ضرب زلزال منطقة شرق البحر المتوسط قبل أيام، حيث شعر الإسرائيليون به، وهو واحد بين العديد من الزلازل التي تضرب الكوكب كل يوم، وبحسب قسم علم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي، فقد بلغت قوته 5.8 درجة، وكان مركزه 298 كم في جزيرة كريت، كما شعرت به كل من مصر وتركيا وقبرص واليونان.
كشفت آثار هذا الزلزال، وما سبقه من زلازل أخرى ضربت إسرائيل في السنوات السابقة، أن قدراتها العملياتية للتعامل مع الزلازل آخذة في التآكل تدريجياً، ويظهر عدم استعدادها حقًا لمثل هذا النوع من الكوارث.
الجنرال الإسرائيلي أفرايم لاور، وضع يده على نقطة الضعف الإسرائيلية في هذا الموضوع، من خلال مقال نشرته صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، بقوله إن "معظم الأوساط الإسرائيلية تقلل من الخطر الحقيقي للزلازل، بزعم أنها لا تشمل فرصة تسرب المواد الخطرة والحرائق وحوادث الطرق وانهيار المؤسسات التعليمية والمستشفيات، مع العلم أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن محاصرة تسعة آلاف تحت الأنقاض، و170 ألف نازح، وهذه تقديرات ناقصة، رغم خطورتها".
وأضاف لاور، الخبير في إدارة الخسائر للعديد من الضحايا، أن "المعطيات أكثر خطورة مما يتداوله الإسرائيليون، أنهم ليسوا مستعدين بما فيه الكفاية لمواجهة وقوع أي زلزال، لاسيما إعادة الإعمار وعلاج الجرحى، لأنه في حال وقع الزلزال الأخير في وسط المياه، فقد كان من الممكن أن يؤدي لحدوث تسونامي من نوع جديد، ومن الناحية العملية، فلا يوجد حاجز مادي يفصل بين مركز الزلزال شرق جزيرة كريت وقبالة سواحل إسرائيل".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من زلزال سيقتل 7 آلاف شخص
تكشف مزيد من المعطيات الإسرائيلية أن إعصار تسونامي ظاهرة طبيعية حدثت قبالة سواحل إسرائيل 16 مرة على الأقل في الـ2000 سنة الماضية، وقد يتكرر في أي وقت، أي أن تسونامي قد يعود على شكل موجات، والسؤال المطروح هو لماذا يتم دائمًا دفع هذه القضية إلى الهامش الإسرائيلي، ولا تحظى بالاهتمام الجاد الملزم الذي تحتاجه.
في عام 2014، تشكلت لجنة وزارية أخرى في إسرائيل لفحص الاستعداد لوقوع الزلازل، لكنها لم تجتمع ولو مرة واحدة منذ ذلك الحين، رغم أنه كل 80 عامًا يحدث زلزال بقوة 7 درجات ونصف بمقياس ريختر، ما يؤدي لمقتل 16 ألفا، وإصابة 6 آلاف بجروح خطيرة، وإجلاء 377 ألفاً، ورغم كل هذه الحقائق المقلقة، لكن الحكومة الإسرائيلية تكتفي بتحديث المبادئ التوجيهية للجمهور، وتتركز أساسا فيما الذي يجب فعله لمواجهة وقوع الزلازل من الناحية المعيشية فقط.
وخاطب الكاتب من وصفهم بصانعي القرار الإسرائيلي بعدم الاختباء تحت الطاولة، أو إصدار إجابات ليست واضحة، لأن الحديث عن وقوع زلزال في إسرائيل بات مكتوبا على الحائط منذ زمن طويل، وفي النتيجة فإن هذا التهرب الإسرائيلي يعني أن أي شخص هنا ربما لن يمكنه البحث في اليوم التالي لوقوع الزلزال.
صحيفة: إيران تمتلك قدرات نووية "سرية" وتنتظر قرارا سياسيا
خلافات تدك حكومة الاحتلال.. غانتس ضد بينيت ونتنياهو يتربص
وثائق إسرائيلية تكشف خبايا لحرب أكتوبر.. من أنقذ الاحتلال؟