أوردت صحيفة
الإندبندنت البريطانية مقالا لمعتقل سابق بسجن غوانتانامو تحدث فيه عن ظروف الاعتقال وتبعات فترة سجنه النفسية والجسدية، مؤكدا أنه تم بيعه للولايات المتحدة من قبل أشخاص في
باكستان بمقابل مالي.
وقالت الصحيفة البريطانية
إن كاتب المقال الليبي عمر الدغيس، يعمل حاليا في مجال صناعة النفط والغاز بعد أن
اعتقل في سجن غوانتانامو بين عامي 2002 و2007.
وقال الدغيس في
مقاله إنه "بالرغم من إطلاق سراحه من معتقل غوانتانامو، عام 2007 إلا أنه
لا يزال يعاني ذهنيا، ولم يتخلص من فكرة المعتقل حتى الآن، وما زالت الانتهاكات
الجنسية، والضرب والصعق بالعصي الكهربية تطارده".
وأضاف المعتقل الليبي أن
"لمحات مفاجئة من الذكريات، تطارده، من الشعور بالجوع إلى حافة الموت، إلى
البقاء في أجواء متجمدة، دون ملابس كافية، والأسوأ على الإطلاق هو الذكريات
المتعلقة بصور معتقلين يعذبون ويضربون حتى الموت".
وتابع الدغيس بأن
"هذه هي الجرائم التي كان الحراس يجبرونني على مشاهدتها، حتى أكون متأكدا أنهم
عندما يهددوني بالقتل، فإنهم يستطيعون القيام بذلك".
واعتبر المعتقل
السابق أنه "بعد عشرين عاما على افتتاح جورج بوش الابن معتقل غوانتانامو، قلب
الجحيم الأمريكي، فأنا واحد من المحظوظين، لكن بقي هناك 39 شخصا حتى الآن، بعضهم
معتقل منذ افتتاحه، لذا فقد تمت سرقة عقدين من أعمارهم، دون أي مبرر".
وأكد خلال
المقال أنه "مثل الكثير من المعتقلين فقد تم اعتقالي من قبل صائدي الجوائز، في
باكستان، ثم تم بيعي للولايات المتحدة، وأنا أعرف الآن أن واحدا من المخبرين
المجهولين، أبلغ اسمي بالخطأ، بعدما اكتشفوا لاحقا، أن الرجل الذي ظهر في مقطع
فيديو مصور كان قائدا مسلحا قتل عام 2004 بنيران الروس".
وكشف المواطن الليبي
أنه "في حالات مشابهة، يمكنهم اعتقال الشخص الخطأ، لكن العديد من صائدي
الجوائز، كانوا يجمعون الرجال المسلمين، الذين يندرجون تحت فئات معينة، لبيعهم
للأمريكان، وكان الشخص يباع بمقابل يتراوح بين 3 آلاف و25 ألف دولار".
وأضاف في مقاله
على الصحيفة البريطانية أنه لا يمكن كشف الأخطاء المشابهة إلا في المحكمة بعد
سنوات طويلة من التعذيب الجسدي، والنفسي لأنه مسموح لهم باعتقالك دون تقديم ما
يظنون أنها أدلة اشتباه، أو معلومات شخصية، وبالتالي فإنه يستغرق كشف هذه الأخطاء سنوات
عدة.
وقال الدغيس: "لكن
قرار الإفراج من المحكمة لا يعني إطلاق السراح بالضرورة، فقد تم نقل العشرات
بواسطة القوات الأمريكية إلى الإمارات، حيث تم اعتقالهم بشكل مباشر بمجرد وصولهم،
وسجنهم في ظروف مرعبة".