تستمر الحرب في أوكرانيا، لليوم الـ25 على التوالي، في حين أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأحد، استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، محذرا من اندلاع حرب عالمية ثالثة إذا فشل التفاوض مع الروس.
وقال زيلينسكي، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "أنا مستعد للتفاوض معه (بوتين). أنا مستعد لذلك منذ عامين، وأعتقد أنه بدون مفاوضات لا يمكننا إنهاء هذه الحرب".
وأضاف: "لو كان هناك فرصة بنسبة 1 بالمئة لوقف هذه الحرب، فأعتقد أننا بحاجة إلى اغتنام هذه الفرصة. نحن بحاجة لفعل ذلك. يمكنني إخباركم عن نتيجة هذه المفاوضات على أي حال، إننا نفقد يوميا مواطنين وأناسا أبرياء على الأرض".
اقرأ أيضا: قصف قاعدة خاصة للجيش بأوكرانيا.. وتهجير الآلاف من ماريوبول
وتابع: "جاءت القوات الروسية لإبادتنا وقتلنا، ويمكننا أن نثبت أننا قادرون على توجيه ضربة قوية، نحن قادرون على الرد".
وقال: "لذا، أعتقد أنه يتعين علينا استخدام أي صيغة، وأي فرصة من أجل الحصول على إمكانية التفاوض، وإمكانية التحدث مع بوتين. ولكن إذا فشلت هذه المحاولات، فذلك يعني أن هذه حرب عالمية ثالثة".
تفاؤل تركي بالمفاوضات
وعلى صعيد المفاوضات الوساطة التركية، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في مقابلة نُشرت الأحد، إن روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا "حساسة"، وإنه يأمل في وقف لإطلاق النار إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي حققاه إلى الآن.
واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بحضور تشاووش أوغلو في منتجع أنطاليا التركي، في وقت سابق من الشهر الجاري. ولم تحقق المناقشات نتائج ملموسة.
لكن تشاووش أوغلو الذي سافر أيضا إلى روسيا وأوكرانيا في الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات مع لافروف وكوليبا، قال لصحيفة "حرييت" التركية، إن هناك "تقاربا في مواقف الجانبين حول الموضوعات المهمة، الموضوعات الحساسة".
وقال تشاووش أوغلو دون الإدلاء بتفاصيل عن القضايا: "يمكننا القول إننا نأمل في وقف لإطلاق النار إذا لم يأخذ الجانبان خطوة إلى الوراء من المواقف الحالية".
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، للصحيفة ذاتها "حرييت"، إن مواقف الجانبين تتقارب حول أربع قضايا رئيسية.
اقرأ أيضا: مسؤولون أتراك: 6 مطالب لبوتين من أجل وقف الحرب
وأشار إلى مطلب روسيا الخاص بأن تتخلى أوكرانيا عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ونزع السلاح، وما تشير إليه موسكو باعتباره "القضاء على النازية"، وتوفير الحماية للغة الروسية في أوكرانيا.
ونددت أوكرانيا والغرب بإشارات روسيا إلى وجود "نازيين جدد" في القيادة الأوكرانية المنتخبة ديمقراطيا باعتبار ذلك دعاية لا أساس لها، وقال كالين إن مثل هذه الإشارات مسيئة لكييف.
وأعلنت كييف وموسكو عن بعض التقدم في المحادثات في الأسبوع الماضي صوب صيغة سياسية تضمن أمن أوكرانيا مع بقاها خارج حلف شمال الأطلسي رغم أن كلا من الجانبين اتهم الآخر بالتلكؤ في المفاوضات.
وقال كالن إن وقفا دائما لإطلاق النار يمكن أن يتحقق فقط في اجتماع بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكنه قال إن بوتين يشعر بأن المواقف من "القضيتين الاستراتيجيتين" شبه جزيرة القرم ودونباس ليست متقاربة بما يكفي لعقد اجتماع.
جمود بخطوط القتال الأمامية
من جانبه، قال المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش في خطاب مصور الأحد، إن الخطوط الأمامية بين القوات الأوكرانية والروسية "في حالة جمود عمليا"، لأن "روسيا لا تملك القوة القتالية الكافية للتقدم أكثر"، وفق قوله.
وأضاف أنه خلال اليوم الماضي "لم تكن هناك عمليا أي ضربات صاروخية على المدن (الأوكرانية)".
مقتل جنرال روسي
وأعلنت روسيا مقتل أندري بالي، نائب قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود، خلال المعارك الدائرة في أوكرانيا.
وفي منشور عبر حسابها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، قالت يكاترينا أتاباييفا، النائبة في مجلس النواب الروسي، إن "بالي" قتل خلال الاشتباكات الدائرة في مدينة ماريوبول جنوبي أوكرانيا.
وأشارت إلى أن "بالي" تخرّج عام 1992 من المعهد العسكري البحري للسياسة في كييف، لينضم في العام التالي إلى الأسطول الروسي عقب رفضه الانضواء في القوات الأوكرانية.
وأفادت بأن "بالي" الذي يعد من كبار الضباط القدماء في الجيش الروسي، كان قد تولى مهام عسكرية أيضا خلال حرب جورجيا عام 2008.
في حين أعلنت أوكرانيا، الأحد، مقتل "6 جنرالات روس كبار" منذ بدء العملية العسكرية الروسية يوم 24 فبراير/ شباط الماضي.
جاء ذلك بحسب ميخائيل بودلياك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، الذي أوضح أن مقتل جنرالات روس كبار على يد القوات المسلحة الأوكرانية ملفت للانتباه.
فيما لم يصدر على الفور تعليق من روسيا حول هذا الشأن.
ترحيل قسري من ماريوبول
وقال مجلس المدينة في بيان عبر قناته على "تليغرام" إنه "تم ترحيل آلاف عدة من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية خلال الأسبوع الماضي".
وأوضح أن ذلك تم بشكل قسري من الروس، الذين "أجبروا السكان على دخول الأراضي الروسية كلاجئين".
وذكرت وكالات أنباء روسية أن حافلات نقلت "مئات" ممن تصفهم موسكو باللاجئين من ماريوبول إلى روسيا في الأيام القليلة الماضية.
وظل الكثير من سكان ماريوبول، البالغ عددهم 400 ألف نسمة، محاصرين لأكثر من أسبوعين، فيما تسعى روسيا للسيطرة على المدينة، الأمر الذي سيساعدها في الحصول على ممر بري إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014.
ملجأ عمره 219 عاما
وأعيد من جديد استخدام ملجأ مبنى "أندريولي" الذي يعود تاريخ إنشائه لعام 1803 في مدينة لفيف الأوكرانية، وذلك إثر استهداف روسيا للمنطقة خلال الأيام الأخيرة.
الملجأ الذي يقع تحت المبنى التاريخي يبعد عن ميدان رينوك، قلب لفيف النابض، مسافة 50 مترا.
وقال ديميترو سوكور، العامل في المبنى التاريخي، لوكالة الأناضول التركية، إنه وضع احتياجاته كافة من طعام وشراب في حقيبة، يحملها معه إلى الملجأ عند انطلاق صفارات الإنذار.
وأشار إلى أنه يبقى في الملجأ حتى زوال الخطر.
من جانبه، أفاد أليكس تسيمباروفيتش بأن الملجأ يعد ملاذا آمنا بالنسبة لهم.
وأوضح أن مبنى "أندريولي" ما زال محافظا على متانته رغم مرور 219 عاما على تشييده.
ولم تتوفر صور بعد عن المبنى.
صواريخ فرط صوتية روسية مجددا
وأكدت روسيا الأحد، لليوم الثاني على التوالي، أنها استخدمت صواريخ فرط صوتية في أوكرانيا، هذه المرة لتدمير مخازن وقود للجيش الأوكراني في جنوب البلاد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه "تم تدمير مخزون كبير من الوقود بصواريخ +كاليبر+ التي تم إطلاقها من بحر قزوين وكذلك صواريخ بالستية فرط صوتية أطلقها نظام +كينجال+ من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم". ولم تحدد تاريخ الضربة.
وأضافت الوزارة أن الضربة وقعت في منطقة ميكولاييف، لكنها لم تحدد تاريخها. وبحسب الوزارة، فإن هدف العملية كان "المصدر الرئيسي لإمداد المدرعات الأوكرانية بالوقود" والمنتشرة في جنوب البلاد.
وتنتمي صواريخ كينجال (خنجر بالروسية) البالستية وصواريخ "زيركون" العابرة إلى جيل جديد من الأسلحة التي طورتها روسيا ووصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها "لا تقهر" لأنه يفترض أن تتمكن من تجنب أنظمة دفاع العدو.
وكانت موسكو أعلنت السبت، أنها أطلقت صواريخ "كينجال" على أوكرانيا. وإذا تحقق الأمر فسيكون أول استخدام معروف في ظروف القتال الحقيقية لهذا النظام الذي تم اختباره لأول مرة في عام 2018.
ولم تعلق أوكرانيا على هذه الأنباء الروسية.
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، بإدارة باراك أوباما، ليون بانيتا، إن الرئيس الروسي ليس قلقا من استخدام صواريخ فوق صوتية في أوكرانيا، معتبرا ذلك تصعيدا خطيرا.
جاء ذلك في مقابلة له مع شبكة "CNN"، حيث قال: "يبدو أننا قلقون وينبغي علينا من التصعيد في الحرب بأوكرانيا، أتفهم جيدا هذا القلق، ولكن بوتين غير قلق من ذلك، عبر استخدام صواريخ فرط صوتية كهذه فهو (بوتين) يصعّد الحرب في أوكرانيا".
وتابع: "استخدام الصواريخ التي ليست فقط تسافر بسرعات فوق الصوت ولكن يمكنها تفادي الرصد من الوحدات الأرضية، يمكنه تصعيد هذه المعركة، لأننا لا يمكننا السماح بهذا النوع من الصواريخ فرط الصوتية من أن تصبح الآن قادرة على استهداف المناطق التي يريدونها، وعدم وجود قدرة على إسقاطها.. أعتقد أن هذا تصعيد خطير".
ويصعب رصد الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ما يشكل تحديا لأنظمة الدفاع الصاروخي.
الصين تؤكد موقفها
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، بشأن الأزمة الأوكرانية، "كما سيثبت الوقت ذلك" وفق قوله.
وأضاف أن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول.
ونقل بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية الأحد، عن وانغ قوله للصحافيين مساء السبت، إن "الصين لن تقبل أبدا أي إكراه أو ضغط خارجي، وتعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضد الصين".
وجاءت تصريحات وانغ بعد أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ، الجمعة الماضي، من "عواقب" إذا قدمت بكين دعما ماديا لغزو روسيا لأوكرانيا.
وقال شي خلال اتصال عبر الفيديو لبايدن، إنه لا بد من انتهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، ودعا دول حلف شمال الأطلسي إلى إجراء حوار مع موسكو. ولكنه لم ينح باللوم على روسيا، وذلك بحسب بيانات أصدرتها بكين بشأن الاتصال.
وقال وانغ إن أهم رسالة بعث بها شي، هي أن الصين تمثل دائما قوة للحفاظ على السلام العالمي، وفق قوله.
إنسانيا
وأعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، عن اضطرار 10 ملايين أوكراني لترك منازلهم بسبب الحرب والنزوح داخل البلاد أو اللجوء للدول المجاورة.
وقال غراندي في تغريدة على "تويتر"، الأحد: "إن الحرب في أوكرانيا مدمرة إلى حد أنها أجبرت 10 ملايين شخص إلى مغادرة مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل البلاد أو اللجوء لدول أخرى".
وأمس السبت ذكرت الأمم المتحدة أنّ 3 ملايين و328 ألفا و692 أوكرانيا اضطروا للجوء إلى دول مجاورة.
وعبر أكثر من مليوني أوكراني الحدود البولندية، منذ بدء التدخل العسكري الروسي في 24 شباط/ فبراير الماضي.
ولجأ 518 ألفا و269 أوكرانيا إلى رومانيا و359 ألفا و56 إلى مولدوفا.
في حين أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، الأحد، أن 1.5 مليون طفل على الأقل أصبحوا لاجئين بسبب العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وقال جو إنغلش، المتحدث باسم اليونيسيف، لشبكة "يورو نيوز"، إن "مليون ونصف المليون طفل على الأقل أصبحوا لاجئين بسبب الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا".
وأضاف أن "3.3 مليون قاصر آخرين هم نازحون حاليًا داخل البلاد، وكل واحد منهم هو طفل مزقت حياته وانقلب عالمه رأسا على عقب".
ووفقا للمنظمة الأممية، فإنه قُتل ما لا يقل عن 150 طفلاً وأصيب 160 آخرون منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
تفاهمات بمفاوضات كييف وموسكو.. و"الجنائية" تجمع الأدلة
جنرال أمريكي: القوات الأوكرانية أصبحت "محترفة جدا"
بريطانيا: بوتين سيغزو دولا أخرى إذا لم نوقفه الآن