شنّ التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الجمعة، حملة عنيفة ضد جماعة الحوثي، إثر إعلان الأخيرة عن سيطرتها على مركز مديرية العبدية، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، بمحافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء.
وأعلن التحالف عن مقتل أكثر من 180 حوثيا في ضربات استهدفت الحوثيين في مأرب، فضلا عن تدمير 10 آليات عسكرية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال التحالف إنه نفذ 40 عملية استهداف لآليات وعناصر الحوثيين في العبدية بمأرب والقرى المحيطة، خلال 24 ساعة.
واحتفى أنصار جماعة الحوثي بالسيطرة على مركز العبدية، بعد حصارها لأكثر من ثلاثة أسابيع، حيث فشل الجيش اليمني والتحالف المساند له في الدفاع عنها.
ولم يصدر تعليق فوري من القوات الحكومية أو الحوثيين حول ذلك.
وخلال الأيام الماضية، أعلن التحالف العربي في عدة بيانات، مقتل مئات الحوثيين بغارات جوية نفذها على مواقعهم في العبدية، إسنادا للقوات الحكومية.
والثلاثاء، أخطرت الحكومة اليمنية الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بمعاناة 35 ألف محاصر من قبل الحوثيين في العبدية، مطالبة بموقف دولي عاجل لفك الحصار.
ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع، حاصر الحوثيون مديرية العبدية من مختلف المنافذ، ما جعلها تتحول إلى قضية رأي عام في البلاد.
اقرأ أيضا: "العبدية" في مأرب.. حصار ووضع مأساوي في منطقة غنية بالنفط
وبدورها، دعت الأمم المتحدة إلى إنهاء القتال في مأرب، لتتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المدنيين وخصوصا النازحين.
ومأرب عاصمة المحافظة الغنية بالنفط هي آخر معقل للحكومة في شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.
ويسعى الحوثيون منذ شباط/فبراير للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية التي يتقدمون فيها بعد أن كثفوا هجومهم في الأسابيع الأخيرة.
وفي بيان نشر الخميس، أشارت الأمم المتحدة إلى "تصعيد" في الأسابيع الأخيرة في مأرب وكذلك في محافظتي شبوة (جنوب) والبيضاء (وسط)، وعبرت عن أسفها لـ"تأثيره المدمر على المدنيين".
وقال ديفيد غريسلي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للحملة، في البيان؛ "أدعو جميع الأطراف المشاركة في القتال إلى الاتفاق الآن على وقف القتال في منطقة العبدية" في قطاع يبعد نحو مئة كلم جنوب مأرب تطاله أعمال العنف.
وقال غريسلي إن هدنة ستسمح "بمرور آمن للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني وكذلك بإجلاء الجرحى".
وأشار البيان إلى أن نحو 35 ألف شخص يواجهون صعوبات في دخول هذا القطاع أو الخروج منه، بينهم 17 ألف شخص من الفئات الأكثر ضعفا؛ فروا إلى العبدية بعد هربهم من القتال في أماكن أخرى.
وتابع البيان بأن الاشتباكات تعقد أيضا إيصال المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية وكذلك وصول الرعاية الطبية للمرضى والجرحى.
ونزح نحو عشرة آلاف شخص في أيلول/سبتمبر وحده في محافظة مأرب حسب منظمة الهجرة الدولية.
وأدت الحرب التي بدأت في 2014 في اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة. وقد قتل خلالها عشرات الآلاف من الأشخاص، حسب منظمات غير حكومية دولية.
ضحايا القتال باليمن 235 خلال شهر.. وأزمة إنسانية بمأرب
سلطنة عُمان: نعمل مع السعودية على إنهاء حرب اليمن
50 قتيلا بمعارك جديدة بين الجيش والحوثيين بمدينة مأرب