كشف تقرير لصحيفة "إيكونوميست" البريطانية قلقا دوليا من مسألة تذبذب أسعار المغنيسيوم الصيني خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على خلفية تراجع إنتاج المعدن خفيف الوزن في بكين.
وتسبب تراجع المغنيسيوم في الصين، خلال أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى زيادة سعر الطن إلى أكثر من 11 ألف دولار، بعد أن كان سعره حوالي 2000 دولار في السنوات الأخيرة.
ورغم أن سعره عاد للانخفاض إلى حوالي 5300 دولار بحلول 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، فلا تزال بعض الشركات المصنعة عبر العالم تشعر بالقلق، بحسب المجلة.
ونقلت "إيكونوميست" القول عن رئيس قسم المشتريات في شركة "فولكس فاغن" إن نقص المغنيسيوم "سيحدث بالتأكيد"، في حين حذرت شركة "ماتالكو" الأمريكية الرائدة في إنتاج الألومنيوم العملاء من أنها قد تضطر إلى تقنين عمليات التسليم العام المقبل.
مجالات الاستخدام
ويستخدم المغنيسيوم في عشرات الصناعات، من الأدوات الكهربائية، للوازم البناء والتعبئة، والتغليف، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، إلى صناعة أجزاء السيارات والطائرات.
وتنتج الصين حوالي 85 بالمئة من المغنيسيوم في العالم، وبلغ إنتاجها نحو 961 ألف طن في 2020، غالبيتها من مدينة يولين في مقاطعة شنشي الشمالية.
وخير مسؤولو المدينة، خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، من 40 منتجا على الأقل بين الإغلاق وخفض إنتاجهم، من أجل التحكم في الانبعاثات وتحقيق أهداف استهلاك الطاقة، باعتبار أن المعدن يحتاج إلى طاقة عالية لإنتاجه وليس صديقا للبيئة، إذ يحتاج إنتاج كيلوغرام واحد من المغنسيوم إلى 4 كيلوغرامات من الفحم، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضا: أرامكو: زيادة الإنتاج بمليون برميل يوميا بحلول 2027
وأدت هذه المعطيات إلى تراجع إنتاج يولين من المغنيسيوم خلال أيلول/ سبتمبر إلى 40 بالمئة تقريبا مقارنة بالإنتاج في حزيران/ يونيو، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وأدى تراجع إنتاج المغنيسيوم في الصين إلى فقدان نحو 120 ألف طن من الإنتاج هذا العام، بحسب شركة الأبحاث "أس آند بي غلوبال بلاتس".
أوروبا معرضة للخطر
وتعد أوروبا الأكثر عرضة للخطر نظرا لكونها تحصل على 95 في المئة من إمدادات المغنيسيوم من الصين.
في المقابل، تستخدم الولايات المتحدة موردين محليين في الغالب لتلبية احتياجاتها، وتفرض تعريفات حمائية تزيد على الـ140 في المئة على المغنيسيوم الصيني.
وقالت شركتا "فورد" و"جنرال موتورز" الأمريكيتان إنهما لا تستخدمان أي مغنيسيوم صيني تقريبا في الإنتاج.
ويرى جيمس رايلي من شركة "كابيتال إيكونوميكس" الاستشارية أن نقص أشباه الموصلات هي المشكلة الأكثر إلحاحا لقطاع السيارات.
أما على المدى الطويل، فقد يكون انخفاض إمدادات المغنيسيوم لفترة طويلة ضارا، وفق إيكونوميست.
وتشعر شركة الألمنيوم الأوروبية بالقلق من أنه حتى لو عاد الإنتاج إلى طبيعته، فإن الصين ستعطي الأولوية لاحتياجات اقتصادها على الصادرات.
وخلصت "إيكونوميسيت" إلى القول إنه "في عالم أصبح فيه النقص أكبر عائق أمام النمو الاقتصادي، فإنه لا يمكن للصناعات التي تستخدم المغنيسيوم أن تتحمل مشكلة أخرى في سلسلة التوريد".
MEE: ما وراء تحالف أمريكا والهند والإمارات و"إسرائيل"؟
"مودرن ديبلوماسي": الهند غير مستعدة لتحالف كامل مع أمريكا
FP: الجيش الأمريكي ليس مستعدا لمواجهة الصين