منذ أن تولى الرئيس جو بايدن سلطاته
الدستورية وإدارته تعيش وسط أزمات وبائية وسياسية وأخرى معيشية واقتصادية ، وهى
التحديات التي شكلت المسارات الحقيقية لبرنامج عمل إدارة الرئيس بايدن التي أحسنت في
بعض الجوانب وأخفقت في تنفيذ أخرى واختارت مسارات لم تكن موفقة في بعض الجوانب ولم
تأخذ احتياطات كافية لردات فعل لسياسات أخرى.
فلقد نجح الرئيس جو بايدن في تعزيز
مصداقيته عند الناخب الأمريكي عندما أوفى بوعوده وأعاد أمريكا لاتفاق باريس
للمناخي وانهى الملف المتعلق فصل المهاجرين وهذا يحسب له ولا يسجل عليه لكن في
المقابل أمريكا لم تعد إلى مكانتها في قيادة العالم كما وعد بايدن مع تنامى النفوذ
الروسي والصيني هذا لان سياسية الاحتواء الأمني المتبعة باتت بحاجة لدعمها بأوتاد
سياسية فاعلة لا تحتوى المشهد فحسب بل تقوم على علاجه وهذا يتطلب إعادة تموضع في
التعاطي مع المشهد الخارجي فان الإيقاع الأمني لوحدة لن يكون قادرا على تحقيق أهداف
السياسية دون اقتران هذه النماذج بمسارات دبلوماسية تعمل على إيجاد الروح المطلوبة
للمسارات السياسية تبعده عن حالة الجمود السياسي بحيث لا تبقى منظومة التعاطي تدور
بقك البواطن دون وصولها للاستهدافات السياسية.
وأما الجانب الآخر الذى يشكل ميزان تحد
رئيس هو ما يتعلق ببرنامج الحزب الخاص بإنهاء حالة الانقسام الحادة في المجتمع الأمريكي
على الرغم من اتباع الحرب الديموقراطي ببرنامجه سياسات احتوائية إلا أن الاحتوائية
لوحدها لن تحقق علاج بقدر ما تشترى وقت فان وضع الأوساخ تحت السجادة لا يعنى نظافة
المنزل لان هذا التراكمية ستقود لتولد أعفان وروائح سيصعب فيما بعد التخلص منها فالأمر
أصبح بحاجة إلى بعض الحزم يتفاوق مع الأرضية التي تتحدث عنها كاميلا هاريس
بالتعاطي حالة الانقسام الداخلي العميقة الذى مازال يغذى وجودها ترامب وبعض فريقة
فان السياسة الناعمة من المهم أن تقرن بسياسة فظة تعيد صوت العدالة إلى مكانته.
وأما بالاتجاه الآخر فلقد استطاع
الرئيس بايدن وفريقة من تحريك العجلة الاقتصادية وإنهاء حالة الركود التي تلازمت
مع المناخات الوبائية ومن إعادة الحركة السوقية إلى نشاطها والتداولات المالية
لبريقها كما عمل للحد من مستويات البطالة أوجد فرص عمل في الكثير من المجالات على
الرغم من ارتفاع درجة التضخم إلا أن الميزان الاقتصادي في العام الأول من رئاسة جو
بايدن حقق نجاحات مهمة على بعض الجوانب للولايات المنتجة وليس تلك المستهلكة.
كما استطاعت إدارة الرئيس جو بايدن من
السيطرة إلى حد ما على ميزان تأثير الحالة الوبائية والذى يتوقع أن يشهد العام الحالي
انتهائها مع وصول المرجعية الصحية في جوب هوبكنزس إلى اختراع المطعوم الشامل
الوقائي إضافة المنظومة الأدوية المعالجة المتممة وهو ما يجعل من العام الحالي عام
مبشر بعودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت علية بالسابق لكن المشهد العام يتوقع أن
يشهد حالة من الحدية العسكرية في بعض المواقع الاستراتيجية وهذا ما من المهم أن يأخذ
بالحسبان فان مشروع عودة أمريكا لقيادة العالم يمتلك برنامجا امنيا وآخر عسكريا
وهذا ما نرجو عدم حدوثه.