كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن عضوا برلمانيا بحزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة، طلب من وسيط مساعدته في الحصول على وظيفة ثانية بأجر جيد مع شركة سعودية، أو أي عمل آخر يتعلق بالشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن مناشدات النائب دانيال كاويزنسكي المتكررة للتوظيف المربح -التي تم الكشف عنها في سلسلة من رسائل واتساب- تُظهره مستشهدا بموقفه المؤيد للسعودية في البرلمان البريطاني، كجزء من محاولة للحصول على عمل مدفوع الأجر من رجل أعمال.
وأوضحت الصحيفة أن دانيال قدم نفسه للوسيط على أنه أكثر أعضاء البرلمان البريطاني "موالاة للسعودية"، ويتفاخر بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، "صرح بأن السعودية ليس لديها أفضل من دانيال كصديق لها في بريطانيا".
وفي إحدى الرسائل، قال دانيال: "أبحث عن وظيفة في شركة كمدير غير تنفيذي أو مستشار. من الواضح أن شغفي بالعلاقات الإنجليزية العربية يمكن أن يساعد الشركة في إقامة علاقات في المملكة المتحدة أو الشرق الأوسط. لست متأكدا من الأجر الذي أبحث عنه، لكنك مفاوض جيد ".
وفي رسالة أخرى، طلب عضو حزب المحافظين من الوسيط الحصول على عمل مدفوع الأجر في مؤتمر يتعلق بالعدو الإقليمي للسعودية وقطر: "أعدك بأنك ستدفع من أجل الحصول على أجر جيد بالنسبة لي أيضًا.. أحتاجه لدفع الرسوم المدرسية".
وبحسب الصحيفة، رتب دانيال لاستضافة صاحب عمل سعودي محتمل في البرلمان، وعرض عليه جولة في مجلس العموم، وعشاء في غرفة الطعام الخاصة بأعضاء البرلمان. كما رتب للقاء الوسيط في مكتبه البرلماني لمناقشة مشروع.
وقالت الصحيفة: "بينما لا يبدو أن أي عمل جديد قد تحقق من المحادثات، فإن كلا الحادثين يثير تساؤلات حول ما إذا كان دانيال قد انتهك القواعد التي تمنع النواب من استخدام مجلس العموم للعمل الخاص".
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم دانيال قوله إنه "لم يخالف أي قواعد فيما يتعلق بالوظائف الثانية، والأهم من ذلك أنه يعطي الأولوية لعمله كنائب نائب لدائرة شروزبري وأتشام".
وخلال الفترة ما بين أيلول/ سبتمبر 2017 وحزيران/ يونيو 2018، أرسل دانيال مجموعة من الرسائل، عبر فيها عن شعوره بخيبة أمل من السياسة في وستمنستر، ويود يوما ما أن يكون سفيرا للمملكة المتحدة في الرياض بدلا من نائب نواب في مجلس النواب، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن الكشف عن هذه الرسائل من المرجح أن يؤدي إلى إعادة إشعال الجدل حول الفساد والقواعد التي تسمح لأعضاء البرلمان بتولي وظائف ثانية، كما أنها تأتي في الوقت الذي يقاتل فيه المحافظون للاحتفاظ بمقعدهم في انتخابات شمال شروبشاير يوم الخميس، والتي أثيرت بسبب استقالة أوين باترسون.
ولفتت الصحيفة إلى أن دانيال طلب عبر رسائل واتساب مرارا وتكرارا من الوسيط تأمين عمل منتظم مدفوع الأجر مع جهات الاتصال الخاصة بهم في الشرق الأوسط، ومن هذه الرسائل: "من فضلك، ابذل قصارى جهدك.. أحتاج إلى منصب استراتيجي مهم يسمح لي بقضاء بعض الوقت في الخليج بشكل مثالي لمساعدة وتقديم المشورة لشركة مهمة".
وفي رسالة أخرى قال: "من الناحية المثالية، أنا أبحث عن شركة استشارية على أساس شهري؛ لأنني بحاجة إلى استقرار الدخل المنتظم".
وفي إحدى الرسائل التي جرت في وقت متأخر من الليل، بحسب الغارديان، أثار الوسيط احتمال ترتيب عمل مدفوع الأجر لدانيال مع رجل الأعمال السعودي ياسر بن حمران، قائلا له: "لديه أموال، وهو من عائلة بارزة جدا في السعودية. يريد الانخراط في السياسة". فرد عليه دانيال بعد دقائق متسائلا: "يريد الانخراط في السياسة البريطانية؟؟ في أي وقت تكون متفرغًا في الصباح للمناقشة من فضلك؟".
وقالت الصحيفة إنه عندما كان بن حمران في لندن، حجز له دانيال طاولة لتناول العشاء معه في غرفة الطعام الخاصة للنواب في مجلس العموم البريطاني. وعندما بدا أن إمكانية الاستشارات مدفوعة الأجر تتراجع، طلب عضو البرلمان عن حزب المحافظين من الوسيط التأكيد على مدى التزامه بتعزيز مصالح السعوديين في البرلمان. "هل يفهمون كم أنا مؤيد حقيقي للسعودية ؟". ولاحقا طارد دانيال الوسيط؛ لمعرفة ما إذا كان بن حمران سيقدم أي عمل، لكن يبدو أنه لم يحدث أي عمل.
وأشارت الصحيفة إلى أن دانيال بعد ذلك أصبح من بين المستثمرين الرئيسيين في شركة استثمار في التعدين والمعادن الثمينة تسمى "Electrum Group"، التي تملكها صناديق الثروة السيادية للإمارات والكويت والسعودية.
مضاوي الرشيد: هل غيّر ابن سلمان فعلا من سلوكه؟
MEE: تغاضي الغرب عن "إجرام السعودية" لن يحقق العدالة
"الغارديان": ماكرون متهم بـ"إعادة تأهيل" ابن سلمان