كثفت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأيام القليلة الماضية، جهودها لزيادة الضغط على روسيا، من أجل دفعها لوقف الهجوم على أوكرانيا والانسحاب من أراضيها.
وأجرى عدد من المسؤولين الأمريكيين، خلال هذا الأسبوع، زيارات لعدد من البلدان، بهدف التأثير على زعماء العالم لمواصلة الضغط على موسكو أو الانضمام إلى حملة العقوبات وغيرها من الإجراءات، مع دخول الحرب في أوكرانيا أسبوعها الخامس.
واجتمع وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" مع ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد" في المغرب، وتناقشا حول تطورات الحرب في أوكرانيا، كما التقى نائب وزير الخزانة الأمريكية "والي أدييمو"، بكبار المسؤولين في لندن وبروكسل وباريس، ومن المخطط أن يجري عددا من الاجتماعات الأخرى خلال الأسبوع القادم في برلين.
من جانبه، أفاد مسؤول أوروبي بأن "مناقشات نائب وزير الخزانة الأمريكي مع نظرائه الأوروبيين ركزت على العقوبات وتأثير الهند والصين على جهود روسيا المحتملة لتفاديها، وكيفية مساعدة دول مثل ألمانيا على تلبية احتياجاتها من الطاقة في حالة فرض حظر روسي".
ونوه إلى أن القضية الأساسية التي تم التباحث فيها، كانت مطالبة روسيا للمشترين الأجانب بدفع ثمن وارداتهم من الغاز بالروبل، معتبرا أن ذلك خطيرة جدا.
وفي سياق متصل، زار نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض لشؤون الاقتصاد الدولي، "داليب سينغ"، الهند، محاولا الضغط على المسؤولين هناك.
وخلال زيارته، قال "سينغ"، للمسؤولين الذين التقى معهم خلال جولته، إن "واشنطن لن تضع أي خطوط حمراء بشأن شراء النفط، لكنها تحذر من تسريع الشراء".
اقرأ أيضا: تحليل: كيف أخطأ الغرب في فهم الجيش الروسي؟
عزل بوتين
وذكرت وكالة "رويترز"، أن تحركات الإدارة الأمريكية هذه، تأتي في وقت بدا فيه التأثير الأولي للعقوبات الصارمة المفروضة على البنوك ورجال الأعمال والشركات في روسيا في التلاشي إلى حد ما، منوهة إلى أن واشنطن تدرس في خطواتها الاقتصادية التالية عزل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".
وبعد عزل البنوك الروسية الرئيسية عن شبكة المعاملات المالية الدولية "سويفت"، خسر الروبل الروسي نصف قيمته خلال أيام، إلا أنه وخلال الأيام الأخيرة تعافى كثيرا واقترب من مستواه قبل الغزو مباشرة، مدعوما إلى حد ما بضوابط رأس المال الروسية وأوامر الحكومة لشركات التصدير ببيع العملات الأجنبية والشركات التي تجمع الأموال لتسديد مدفوعات الضرائب ربع السنوية.
ولم تطل العقوبات الغربية حتى الآن مبيعات الطاقة إلى أوروبا، والذي يعد أهم شريان حياة اقتصادي لروسيا، كما أن روسيا أعلنت قبل أيام، أنها لن تقبل بعد الآن مدفوعات الطاقة إلا بالروبل الروسي، مما قد يحسن موقف العملة بشكل أكبر.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن واشنطن متأكدة من أن الحلفاء الأوروبيين متفقون تماما على معاقبة "بوتين"، بينما تعمل للتأثير على القادة الذين ظلوا في الهامش.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إنه "يجب على العالم كله مواصلة زيادة الضغوط على روسيا وزيادة الدعم لأوكرانيا"، مضيفا: "هذا هو التحدي الذي يواجه العالم الحر وكل الدول الديمقراطية، وعلينا أن نكون مستعدين لاستمراره مدة طويلة".
الجدير ذكره أن الهند، رفضت فرض عقوبات على روسيا، على عكس باقي أعضاء المجموعة الرباعية، التي تضم إلى جانبها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأستراليا.
لندن تجمع زعماء دول شمال أوروبا.. وبايدن يواصل دعم كييف
الولايات المتحدة تستهدف مقربين من بوتين بعقوبات جديدة
بريطانيا وأمريكا تؤكدان مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا