في الوقت الذي تواصل فيه طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على الأراضي السورية بين حين وآخر، بزعم استهداف شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى حزب الله في لبنان، فإن أوساطا عسكرية إسرائيلية أصدرت تحذيرات جديدة، مفادها ضرورة التحضير الاحترازي على الحدود الشمالية، التي تشهد تطورات متلاحقة تتطلب من جيش الاحتلال التحرك الميداني؛ خشية اندلاع مواجهة أخرى وشيكة في الجبهة الشمالية.
صحيح أن المعركة ضد إيران مستمرة، وفق مختلف المستويات:
الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، لكن الجبهة الشمالية، وتحديدا مع لبنان
وسوريا، آخذة في التعمق، من خلال انتشار ما يصفه الإسرائيليون "بخار الوقود في
الهواء"، وهي تأخذ أبعادا أشد وأعمق، رغم بقاء إيران من الناحيتين الأمنية
والعسكرية هي ثقل التهديد الحقيقي على إسرائيل، وفق تلك القراءات.
اقرأ أيضا: وحدة جديدة بجيش الاحتلال لصد هجمات حزب الله المفاجئة
الجنرال إيال بن رؤوفين، القائد الأسبق للكليات العسكرية، ونائب سابق لقائد المنطقة الشمالية، زعم في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21"، أن "ما يستدعي التحضر جيدا لتلك المواجهة الشمالية أن إيران حركت قواتها شرقا، وتزيد الرغبة لديها في تسليح نفسها، ما يتطلب منا التحرك، ونحتاج أن نكون مستعدين لحملة عسكرية في الشمال؛ لأن أبخرة الوقود منتشرة في الجو، وبانتظار أحد ما قد يشعلها".
في الوقت ذاته، من الواضح للإسرائيليين أن حزب الله ليس
مستعدا لتغيير المعادلة القائمة منذ حرب 2006، وأعطى انطباعا بأنه بذل جهودا لعدم
إلحاق أضرار أو إصابات إسرائيلية، حين اضطر في بعض الأحيان لإطلاق صواريخ على
إسرائيل للرد على استهداف بعض كوادره في سوريا، بل إنه، وفق التقارير الأمنية
الإسرائيلية، يبذل المزيد من الجهود في كبح جماح العناصر المسلحة الأخرى التي
تقترب على طول الحدود مع إسرائيل، وهذا يتم تحليله في تل أبيب بأنه رغبة الحزب
بعدم الانجرار للتصعيد؛ لأن لبنان يمر اليوم بإحدى أسوأ أزماته على الإطلاق.
ورغم العناوين الرئيسية في الأشهر الأخيرة، فلا تتوقع
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران وحليفاتها في العام
المقبل 2022، ورغم كل ما سبق، فقد قام الجيش الإسرائيلي بتسريع بناء القدرات
والبرامج والتدريب والمعدات لبناء قدرة موثوقة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية،
لأنه مع خروج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، تطلب الأمر
من إسرائيل تسريع الاستعدادات العسكرية، التي بدأت متأخرة بشكل كبير.
في كلتا الحالتين، وبتوجيه من المستوى السياسي الإسرائيلي،
طُلب من الجيش عدم التطرق علنا لمسألة الهجوم على إيران، وبالتالي تكثيف النقاش
بشكل غير مباشر مع الأمريكيين، الساعين في هذه المرحلة لاستنفاد العملية
الدبلوماسية والدبلوماسية مع إيران.
في الوقت ذاته، يشير جيش الاحتلال إلى أنه نفذ في 2021
آلافا من هجمات ذات خصائص مختلفة ضد أهداف إيرانية في الشرق الأوسط، خاصة في
سوريا ولبنان والعراق وإيران، استخدمت فيها مئات الأنواع المختلفة من الأسلحة، لكن
هذه الدول المستهدفة والمجموعات المسلحة فيها لا تقوم بشن هجمات ضد إسرائيل، لأن
الأمر قد يتدحرج، ويؤدي لإبعاد إيران بشكل كامل في المستقبل القريب عن سوريا، فيما
أطلق الجيش السوري مئات الصواريخ المضادة للطائرات على سلاح الجو الإسرائيلي.
الخلاصة أن العام الوشيك 2022 سيشهد على الصعيد
الإسرائيلي ارتفاعا في تحسين استعداد القوات الجوية، وقدراتها للعمل ضد إيران،
وسيزيد الجيش الإسرائيلي الاستعدادات لهجوم على إيران ضد المنشآت النووية أو
خيارات أخرى.
خبير إسرائيلي يتحدث عن 3 سنوات من ولاية كوخافي
قراءة إسرائيلية في تكثيف القصف بسوريا.. ما دور روسيا؟
صحيفة: حزب الله ينشر أنظمة دفاع جوية في سوريا