يواصل اليمين الإسرائيلي توجيه انتقاداته لاستمرار لقاءات وزراء الحكومة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بزعم أنهم يساهمون في تثبيت أركانه، وتقديمه شريكا للسلام مع إسرائيل.
يتذرع ذات اليمين الإسرائيلي بأن هذه اللقاءات لن تسفر عن إحراز تقدم في التفاوض على إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، متهمين السلطة الفلسطينية ذاتها بالمساهمة بنصيبها في عدم إحراز تقدم من خلال سياسات التحريض والشيطنة ونزع الشرعية عن إسرائيل، ومطالبتها بقبول كل الشروط الفلسطينية دون قيد أو شرط.
الأكاديمية الإسرائيلية ريبيكا ليسك، كتبت في موقع نيوز ون، مقالا ترجمته "عربي21" زعمت فيه أن "الفلسطينيين ليسوا مستعدين لتقديم أي تنازلات، ورفضوا ست مقترحات لإنهاء الصراع، وإقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، دون تقديم أي تنازل، صحيح أن اللقاءات الإسرائيلية الأخيرة مع عباس لم تتضمن صدور ملخصات عنها، لكنه طالب باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها المفاوضات السابقة، منذ أواسط 2014".
وأضافت أن "الفلسطينيين ليسوا مستعدين للاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، بينما أبدت حكومات اليسار استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين للأمة الفلسطينية، فيما يعلن فلسطينيو48 أنها "دولة لجميع مواطنيها"، وهو مصطلح مغسول للقضاء على الدولة اليهودية، لأن الخطة تتضمن إلغاء القوانين التي تعرّف إسرائيل كدولة الشعب اليهودي، وقبولها بـ"حق العودة" للاجئين، فيما تدعم السلطة الفلسطينية قيام دولة فلسطينية وأخرى ثنائية القومية بدلاً من إسرائيل".
اقرأ أيضا: بينيت لميركل: دولة فلسطينية يعني جلب "الإرهاب" قرب منزلي
رغم ما قدمه أبو مازن من تنازلات للإسرائيليين على اختلاف حكوماتهم المتتالية، لكنهم يواصلون التحريض ضده، بزعم أن موافقته على حل الدولتين، تتعارض مع الوارد في المناهج الدراسية الفلسطينية، التي لا تظهر إسرائيل على الخريطة، وتكتفي بكتابة اسم فلسطين عليها، والادعاء الإسرائيلي بأن هذه المناهج لا تحث على التعايش بين الفلسطينيين واليهود، على العكس من ذلك، فهي تدعو لإدامة العداء حتى عودة اللاجئين إلى إسرائيل.
لا يكتفي اليمينيون الإسرائيليون بمهاجمة عباس، بل يتجهون إلى قرارات اليونسكو الخاصة بالأمم المتحدة، بزعم أن قراراتها تسعى لمحو أي صلة تاريخية بين إسرائيل والشعب اليهودي، واتخاذ قرار بأن المسجد الأقصى مقدس للمسلمين فقط، وليس هناك معابد يهودية حوله.
ليس ذلك فحسب، بل إن اليمين الإسرائيلي يستهجن اتهام الفلسطينيين لجيش الاحتلال بـ"الشيطنة"، رغم جرائم الحرب التي يرتكبها، وتنفيذه مجازر ضد الفلسطينيين، وإساءة معاملة الأطفال، فضلا عن رفض المطلب الفلسطيني الأساسي برعاية فكرة "حق العودة"، بزعم أنه "حصان طروادة" للقضاء على الأغلبية اليهودية، وتحويل كامل الأرض من البحر إلى الأردن إلى دولة فلسطينية واحدة.
النتيجة النهائية من كل هذه التطورات مفادها أن أحزاب اليسار خسرت ما تبقى لديها من دعم، لأن الإسرائيليين وصلوا إلى استنتاج مفاده أن حلم الدولتين مجرد وهم، وليس له نصيب من الواقع!
الموساد بات لعبة بأيدي السياسيين بكشف عملياته السرية
"حرب طاحنة" بين نتنياهو وبينيت تزيد من تمزق المجتمع الإسرائيلي
خلافات تدك حكومة الاحتلال.. غانتس ضد بينيت ونتنياهو يتربص