سلطت صحيفة
"هآرتس" العبرية الضوء على ما أسمتها "ثورة هادئة" تخوضها
سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر أذرعها المختلفة، الأمنية والعسكرية والسياسية، من
أجل تغيير الواقع في المسجد الأقصى المبارك والسماح لليهود بأداء صلواتهم
التلمودية بداخله.
وزعم رئيس وزراء الاحتلال
المتطرف نفتالي بينيت أمس، أن كلا من اليهود والمسلمين يتمتعون بـ"حرية
العبادة" في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت
"هآرتس" في تقرير للخبير العسكري، عاموس هرئيل: "هناك شخص ما قرر
أمس، أن هذا هو بالضبط الوقت المناسب كي يسوق للإعلام الإسرائيلي تغييرا في الوضع
الراهن المتبع في الأقصى.. يبدو أن بينيت، هو أول رئيس حكومة يتناول بصورة صريحة
الحفاظ على حرية العبادة لليهود في المسجد الأقصى".
وأضافت:
"المراسلون كتبوا بحماس عن ثورة هادئة تتحقق بالتدريج في الحرم، باتباع نصاب
الصلاة الثابت لدى اليهود، بحماية الشرطة في المكان الذي فيه تم بصورة مشددة طوال
عشرات السنين منع صلاة اليهود، وعملية التغيير استمرت سنتين تقريبا، وقد نشر عنها
في السابق بصورة جزئية في بعض الأماكن في الماضي".
وذكرت الصحيفة، أن
رئيس حكومة الاحتلال بينيت، تابع اقتحام
المستوطنين أمس للمسجد الأقصى، "عن كثب"، وبتوجيه منه استعد الجيش مسبقا
لهذه الأحداث، حيث اقتحم الأقصى 1679 يهوديا متطرفا، منوها إلى أن حكومة الاحتلال كانت
"راضية رغم التغطية الواسعة في وسائل الإعلام العربية، لأن الأمور لم تخرج
تماما عن السيطرة".
وفي ذروة حالة الرضا
التي غمرت بينيت، فقد سارع إلى إصدار بيان، جاء فيه: "رئيس الحكومة يشكر الوزير
عومر بارليف والمفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، "على إدارة الأحداث في الحرم
بمسؤولية وعقلانية، من خلال الحفاظ على حرية العبادة لليهود في الحرم".
ونبهت
"هآرتس"، إلى أن "البيان الذي نشره مكتب بينيت، انحرف بدرجة ما عن
الخط السياسي المعلن لإسرائيل حتى الآن، وهو فعليا منح "شرعية" أخرى
لوصف التغييرات التي بدأت على الأرض (في الأقصى)، وهذه هي المرة الأولى التي يتطرق
فيها رئيس حكومة إسرائيلية بصورة صريحة وببيان رسمي للحفاظ على حرية العبادة لليهود
في الأقصى".
تنسيق رباعي لإبعاد
حماس عن القدس
وأكد عدد من الخبراء الذين
يتابعون منذ سنوات ما يجري في المسجد الأقصى، للصحيفة أن رئيس الحكومة السابق، بنيامين
نتنياهو، كان "حذرا خلال فترة ولايته من إصدار تصريحات مشابهة"، كما
أصدر مكتبه في 2015 بعد أحداث في الأقصى، أن "إسرائيل تلتزم بالوضع القائم،
وهي ستواصل تطبيق سياستها التي بحسبها،: الصلاة للمسلمين في الحرم، وغيرهم
يزورونه".
وكشفت الصحيفة، أن
"صيغة البيان (سابق الذكر) نسقت في حينه مسبقا مع الأردن بوساطة وزير
الخارجية الأمريكي في إدارة أوباما".
وأكدت أنه "في
الأشهر الأخيرة، ومنذ انتهاء عملية العدوان الأخير على غزة، عملت إسرائيل والأردن
والولايات المتحدة وبدرجة معينة السلطة الفلسطينية، من وراء الكواليس لقطع العلاقة
التي أوجدتها قيادة حماس في القطاع بينها وبين القدس".
ورأت أن "صيغة
بيان بينيت، يمكن أن تحرج الشركاء في هذه العملية، بالذات بعد أن نجح في فتح صفحة
جديدة في العلاقات مع الأردن، وتمت استضافته لدى الملك عبد الله".
ونوهت الصحيفة، إلى أن
"بينيت خلافا لنتنياهو، يجب أن يتصرف كرئيس ائتلاف أحد الأعضاء فيه هو
"القائمة العربية الموحدة"، وأضافت: "ليس بالصدفة أن قائمة العربية
(راعم) والجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، الذي تتماهى معه، قد أصدرا بيانا شديدا
يدين "اقتحام عدد كبير من المستوطنين والمس بقدسية المسجد الأقصى"، علما
بأن "الحزب والحركة حذرا من أنهما سيدعمان أي محاولة فلسطينية لمنع تغيير
الوضع القائم في الأقصى".
وذكرت أن "هامش
مناورة بينيت محدود من الجانب الآخر، فرغم أنه هو نفسه لم يظهر أي اهتمام في أي
يوم باقتحام اليهود للأقصى، إلا أنه لدى جمهوره الديني – القومي حدثت في العقدين
الأخيرين انعطافة مهمة، في إطارها زاد عدد المؤيدين لصلاة اليهود في الأقصى.. ومع
وجود الليكود والقائمة الصهيونية الدينية في المعارضة سيجد بينيت صعوبة في إصدار
بيان توضيح يتضمن التراجع عن الصيغة التي نشرها حتى لو غضبت "راعم"
وعمان".
كاتب إسرائيلي: السلوك البوليسي في القدس يخلق العنف
تقديرات إسرائيلية: الحركة الإسلامية تزداد قوة رغم حظرها
كاتب إسرائيلي: رياح أوسلو تعود للمنطقة بعد ثلاثة عقود