رغم ما أعلنته رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي من تصريحات مؤيدة لدولة الاحتلال خلال زيارتها الحالية، لكن الأوساط السياسية الإسرائيلية توقفت مطولا عند ما كشفته هذه الزيارة من تصدعات في الإدارة الأمريكية تجاهها.
وترى الأوساط الإسرائيلية، وجود حالة استقطاب في المنظومة السياسية الأمريكية في النظرة لإسرائيل، خاصة وأن جميع نواب الكونغرس الزائرين كانوا فقط من الديمقراطيين، بعد أن كانت تحظى إسرائيل بدعم الحزبين معا، بعيدا عن خلافاتها الداخلية في الساحة الأمريكية.
مع العلم أن زيارة نانسي بيلوسي إلى تل أبيب مع وفد من أعضاء الكونغرس، ولقائه مع رئيس الكنيست ميكي ليفي ووزير الخارجية يائير لابيد، سيتم اختتامها بتوجه الوفد البرلماني الأمريكي إلى ميونيخ لحضور المؤتمر الأمني، ويضم الوفد أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي فقط، مع أنه عادة ما يكون تشكيل الوفد من الحزبين، لأن قيادة الكونغرس تحاول التأكد من أن الوفود، خاصة إذا كانت تزور إسرائيل، تخلق انطباعًا بالوحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
اقرأ أيضا: منظمة تطالب بيلوسي بزيارة غزة لرؤية آثار دعم "إسرائيل"
تال شنايدر ذكرت في تقريرها على موقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21" أن "بيلوسي خلال زيارتها قالت كل الأشياء التي من المهم أن تسمعها إسرائيل، ومن أهمها الدعم الأمريكي لها، ولأمنها واستقرارها الإقليمي، من خلال إعلان التمويل الإضافي للقبة الحديدية، والموافقة عليه قريباً في مجلس الشيوخ، لكن اقتصار الزيارة على أعضاء الحزب الديمقراطي يقدم رسائل معاكسة عن زيارات أمريكية سابقة كانت تتشكل من أعصاء يمثلون الحزبين الكبيرين: الديمقراطي والجمهوري".
وتساءلت أنه "إذا كان كلام بيلوسي حقيقيا فعلا، فلماذا اقتصر وفدها على الديمقراطيين فقط، والأهم من ذلك لماذا لم تلتق بيلوسي مع زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين تننياهو، كما جرت العادة في زيارات سابقة، ولعل ذلك أحد الأسباب في عدم مصاحبة أعضاء جمهوريين معها في الزيارة، فليس خافيا حالة التوتر بين نتنياهو والديمقراطيين الأمريكيين، صحيح أن البروتوكول الدبلوماسي لا يلزم بيلوسي بذلك، لكنها في زيارات سابقة كانت تلتقيه".
هناك تطور لا يخفيه الإسرائيليون يتعلق بأن بيلوسي ربما أنها هذه المرة لم تسامح نتنياهو بعد، أو أنها لا تنوي أن تسامحه، حين أصر على التحدث ضد الرئيس السابق باراك أوباما في خطاب ألقاه أمام مجلسي النواب والشيوخ في عام 2015، في تحد سافر لكل الأعراف الدبلوماسية غير المعهودة، وشكلت منذ حينها حالة من القطيعة بين الديمقراطيين الأمريكيين وحزب الليكود عموما، ونتنياهو خصوصا.
الأكثر غرابة أن بيلوسي قررت الاجتماع مع عضو الكنيست منصور عباس رئيس القائمة الموحدة، بزعم أنه يجتذب الكثير من الاهتمام في الأوساط السياسية والدبلوماسية في الولايات المتحدة، من معاهد البحوث، مرورا بقادة الرأي، ووصولا إلى القيادة الأمريكية.
تقدير إسرائيلي: الحوار مع أنقرة يجب ألا يتعارض مع العلاقة مع أثينا
مؤرخ إسرائيلي يدعو للحذر الزائد في التعامل مع أردوغان
دعوة إسرائيلية لتعزيز شراكات الطاقة والمناخ مع دول المنطقة