قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن القوات الأوكرانية، أظهرت مقاومة للجيش
الروسي، بصورة غير متوقعة على خطوط قتال بحجم ولاية تكساس الأمريكية، بصورة أدهشت المحللين العسكريين، الذين أشاروا إلى أخطاء تكتيكية وقع فيها الروس.
ونسف جنود أوكرانيون الجسور لوقف تقدم القوات
البرية الروسية. ومنع طياروها ودفاعاتها الجوية الطائرات المقاتلة الروسية من
السيطرة على السماء.
وتقوم مجموعة من المحاربين السيبرانيين
الأوكرانيين الأذكياء بهزيمة موسكو حتى الآن في حرب معلومات، مما يلهم الدعم في
الداخل والخارج.
ويستغل الأوكرانيون أيضا البداية الفاشلة للغزو
الروسي الشامل مسلحين بأسلحة مضادة للدبابات، حيث هاجموا قافلة مدرعة روسية بطول
أميال كانت متجهة للعاصمة كييف، مما ساعد على وقف تقدم القوات الروسية التي تعاني من
نقص الوقود والغذاء.
وقال المحلل بوكالة "جينس" العالمية
للاستخبارات الدفاعية، توماس بولوك، إن القوات الروسية ارتكبت أخطاء تكتيكية تمكن
الأوكرانيون من الاستفادة منها.
وفي اليوم التاسع للغزو الروسي على أوكرانيا،
فشلت قوات موسكو في السيطرة على العاصمة كييف والمدن الكبرى باستثناء مدينة خيرسون
الجنوبية، التي تواجه فيها القوات الروسية مقاومة شرسة.
والخميس، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية،
الجنرال مارك ميلي، إن الجيش الأوكراني يدير دفاعا فعالا للغاية في ساحة المعركة،
مستخدما معرفته بمناطق موطنه لعرقلة تقدم القوات الروسية على جبهات متعددة.
وأضاف الجنرال ميلي أن بعض التكتيكات التي
استخدمتها القوات الأوكرانية تضمنت استخدام أنظمة أسلحة متحركة لإيذاء الروس أينما
أمكنهم ذلك.
اقرأ أيضا: انفجارات بكييف.. وأوكرانيا تتهم روسيا باستخدام قنابل عنقودية
وقال إن القوات الأوكرانية "تقاتل بمهارة
وشجاعة غير عادية ضد القوات الروسية".
وتمتلك أوكرانيا أحد أكبر الجيوش في أوروبا،
حيث يبلغ قوامه 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، و100 ألف جندي احتياطي وقوات دفاع
إقليمية تضم ما لا يقل عن 100 ألف من قدامى المحاربين، كما يتم تجنيد الآلاف من
المدنيين الآن لصد الغزو الروسي.
وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد، فريدريك
هودجس، والذي يعمل الآن في مركز تحليل السياسات الأوروبية، "حتى الآن، تتعلم
أوكرانيا وتتكيف بشكل أسرع".
ومنذ بدء الغزو، سعى الجيش الأوكراني إلى قلب
السيناريو بعد تحشيد موسكو أكثر من 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا. وعلى سبيل
المثال، صدت القوات الأوكرانية هجوما شنته قوات روسيا عبر إنزال جوي وقوات خاصة
روسية على مطار رئيسي شمال كييف، الخميس الماضي خلال الساعات الأولى من الحرب. كما
أحبطت القوات الأوكرانية محاولة روسية لفتح جسر جوي رئيسي على مشارف العاصمة.
وقدمت الولايات المتحدة أكثر من 3 مليارات
دولار من الأسلحة والمعدات والإمدادات الأخرى إلى القوات المسلحة الأوكرانية منذ
عام 2014. وخلال السنوات السابقة، عمل المستشارون العسكريون الأمريكيون على تدريب
أكثر من 27 ألف جندي أوكراني بمركز "يافوريف" للتدريب القتالي بالقرب من
لفيف غرب أوكرانيا.
من جانبه، قال فريدريك دبليو كاجان، المحلل
الاستراتيجي العسكري الذي قدم المشورة للقيادة الأمريكية في كل من العراق
وأفغانستان، "إن فن حرب المناورة الآلية هو القدرة على تركيز القوة القتالية
الساحقة في أجزاء حاسمة من الجبهة" مشيرا إلى أن الروس فشلوا في فعل ذلك، وأن
الأوكرانيين استفادوا من قدرتهم على نقل التعزيزات بسرعة والهجوم المضاد.
MEE: الغزو الروسي فتح الباب أمام تجنيد المرتزقة الأوروبيين
توماس فريدمان: 3 سيناريوهات لانتهاء الحرب على أوكرانيا
NYT: روسيا تبدأ المرحلة الثانية من الحرب وستكون أكثر عنفا