تتصاعد استعدادات المستوطنين والمتطرفين اليهود لما يسمونه "ذبح
القربان" في المسجد الأقصى، فيما حذرت المقاومة الفلسطينية من مغبة تلك
الأفعال.
وكان عشرات المستوطنين نفذوا مساء الاثنين، محاكاة كاملة
لما يسمى "قربان الفصح" في منطقة القصور الأموية الملاصقة لأسوار المسجد
الأقصى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأتت هذه الخطوة بعد "قمة حاخامية" عُقدت في الأقصى لمناقشة فرض طقوس "الفصح" العبري فيه، وبعد دعوات من حاخامات اليمين المتطرف وتعهدات من قادة جماعات "الهيكل" بإدخال ما يسمونه "قربان الفصح" إلى الأقصى مساء يوم الجمعة القادم (الرابع عشر من شهر رمضان).
المقاومة تحذر ودعوات للرباط
وردا على تلك الدعوات، أُطلقت دعوات فلسطينية تحت عنوان
"في الأقصى اعتكافي"؛ للإقبال الواسع على الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى
المبارك، في ليالي العشر الثانية من شهر رمضان.
من جهتها حذرت المقاومة الفلسطينية من انتهاك حرمة
المسجد الأقصى المبارك.
وأكد قيادي فلسطيني، أن سياسة استفراد الاحتلال بالضفة الغربية والقدس أصبحت من الماضي، محذرا من معركة حاسمة وفاصلة ستندلع في أي وقت، حال تمادى الاحتلال في اعتداءاته بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
ولفت القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن فصائل المقاومة أرسلت رسائل عبر الوسطاء، بأن "أي تجاوزات في القدس لا يمكن السكوت عنها، وإذا كنتم تريدون هدوءا في المنطقة، فعليكم إيقاف عدوان الاحتلال، ولن نسكت عن أي تجاوز".
وحول دخول غزة مواجهة مع الاحتلال، أضاف: "غزة قادرة على خوض معركة طويلة الأمد إذا ما تجاوز الاحتلال الخطوط الحمر التي رسمتها المقاومة، وغزة ليست وحدها في المعركة، فالقدس ومدن الضفة الغربية والداخل المحتل ستلتحم جميعها ضد الاحتلال حال فكر بالمساس بمقدساتنا".
ولفت القيادي الفلسطيني إلى أن المقاومة "تتابع عن كثب توجهات المستوطنين لذبح قرابين يوم الخامس عشر من شهر رمضان في ساحات الأقصى"، قائلا إن "هذا الحدث يعد تعديا وتجاوزا لكل الخطوط الحمر، والاحتلال يعلم ماذا نعني بهذا التوصيف الذي حددته المقاومة، ونقول بكل وضوح: زمان قيام الاحتلال بالمساس بأبناء شعبنا الفلسطيني قد مضى، ولن تمر جرائمه بلا حساب أو عقاب".
اقرأ أيضا: قيادي بالمقاومة: سنواجه عدوان الاحتلال بالقدس وأبلغنا وسطاء
ووفق قناة "الجزيرة" القطرية فقد أكد مصدر مسؤول
في فصائل المقاومة الفلسطينية، أن مخطط المستوطنين لذبح القرابين المزعومة داخل باحات
الأقصى، عملٌ يتجاوز كل الخطوط الحمر، ويُعتبر لعبا بالنار.
وحذر المصدر المسؤول، ولم تسمه القناة، من أن هذا الاستفزاز
لمشاعر العرب والمسلمين سيكون بداية أيام سوداء على الاحتلال ومستوطنيه، وفق تعبيره.
وعمدت ما تسمى "جماعات الهيكل" إلى نصب خيمتين
في ساحة القصور الأموية (جنوبي ساحة البراق) استعدادا لنثر رماد القرابين التي ستذبح
وينثر رمادها في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.
وقالت "جماعات الهيكل" إنها وضعت خططا وفق زعمها
لتنفيذ الهدف الفريد المنتظر منذ عقود وسنوات طويلة لاكتمال الطقوس والمراسم بالاحتفال
"بالفصح اليهودي"، موضحةً أنه سيتم جلب الخراف للذبح والحرق خلال أيام العيد
الذي بدأ اليوم ويبلغ ذروته مساء الجمعة المقبل.
تواصل الاقتحامات
وتتواصل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى يوميا.
وصباح الثلاثاء اقتحم حوالي 150 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال، فيما عمد العديد إلى أداء طقوس تلمودية أمام قبة الصخرة.
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية على فترتين صباحية ومسائية باستثناء يومي الجمعة والسبت، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في المسجد، وتزاد وتيرة هذه الاقتحامات في فترة الأعياد اليهودية التي تتصادف هذه الأيام مع حلول شهر رمضان.
قيادي بالمقاومة: سنواجه عدوان الاحتلال بالقدس وأبلغنا وسطاء
فصائل فلسطينية تحذر والاحتلال يلجأ لمصر لتجنب التصعيد
القدس تتزين لرمضان ودعوات لـ"شد الرحال" إلى الأقصى (صور)