تجددت الاشتباكات في درعا، بعد تعثر المفاوضات مجدداً بين قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران من جهة، وبين ثوار درعا من جهة أخرى، الذين رفضوا تطبيق خارطة الحل الروسية، وتحديداً المطلب بتسليم السلاح الفردي الخفيف.
وحتى الآن، لا يبدو أن درعا مقبلة على اتفاق جديد من شأنه تجنيب المنطقة التصعيد، وذلك على الرغم من استمرار المفاوضات حتى الآن.
وذكرت مصادر محلية، أن اشتباكات متقطعة اندلعت بين قوات النظام وثوار درعا البلد عند محور الكازية في حي المنشية، تزامنا مع استهداف قوات النظام بالمدفعية مناطق من بينها مركز البحوث العلمية، الواقع على طريق طفس- اليادودة.
وفي الوقت ذاته، تواصل قوات النظام الدفع بتعزيزات عسكرية ثقيلة إلى مناطق عدة في درعا، ما يؤشر على تجدد الاشتباكات.
اقرأ أيضا: هل تنهي خارطة الحل الروسية التصعيد في درعا؟
وقال الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، أبو محمود الحوراني، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن قوات النظام خرقت اتفاق التهدئة باستهداف حي درعا البلد بقذائف الهاون والدبابات، والرشاشات الثقيلة.
وأضاف الحوراني، أن أهالي درعا رفضوا الخارطة الروسية، حيث يطالب الوفد الروسي بتسليم كل السلاح الفردي، لأن هذا المطلب لن يقف عند حي "درعا البلد"، وإنما سيعمم على كل المناطق الأخرى، وفق تقديره.
وحسب الحوراني، فإن بنود الخارطة الروسية "مجحفة" بحق ثوار درعا، وذلك خدمة لأهدافها وأهداف إيران بالانتهاء من حالة الرفض للنظام في الجنوب السوري.
ومن المقرر أن تجتمع لجنة درعا المركزية الأربعاء بالجانب الروسي، للتباحث في البنود المختلف عليها، أي تسليم السلاح وعودة المنشقين إلى جيش النظام حيث يرفض الشبان العودة، ودخول قوات النظام إلى الأحياء المحاصرة، وتهجير كل من يرفض هذه الشروط.
من جهته، أكد رئيس محكمة "دار العدل" في حوران سابقاً عصمت العبسي، لـ"عربي21"، أن لجان درعا لم تتوصل إلى أي اتفاق مع الروس بخصوص درعا، مؤكداً أن ما جرى هو أن روسيا طرحت ما سمته "خارطة الحل"، والأطراف الآن تتفاوض على بنودها، للتوصل إلى حل مقبول.
وقال العبسي، حتى لو نُفذت خارطة الحل كاملاً، لن يلتزم النظام وإيران بالحل، مضيفا: "الملاحظ أن أهالي درعا وثوارها، لا يطالبون إلا بالتزام بنود اتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه في صيف العام 2018، برعاية روسية"، واختتم بقوله: "من غير المعقول، أن يقبل ثوار درعا باتفاق جديد، يحقق للنظام ما يريد".
بدورها، طالبت لجنة درعا المركزية، في بيان صادر عنها، الأربعاء، الجانب الروسي باحترام التزاماته، والتحلي بالمسؤولية اللازمة بصفته الضامن لاتفاق التسوية في درعا، الذي تم التوصل إليه في صيف العام 2018.
اقرأ أيضا: WSJ: درعا تهدد "مصداقية" روسيا كحكم سياسي في سوريا
وقالت إن أهالي درعا قدموا أكثر من مقترح لتجنب المجزرة، وصولاً إلى قبول التهجير نحو مناطق بعيدة، لكن جميع هذه المقترحات قوبلت بالرفض، وأنهت بيانها: "لقد قالها أهالي درعا منذ اليوم الأول للثورة، الموت ولا المذلة".
إنسانياً، يعاني الآلاف من سكان حي درعا البلد من نقص الغذاء والماء والدواء، بسبب الحصار المفروض على الحي منذ نحو شهرين.
ويسيطر النظام على درعا منذ صيف العام 2018، وذلك بعد توقيعه اتفاق التسوية مع فصائل المعارضة برعاية روسية، غير أن سيطرته هشة للغاية، لأن بنود الاتفاق لا تسمح لقواته بالدخول إلى المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الفصائل سابقا.
هل تنهي خارطة الحل الروسية التصعيد في درعا؟
مقتل طفلة بقصف مدفعي للنظام على ريف حلب الغربي
معهد واشنطن: روسيا وإيران دعمتا الأسد بالهجوم على درعا