من حقائق الأرض الفلسطينية المحتلة باعتراف أممي وبإدانة عالمية ونحن في مطلع سنة 2022، هذه السرديات اليومية في شكل انتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني والعالم يتفرج.. فاقرأوا معي ما تنقله الصحف: "هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء منزل عائلة الصالحية في الشيخ جراح، وذلك بعد أن اقتحمت شرطة الاحتلال معززة بالوحدات الخاصة المنزل، واعتقلت العديد من أفراد الأسرة ومتضامنين.. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال شرعت بتنفيذ عمليات الهدم بمنطقة منزل عائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتل بعد إخلاء المنزل والاعتداء على أفراد العائلة.
وقال مكتب إعلام الأسرى إن شرطة الاحتلال اعتقلت 26 فلسطينيا من عائلة صالحية بعد اقتحام وهدم منزلهم في حي الشيخ جراح و وقعت إصابات بين أفراد العائلة بعد الاعتداء عليهم بالضرب فيما منعت قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من دخول المنطقة لإسعاف المصابين.
وكثفت قوات الاحتلال من انتشارها على مداخل حي الشيخ جراح ومنعت المواطنين من الدخول إلى الحي، تزامنا مع اقتحـامها منطقة عائلة الصالحية وهدم المنزل ومن جهة ثانية تدور مواجهات واحتجاجات عنيفة منذ الأسبوع الماضي في صحراء النقب بين فلسطينيي الـ48 وقوات الاحتلال احتجاجاً على مخطط إسرائيلي يهدف للاستيلاء على الأراضي البدوية في صحراء النقب وأسفرت المواجهات عن إصابة واعتقال العشرات. وذكّرت "هبّة النقب" الدائرة حالياً بهبّات مماثلة جرت عبر التاريخ الطويل لاحتلال أراضي الـ48 الفلسطينية..
ومن جهة ثالثة نشرت صحيفة "واشنطن بوست"تقريرا قالت فيه إن عائلة الفلسطيني المسن الذي مات بعد احتجاز القوات الإسرائيلية له تطالب بتحقيق دولي. وكشفت الصحيفة عن تفاصيل جديدة وهي أن عمر عبد المجيد أسعد فقد الوعي أثناء احتجاز الجنود الإسرائيليين له.. وفي تقرير أعده (جون هندريكس ومريام بيرغر) قالا فيه إن عائلة الفلسطيني الأمريكية تطالب بتحقيق دولي في ظروف مقتل أسعد الذي يحمل الجنسية الأمريكية ـ الفلسطينية. وقالت العائلة إنه لا يمكن الثقة بإسرائيل كي تحاسب الجنود الذين سحبوا الرجل البالغ من العمر 78 عاما من سيارته وتركوه ملقى على الأرض بدون حراك!
هذه بعض الحقيقة على الميدان لكن في نفس هذه المحطات المأساوية من تاريخ فلسطين نسمع أصواتا عربية تدعو إلى حلول عجيبة مضادة للقانون الدولي وللحق مثل صوت السيد حسن اسميك (على موقع إيلاف) يدعو إلى اعتبار إسرائيل صديقة وحليفة لأنه حسب رأيه فإن عدو العرب هو المرجعية الإسلامية للمقاومة بل المقاومة ذاتها!! ويقول السيد اسميك بأن علينا الإنخراط فيما سماه (حلف ناتو عربي بمشاركة أو برئاسة إسرائيل..!)
ينتهي الكاتب إلى ربط الإخوان بالقاعدة وبشيعة الإمام الصدر وطالبان ثم داعش في اختصار تاريخي مركب من إدعاءات لا تسندها حجج منطقية ولا توثيق علمي ومن هنا ندرك أن الغاية هي إلغاء قضية فلسطين من المستقبل وتصفيتها على شاكلة صفقة القرن المقبورة مع صاحبها ترامب... إلى الأبد.
ويبرر هذه الدعوة بكلام من قبيل: "مثلما ساعدت الولايات المتحدة وبريطانيا الميليشيات الإسلامية المتطرفة على الازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكنهما المساعدة في تشكيل ناتو عربي لهزيمتها وعلى العرب أن يقبلوا أن تكون إسرائيل جزءاً من هذا الناتو العربي".
ويضيف: "حين غزت طالبان أفغانستان بيسر وسهولة تحت أنظار القوات الأمريكية والدولية كان أحد الدروس المستفادة هو أن الحرب في المنطقة لم تعد تُشن بين دولة قومية وأخرى بل بين الدول والجماعات المسلحة من غير الدول أو الميليشيات التي لا تخضع لسلطة الدول ولا للقانون الدولي.. كل هذا يطرح السؤال المهم الآتي: كيف يمكن للدول أن توقف بلاء الجماعات المسلحة وتأثيرها السلبي على السلام العالمي في حين أنها لا تستطيع الاتفاق على تعريف واضح ومحدد لهذه الجماعات ناهيك عن إلحاق الهزيمة بها؟
والمتفق عليه دوليًا هو أن الميليشيات المسلحة تخضع لقوى داخلية أو خارجية ذات أهداف وطموحات توسعية فتستخدم هذه الميليشيات أدوات لتحقيق أهدافها، لذلك فإن الأهم من تعريفها هو التعامل مع القوى أو الدول التي تسيطر عليها في الواقع. فالميليشيات المدعومة من إيران والمنتشرة في العديد من الدول العربية، تأتمر بأوامر ضباط "فيلق القدس" الإيراني بشكل مباشر والذي يمثل ذراع الحرب غير التقليدية بقيادة المخابرات العسكرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي الذي تخضع له الميليشيات المتحالفة مع إيران في الخارج.
وبحسب التقارير الاستخباراتية الأمريكية تشمل هذه الميليشيات الحشد الشعبي لكتائب حزب الله وكتائب الإمام علي وكتائب سيد الشهداء وعصائب أهل الحق في العراق وأنصار الله (الحوثيون) في اليمن وحزب الله في لبنان ولواء "فاطميون" في سورية وغيرها الكثير.
وما هذه سوى أمثلة قليلة على التنظيمات المسلحة التابعة لإيران.. الأخطر من ذلك أن قادة هذه التنظيمات أنفسهم يتحولون من أعضاء عصابات إلى رجال دولة فيسيطرون على القرارات الوطنية المتعلقة في من هو الصديق ومن هو العدو بل وفي كثيرٍ من الحالات يكون في ايديهم قرار الحرب أو السلام."
ويواصل الداعي إلى ناتو عربي-إسرائيلي سلسلة المغالطات بالادعاء أن لسيطرة إيران (وليس سيطرة إسرائيل!) على هذه الجماعات والقوة التي اكتسبتها من خلال الاستخدام المكثف لتلك السيطرة دورًا حاسمًا في تشكيل علاقاتها الدولية. فمنذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه أعادت طهران فتح القنوات الدبلوماسية مع كل من واشنطن والرياض. ببساطة أصبح النجاح المتزايد والخطير الذي تحققه هذه الجماعات المسلحة من غير الدول هو الأساس الذي سيتحدد بناء عليه مستقبل العالم بأسره."
ويمضي هذا الدعي في تزوير التاريخ ليصل إلى غايته وهي الربط بين هذه الأكاذيب وبين حسن البنا منذ تأسيس جماعة الإخوان سنة 1928 فيقول: "يمكن القول إن تورط الغرب مع الجماعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدأ منذ عام 1928، عندما تبرعت بريطانيا بمبلغ 500 جنيه لحسن البنا بعد وقت قصير من قيام هذا المعلم المصري والزعيم الديني بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين ثم توسعت الجماعة بصورة مطّردة في خمسينيات القرن العشرين عندما دعم الغرب عمومًا والمخابرات الأمريكية والبريطانية بشكل خاص جماعة الإخوان في مصر باعتبارها قوة معادلة للتيار القومي بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي حاول احتكار القومية العربية لفرض هيمنته على الدول العربية الأخرى.. وبدأ الخطر مع الجماعات الإرهابية التي اعتقد الغرب أنه قادر على التلاعب بها عندما بدأ الإخوان المسلمون في تنفيذ خططهم وأجندتهم الخاصة والتي كانت تتعارض كليًا مع المصالح الغربية.. والعربية أيضًا."
وينتهي الكاتب إلى ربط الإخوان بالقاعدة وبشيعة الإمام الصدر وطالبان ثم داعش في اختصار تاريخي مركب من ادعاءات لا تسندها حجج منطقية ولا توثيق علمي، ومن هنا ندرك أن الغاية هي إلغاء قضية فلسطين من المستقبل وتصفيتها على شاكلة صفقة القرن المقبورة مع صاحبها ترامب... إلى الأبد.
وفاة وائل الإبراشي وحقيقة الخطأ الطبي
الأسير الفلسطيني ينتصر في زنزانة العدو ويُهزم في "فرع فلسطين"
لا حُروبَ بَيننا، حُروبُنا بِكُم وعلَيْكم