رأت
صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا يعود إلى
الخلاف بين الدولتين بشأن إرث الأمير ياروسلاف الحكيم، الذي وحد الإمارتين
الواقعتين بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الحادي عشر.
وأوضحت
الصحيفة أن النزاع على رفات ياروسلاف الحكيم يشكل أساسا تاريخيا للتعزيزات
العسكرية الروسية الحالية بالقرب من أوكرانيا، والتي يعتبرها المسؤولون الأميركيون
تمهيدا لغزو محتمل من جانب موسكو لجارتها الصغيرة.
وتدعي
كل من أوكرانيا وروسيا أنهما الوريث السياسي لاتحاد "كييف روس" الذي
أسسه الأمير ياروسلاف الحكيم في القرن الحادي عشر، حيث تمنح كييف وسام الأمير
ياروسلاف الحكيم لخدمة الدولة، بينما تملك موسكو فرقاطة تحمله اسمه. وتظهر صورة
ياروسلاف على عملة ورقية في كلا البلدين، وفق الصحيفة الأمريكية.
وأشارت
"وول ستريت جورنال" إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتبر أن "كييف
روس" هي دليل واضح على أن روسيا وأوكرانيا "فضاء تاريخي وروحي
واحد"، كما قال في مقال نشر يوليو الماضي، وأن أوكرانيا ليس لها أساس للوجود
كدولة ذات سيادة.
اقرأ أيضا: تحذيرات أمريكية روسية متبادلة بشأن أوكرانيا
ولفت
بوتين في مقالته إلى أن جذورهم اللغوية المشتركة في العصور الوسطى، وإلى العقيدة المسيحية
الأرثوذكسية المشتركة، وحكمهم الذي بدأ في القرن التاسع من قبل سلالة روريك
الحاكمة، التي كان ياروسلاف جزءا منها.
في
المقابل، دللت كييف على أهمية اسم ياروسلاف في خطاب يوم الاستقلال من قبل الرئيس
فولوديمير زيلينسكي، كما بحثت الحكومة الأوكرانية عن رفات ياروسلاف كإشارة ملموسة
على أنها دولة ذات سيادة.
واعتبرت الصحيفة أن العثور على رفات ياروسلاف الحكيم سيكون
بمثابة انتصارا رمزيا ملحوظا لأوكرانيا من أجل سيادتها في لحظة توتر كبيرة مع
جارتها.
ومنذ
عقود، أزال المسؤولون السوفييت غطاء قبر ياروسلاف في عام 1936 لفحص محتوياته كما
أعادوا فتح القبر عام 1939، حيث نُقل الهيكلان العظميان الموجودان بالداخل، أحدهما
ذكر والآخر أنثى، إلى لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليا)، وفقا لورقة عام 2013 نشرتها
الأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا.
وأعيد
الرفات في وقت لاحق إلى كييف ووضعت في كاتدرائية القديسة صوفيا، مع خطة لعرضها
علنا، قبل أن يجري التخلي عن المشروع لاحقا.
وفيما
بعد أعاد المسؤولون فتح القبو في عام 1964، وثبتوا العظام مجددا، وفقا للسجلات
التاريخية الأوكرانية.
اقرأ أيضا: FT: ما هي خيارات بوتين العسكرية في أوكرانيا؟
وقالت
المؤرخة، نيليا كوكوفالسكا، إنها خططت مع زملائها لفتح قبر ياروسلاف الحكيم في عام
2009 لدراسة الرفات، حيث اكتشفت هيكلا عظميا مكتملا تقريبا داخل الصندوق، وهو
لبقايا امرأة يُفترض أنها إنغيرد، الزوجة الثانية لياروسلاف، والتي تطابق وصف
الهيكل العظمي الأنثوي الذي تم نقله إلى لينينغراد عام 1939، فيما اختفى رفات
ياروسلاف.
وأضافت
كوكوفالسكا: "لقد صُدمت تماما. وعدت نفسي بأن أفعل كل ما بوسعي لاكتشاف
الحقيقة وشرحها لجميع الأوكرانيين".
"صندي تايمز": شبح الحرب الأهلية يطل على الولايات المتحدة
صحيفة إسبانية: 3 سيناريوهات لحروب قد تنشب في 2022
WP: هذه خطة بايدن في حال شنت روسيا هجوما على أوكرانيا