صحافة دولية

"FT": السعودية والإمارات تضعان شروطا للتعاون مع إدارة بايدن

بايدن رفض لقاء ابن سلمان منذ وصوله إلى البيت الأبيض- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز"، تقريرا، قالت فيه؛ إن السعودية والإمارات تسعيان للحصول على مزيد من الدعم الأمني الأمريكي.

 

وقالت؛ إن كلا البلدين يريدان دعما أمنيا عميقا مقابل تعاونهما في كل شيء، من تخفيض أسعار النفط والحرب في أوكرانيا، والملف النووي الإيراني. 


وطلبت الإمارات من الولايات المتحدة الموافقة على مزيد من "الالتزامات الأمنية"، وتشمل تشاركا معززا في مجال المعلومات الاستخباراتية ومناورات عسكرية مشتركة، بحسب شخصين على معرفة بالموقف الإماراتي، وفق قول الصحيفة.

 

وأضافت: "أما السعودية، فتريد الحصول على التزامات أمنية كبيرة، بما فيها التعاون الاستخباراتي أيضا، ودعم عملياتي لمواجهة التهديدات القادمة من جماعة الحوثي، التي تقوم بشن صواريخ وطائرات درونز ضد المملكة"، بحسب شخص آخر على معرفة بالموقف السعودي.


وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين كانا من الحلفاء المهمين للولايات المتحدة، توترا، حيث قاومت مطالب إدارة جو بايدن لزيادة معدلات إنتاج النفط للحد من ارتفاعه، واتخاذ مواقف متشددة من روسيا التي شنت حربا ضد أوكرانيا.

 

اقرأ أيضا: WSJ: بايدن يتكبد خسائر فادحة بعد توتر العلاقات مع السعودية
 

وحذرت السعودية هذا الأسبوع، من أنها لن تتحمل مسؤولية نقص النفط الخام العالمي، في ظل استمرار الهجمات على منشآت النفط الحيوية، وقصدت منها أن تكون رسالة للغرب، أنها تريد المساعدة في الدفاع عن نفسها، وفق الصحيفة.

 

ونقلت عن "أشخاص على معرفة بالنقاشات"، قولها؛ إن دول الخليج ستكون مستعدة للتعاون، "لو عالج الرئيس بايدن مظاهر القلق الأمني، وتحديدا إيران والجماعة الحوثية التي تدعمها في اليمن".

 

وقالت؛ إنها "قلقة من إمكانية إحياء الاتفاقية النووية الموقعة في عام 2015 مع إيران، وتعتقد أن هذا سيجرئ إيران عليها أكثر".

 

ونقلت كذلك الصحيفة عن "شخص على معرفة بالنقاشات أيضا"، قوله: "الرسالة من السعوديين والإماراتيين، هي أننا سنعود "للحظيرة الأمريكية لو جئت ومعك خطة، وتم توصيل الرسالة".

 

وأضاف: "لقد شاهدوا تدنيا في العلاقات، ولكنهم يلتقطون عددا من الرسائل التي وصلت إلى إدارة بايدن. وسنرى تحولات دبلوماسية في الأسابيع المقبلة". 

 

وتابعت الصحيفة بأن السعودية والإمارات "تشعران بخيبة الأمل، وما رأتا أنه عدم الوضوح بمواقف أمريكا وعدم اهتمامها بهما". 

 

ووثقت دول الخليج علاقاتها مع روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتعاونوا في مجال إنتاج النفط وتحديد معدلاته، ضمن ما عرف باسم "أوبك+".

 

وتقول الصحيفة؛ إن العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات، وصلت لمستويات متدنية، بعدما اعتبرت الرد الأمريكي على الهجمات الحوثية ضدها ضعيفا، حيث كانت أبو ظبي ترغب برد أقوى، وإعادة تصنيف الحركة على أنها "إرهابية"، الذي قررت إدارة بايدن شطبه في عام 2021.

 

كما أغضبت الإمارات الولايات المتحدة لامتناعها عن التصويت في مجلس الأمن الدولي في شباط/ فبراير لشجب الغزو الروسي لأوكرانيا، وكان تعبيرا عن إحباط من إدارة بايدن.

 

وأغضبت واشنطن لاستقبالها رئيس النظام السوري بشار الأسد، في الأسبوع الماضي، وهي أول زيارة له لدولة عربية منذ الانتفاضة السورية عام 2011.

 

وعبرت السعودية عن إحباطها من انتقاد إدارة بايدن لسجلها في حقوق الإنسان، وقراره وقف الدعم لحربها في اليمن، وعدم التواصل مباشرة مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

 

ووافق بايدن على نشر تقرير للمخابرات الأمريكية توصل إلى نتيجة أن ابن سلمان الذي أمر بقتل الصحفي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي، عام 2018. 


وقال مسؤول في إدارة بايدن للصحيفة؛ إن الرئيس بايدن عندما تحدث الشهر الماضي مع الملك سلمان "اتفقا على أجندة ثنائية قوية من أجل البيئة والأمن والتعاون من أجل الطاقة"، ومنذ ذلك الوقت "تواصلت فرقنا على مستويات عدة"، وفق قوله.

 

وأضاف بايدن؛ "إننا ملتزمون للعمل مع السعوديين لتقوية دفاعاتهم".

 

ووصفت واشنطن التقارير بأن ابن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، رفضا تلقي مكالمة من الرئيس بايدن بأنها "غير دقيقة".

 

اقرأ أيضا: البيت الأبيض ينفي رفض ابن سلمان الرد على اتصال بايدن
 

وأضافت: "لن يطلب أحد منهما (مكالمة بين بايدن والأمير محمد) وليس هذا نقاشا جيدا. لو جاء السعوديون إلى الإدارة وقالوا في 9 شباط/ فبراير؛ إنه يجب أن تكون المكالمة مع ولي العهد وليس الملك، لقمنا بإجرائها مع ولي العهد"، وذلك حسبما قال شخص على معرفة بتفكير الإدارة، وفق الصحيفة.

 

وقال شخص آخر على معرفة بالوضع للصحيفة؛ إن بريطانيا كانت تشجع على التقارب بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وقال: "أنت بحاجة للسعوديين في الأزمة الأوكرانية- الروسية في مجال الطاقة، وفي موضوع إيران والمحادثات النووية"، مضيفا أن "التقارب بين السعودية  والولايات المتحدة يمكن أن يكون له أثر إيجابي".

 

لكنه أضاف أن الولايات المتحدة، وإن فهمت هذا المعنى السياسي، فإنه "من الصعب على بايدن أن يعيد المسار بشكل كامل".

 

وعبر المسؤولون البريطانيون عن ثقتهم من ضخ السعودية المزيد من النفط.

 

وقال أحد المصادر: "كان محمد بن سلمان راغبا في المساعدة، ويريد من رئيس الوزراء المساعدة على إعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة".

 

وقال مسؤول خليجي آخر؛ إن الرياض تتعامل مع الأزمة كفرصة للحصول على ورقة نفوذ على الولايات المتحدة، والتحرك "بعيدا عن مقتل خاشقجي".