أفاد مصدران عسكريان يمنيان، بأن القوات المشتركة الموالية للإمارات في الساحل الغربي من
اليمن، نفذت انسحابا
كليا من جميع المناطق والمواقع داخل محافظة
الحديدة الساحلية على البحر الأحمر
غربي البلاد.
وقال المصدران
لـ"عربي21"، طالبين عدم كشف هويتهما، مساء الخميس، إن القوات المشتركة
التي تضم ألوية العمالقة وألوية المقاومة التهامية وقوات المقاومة الوطنية، انسحبت
من جميع المناطق التي كانت تتمركز فيها شرق وشمال شرق مدينة الحديدة، وصولا إلى
مديرية الدريهمي الساحلية، جنوبي المدينة.
وأضافا أن اللواء
الأول والخامس والسادس عمالقة، واللواء 21 مشاة التابع للجيش الحكومي، انسحبت من
مناطق وأحياء واقعة على خطوط تماس مع
الحوثيين، في عمق مدينة الحديدة، وهي
"حي المنظر قرب المطار، الجاح، كيلو 16، مدينة الصالح، الشجيرة، الطائف،
النخيلة"، شرق وشمال شرق المدينة، بالإضافة إلى مديرية الدريهمي، جنوبا.
فيما أشار أحد
المصدرين وناشطون يمنيون إلى أن الحوثيين سيطروا على مجمع إخوان ثابت (مصنع محلي
للألبان ومواد غذائية أخرى)، ودوار مطار الحديدة، بعد ساعات من انسحاب القوات
المشتركة المحسوبة على الحكومة اليمنية، والخاضعة لإدارة
الإمارات.
وأكد المصدران
العسكريان أن الانسحابات جاءت بناء على توجيهات من غرفة العمليات المشتركة، التي
يديرها ضباط إماراتيون، في الساحل الغربي من محافظة تعز، جنوب غرب البلاد.
ومع غياب أي تفسيرات
لعملية الانسحاب التي نفذتها قوات الساحل الغربي، أوضح المصدران أن الانسحابات
بدأت يوم الأربعاء، عقب زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى
المنطقة، ولقائه بقيادات عسكرية هناك، من بينها، طارق محمد عبدالله صالح، قائد ما
تسمى "المقاومة الوطنية"، المنضوية في تلك القوات.
فيما أرجعت معلومات
متداولة إلى أن عملية الانسحاب جاءت بناء على اتفاق غير معلن مع الدبلوماسي
السويدي، غروندبرغ، يقضي بأن "تقوم القوات المناوئة للحوثيين بتنفيذ انسحاب
كامل مع جميع المناطق داخل مدينة الحديدة"، بهدف "إنشاء منطقة خضراء
فاصلة بين الطرفين، وفتح طريق رئيسي يصل المدينة بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة
الحوثيين".
ولفت أحد المصدرين إلى
أن طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، قدم نفسه، خلال الاجتماع
الذي جرى مع المبعوث الأممي، أمس، على أنه قائد ليبرالي، وقال "إنه القائد
الوحيد الذي ليس لديه أي خلفية فكرية أو مرجعية دينية".
ولم يصدر أي تعليق من
قيادة الجيش اليمني أو التحالف العربي الذي تقوده السعودية بشأن الانسحابات من
مداخل الحديدة.
فيما لم يتسن
لـ"عربي21" الحصول على توضيح من مسؤولين في الحكومة المعترف بها أو
عسكريين في وزارة الدفاع.
وفي اليومين الماضيين،
غادرت قوات سعودية مقرها في مدينة عدن، جنوبا، بحرا، عبر ميناء الزيت، فيما نفى
المتحدث باسم قوات التحالف، تركي المالكي، أي انسحاب لقواته، مؤكدا أن تلك التحركات
تندرج في إطار إعادة التموضع.