكيد بجعل تسلا خاصة وأردت القيام بذلك منذ عام 2016، بحسب مذكرة الدعوى المؤلفة من 300 صفحة التي قدمت الجمعة، كجزء من دعوى قضائية لمستثمرين سابقين في تسلا ضد ماسك".

يضيف ماسك: "أنا آسف، لكن لا يمكننا العمل معا". ويجيب ياسر الرميان: "الأمر متروك لك يا إيلون".
ويرد ماسك: "إنك ترميني تحت الحافلة"، وهو تعبير يعني "إنك تتخلى عني"، فيما يقول الرميان: "رقصة التانغو تحتاج إلى شخصين. لم نتلق أي شيء بعد".

وتستمر المحادثة عندما يقول الرميان لماسك: "لا يمكننا الموافقة على شيء ليس لدينا معلومات كافية عنه" ويقول إنه كان ينتظر المزيد من المعلومات المالية. 

في وقت لاحق من هذه المحادثة، قال الرميان لماسك: "اقرأ المقال من فضلك".

يرد ماسك: "قرأت المقال. إنه ضعيف ووقح ولا تزال تجعلني أبدو كاذبا. إنه مليء بالغموض ولا يشير بأي حال من الأحوال إلى الاهتمام القوي الذي نقلته شخصيًا".

ولم تتطور المحادثات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومضى ماسك قدمًا بالاقتراح مع شركة الأسهم الخاصة "سيلفر ليك" ومجموعة "غولدمان ساكس". 

ومنذ ذلك الحين، أصبحت تسلا شركة مربحة، حيث شيدت مصانع في شنغهاي وبرلين وأوستن بعد أن أشعلت قضية التحول إلى السيارات الكهربائية، وقد أذهل تقييمها البالغ تريليون دولار وول ستريت وجعل ماسك أغنى شخص في العالم.

ضغوط المساهمين

في المقابل، كشفت وكالة رويترز أن شركة "تويتر" تتعرض لضغوط متزايدة من مساهميها للتفاوض مع إيلون ماسك على الرغم من أن ماسك وصف عرضه بأنه الأفضل والنهائي.

وتتباين آراء مساهمي تويتر إزاء السعر العادل للصفقة، حيث تواصل الكثيرون منهم مع الشركة بعد أن أوضح ماسك خطته لتمويل الاستحواذ، داعين إلى عدم ترك فرصة التوصل إلى اتفاق معه تفلت من أيديهم.

ومن المتوقع أن يجد مجلس إدارة تويتر أن عرض ماسك البالغ 54.20 دولار للسهم منخفض جدا عندما تعلن أرباحها الفصلية الخميس. 

ومع ذلك، فقد قالت المصادر لرويترز إن بعض المساهمين الذين يتفقون مع هذا الموقف ما زالوا يريدون من تويتر السعي للحصول على عرض أفضل من ماسك الذي تقدر فوربس أن ثروته الصافية تبلغ 270 مليار دولار.

وقال أحد مديري الصناديق المستثمرة في تويتر للوكالة: "لن أُفاجأ إذا استيقظت الأسبوع المقبل لأرى ماسك يرفع ما وصفه بعرضه الأفضل والنهائي إلى 64.20 دولار للسهم الواحد".

وأغلق سهم تويتر عند 48.93 دولار الجمعة، أي أقل كثيرا من العرض الذي قدمه ماسك، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين إزاء مصير هذا العرض.

اقرأ أيضا: ما هي "الحبة السامة" التي قد تحول دون ابتلاع ماسك لـ"تويتر"؟