احتفى الشعب
الفلسطيني بمرور عشر سنوات على عقد صفقة "
وفاء الأحرار"، التي أدخلت
السعادة على بيوت الفلسطينيين بتحرير أكثر من ألف أسير من سجون الاحتلال.
وبموجب
هذه الصفقة التي تمت في مثل هذا اليوم عام 2011، تم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد
شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في 25 حزيران/ يونيو 2006 من داخل دبابته، خلال
عملية عسكرية شرق محافظة رفح جنوب القطاع أطلق عليها "عملية الوهم المتبدد"،
مقابل الإفراج عن 1027 أسيرا، الكثير منهم من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
وتمكنت
المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة "
حماس"، من الاحتفاظ بالجندي شاليط في الأسر
داخل قطاع غزة مدة 5 سنوات متواصلة، في أكبر تحد للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وفي
الذكرى العاشرة لصفقة "وفاء الأحرار"، نظمت القوى الوطنية وحركة "حماس"
مهرجانا جماهيريا أمام مقر جمعية الصليب الأحمر في غزة، وأكدت "حماس"، أنها
"ستبذل كل الجهود للإفراج عن الأسرى" في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ونبهت
في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "تحرير الأسرى واجب ديني ووطني
وإنساني، ونحن شعب لا يمكن أن يترك أسراه في السجون مهما كلف الثمن".
وأوضحت
حماس، أن "قضية الأسرى تقف على سلم أولويات المقاومة، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال
أسرانا الحرية"، منوهة إلى أن الشعب الفلسطيني "على موعد قريب مع صفقة جديدة،
بعد إجبار الاحتلال وإرغامه على الرضوخ لمطالب المقاومة، التي لا مناص أمامه إلا تلبيتها
والتعاطي معها".
وشددت على أن "الإفراج عن جنود الاحتلال المأسورين في قطاع غزة، لن يكون له ثمن سوى الإفراج
عن أسرانا من سجون الاحتلال، ولن يكون هناك أي ثمن آخر يمكن أن تقبل به المقاومة، وعلى
حكومة الاحتلال أن توقف تهربها وتصارح جمهورها بأن صفقة التبادل هي الوحيدة التي يمكن
أن تعيد الجنود المأسورين في غزة".
وأفادت
أن "تحرير الأسرى والعمل من أجله هو مسار استراتيجي لدى حركة حماس؛ عملت من أجله،
وقد قدمت الحركة ولا تزال تقدم وتبذل في سبيل ذلك كل الوسع، ولن تتراجع عن هذا النهج
قيد أنملة".
وأشارت
إلى أن "كتائب القسام" الجناح العسكري التابع لها، "سجلت نصرا كبيرا
في المعركة الأمنية وصراع الأدمغة منذ أسر الجندي الصهيوني والاحتفاظ به لأكثر من خمس
سنوات في بيئة أمنية معقدة، وصولا لتفاصيل عملية التسليم، وهو ما أربك منظومة الأجهزة
الأمنية الصهيونية".
من جانبها،
أكدت حركة الأحرار الفلسطينية، أن "صفقة "وفاء الأحرار" تحققت بصبر
وحكمة وحنكة وقوة إرادة المقاومة التي أرغمت الاحتلال على الرضوخ لمطالبها"، معتبرة
أن الصفقة هي "إنجاز عظيم وصفحة ناصعة في تاريخ نضال شعبنا ومحطة مفصلية في مسار
قضيتنا الفلسطينية ومقاومتنا للاحتلال".
وأضافت
في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه: "كسرت المقاومة خلال هذه الصفقة،
كل الخطوط الحمراء التي كان يعتقد الاحتلال أنه من المستحيل تخطيها، وأثبتت أننا نستطيع
انتزاع مطالبنا وحقوقنا بالمقاومة وقوة الإرادة".
ورأت
"الأحرار"، أن "المقاومة رسخت قواعد مهمة، بأن عمليات خطف
الجنود الصهاينة وصفقات التبادل هي الكفيلة بتحرير أسرانا"، مؤكدة أن "الصفقة
شكلت صفعة قوية للمنظومة الأمنية الصهيونية التي فشلت في الحصول على معلومة عن شاليط
ولا زالت تفشل في معركة العقول مع المقاومة بما لديها من أسرى صهاينة".
وأفادت
أن "المقاومة ستبقى وفية لوعودها وعهودها بتحرير أسرانا الأبطال وتبييض السجون
بما تمتلكه من أوراق قوة وضغط على العدو الصهيوني".
يذكر
أن الحديث ازداد في الأيام الأخيرة عن مفاوضات غير مباشرة بين حركة "حماس"،
وبين الاحتلال بواسطة مصر، من أجل التوصل لصفقة تبادل جديدة للأسرى، لكن دون تقدم معلن
في هذا الجانب.
وأعلنت
كتائب القسام الجناح المسلح لـ"حماس"، في 20 تموز/ يوليو 2014، عن أسر الجندي
الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن
فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وكشف
الاحتلال في تموز/ يوليو 2015 عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج
الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في
السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد،
كان قد فقد بداية عام 2016.
يذكر
أن "كتائب القسام" ترفض الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى
لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لعقد صفقة تبادل جديدة
للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)
ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.
وضجت
وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن صفقة شاليط، ونشر العديد من النشطاء صور شاليط في سجنه في غزة، وفي أول ظهور له برفقة القيادي البارز في القسام الشهيد أحمد الجعبري
الذي اغتالته إسرائيل.
واستحضر
بعض النشطاء تصريحا نادرا لمؤسس "حماس" الشهيد الشيخ أحمد ياسين، والذي قال
فيه: "بدنا ولادنا يروحوا"، في إشارة واضحة على عزم المقاومة العمل على تحرير
الأسرى من سجون الاحتلال.