اتهمت قوى عراقية بوقوف أياد "خبيثة" وراء الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية جنوب العراق، وسط تساؤلات عن مدى دخول هذه المؤسسات ضمن الاستهداف السياسي قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وفي آخر حصيلة لضحايا الحريق الذي نشب، الاثنين، في المستشفى
التي تأوي مصابين بفيروس كورونا، فقد ارتفعت إلى 92 قتيلا، وإصابة أكثر من 100 شخص
آخرين، فيما لا تزال السلطات العراقية تجري تحقيقاتها للوصول إلى أسباب الحريق.
ما حدث في مستشفى الحسين بمحافظة ذي قار جنوب العراق،
جاء بعد ساعات من اندلاع حريق كبير في الدور الرابع بمبنى وزارة المالية العراقية في
بغداد، والذي أتى على القسم المخصص للشؤون الإدارية والعقود.
حرق المؤسستين، حصل بعد يوم واحد من تحذيرات زعيم التيار
الصدري، مقتدى الصدر، من تورط أعضاء في تياره بفساد وزارات الصحة والكهرباء والمالية،
متوعدا بعقوبات شديدة إذا ثبت عليهم شيء، وذلك خلال اجتماع عقدته مع نواب تحالف
"سائرون".
إخفاء الفساد
من جهته، لم يستبعد السياسي العراقي، القاضي وائل عبد
اللطيف، في حديث لـ"عربي21" أن تكون الحرائق التي تتعرض لها مؤسسات الدولة
العراقية ناجمة عن صراع سياسي بين القوى والأحزاب النافذة في البلد.
وقال عبد اللطيف إن "كل شيء متاح لدى الأحزاب السياسية
بعد 2003، فإذا أرادت أخذ المال العام تصدر فتوى بذلك، وإذا أرادت أن تقتل اتهمت الآخرين
بالزندقة والكفر، وبالتالي يجب تصفيتهم، وكذلك حمل السلاح بحجة حماية أنفسهم، لذلك
كل شيء وارد ومبرر لديهم بفتاوى دينية".
وأوضح عبد اللطيف أن "هؤلاء تلاعبوا بجميع الوزارات
العراقية لأنهم جميعا تعاقبوا على إدارتها، وأن ملفات الفساد في دوائر العقود القانونية
بالوزارات، وبالتالي هؤلاء يتعمدون حرق هذه الدوائر لمحو آثار جريمة الفساد وأي أوليات
تتعلق بها، وهذا غير مستبعد بأن تقوم به الأطراف السياسية".
اقرأ أيضا: ارتفاع عدد ضحايا "الحسين" إلى 92 وقضاء العراق يأمر باعتقالات
وتابع: "نحن أمام تصفية حسابات سياسية وتسقيط أطراف
لأخرى في مرحلة ما قبل الانتخابات. أما عن الحكومة فإن الأحزاب هي التي شكلتها وجاءت برئيس
الوزراء، ووزراء حكومته، وإذا أرادوا إقالتهم يستطيعون ذلك".
ووصف عبد اللطيف، الديمقراطية في العراق بأنها
"كذبة كبيرة"، لأنهم (الأحزاب الحاكمة) لا يسمحون ولا يؤمنون بها، فهم يؤمنون
بولاية الفقيه، وبولاية إيران عليهم، فهم يتشبثون بكل الوسائل لإنجاح هذا الخط الديني
في البلد.
ورأى أن "الخلاص من كل ذلك، هو تآزر الأحزاب غير
الدينية، ودخولهم سوية في الانتخابات للفوز فيها وإنهاء هذه المرحلة، رغم سيطرة
هذه الأحزاب على مفوضية الانتخابات، فهم يهيمنون على كل شيء. لذلك العراق يطالب دائما
بتدخل الأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات، للحد من تصرفات هؤلاء".
"إرهاب
جديد"
وعلى الصعيد ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي،
جاسم الشمري، لـ"عربي21" إن "هذه الحرائق لا تختلف كثيرا عن التفجيرات
التي كان يعاني منها العراق بالسيارات الملغة، وبالتالي نحن أمام نوع جديد من الإرهاب
يستهدف أبناء المدن التي ترفض سياسات الأحزاب القمعية".
وأضاف: "نحن أمام قتل جماعي للعراقيين عبر المستشفيات
الملغمة، وأن العراق هو الدولة الوحيدة التي تحصل فيها حرائق بالمستشفيات خلال أزمة كورونا،
بحجة وجود قناني الأوكسجين، ذلك كله رغم وعد الحكومة بعد حادثة حريق مستشفى ابن الخطيب
ببغداد بتلافي هذه الحوادث مستقبلا".
اقرأ أيضا: تقرير: فاجعة مستشفى الحسين بالعراق نتيجة للإهمال الحكومي
وفي 25 نيسان/ أبريل الماضي، شهدت مستشفى ابن الخطيب
المخصصة لعلاج المصابين بفيروس كورونا في العاصمة العراقية بغداد، اندلاع حريق كبير
أدى إلى مقتل 82 شخصا، وإصابة 110 آخرين.
وأعرب الشمري عن اعتقاده بأن "تكون أحداث الحرائق
هذه مقصودة، وأنها داخلة ضمن التناحر الحزبي الشيعي تحديدا، وبالتالي فإن المواطن الجنوبي
هو الضحية لهذا التناحر للقوى المالكة للمال والسلاح".
وتوقع الكاتب العراقي عدم إجراء الانتخابات البرلمانية،
وحصول أحداث "درامية" خلال المئة يوم المقبلة، وبالتالي فإن العراق ذاهب
إلى الفوضى كما توقع السفير البريطاني السابق في بغداد، وأن صورة ذلك بدأت تتضح يوما
بعد آخر.
ولفت الشمري إلى أن "المخرج للعراقيين، هو دخول
موظفي الدولة على خط التظاهرات، لأن الدولة بحاجة إلى ثورة إنقاذية، وهذا الأمر لن يكون
إلا عبر عصيان مدني، وهذا لن ينجح إلا بمشاركة جميع الموظفين، باستثناء موظفي الدوائر
الخدمية".
وتابع: "أتصور أن القضية بحاجة إلى مزيد من الوعي
الشعبي الذي يفترض أن تساهم به وسائل الإعلام والمنابر الدينية والتثقيفية لإيصال الشعب
العراقي إلى مرحلة الوعي بضرورة التغيير، لأن الواقع بدأ يأكل من جرف جميع العراقيين
في جميع المدن".
اقرأ أيضا: كارثة بالعراق.. هكذا انهارت إحدى أقوى منظومات الصحة عربيا
وكان تحالف "سائرون" في العراق، والتابع للتيار
الصدري بزعامة مقتدى الصدر، اتهم من أطلق عليهم "الأيادي الخبيثة" بالتسبب
في حريق الناصرية الذي التهم مصابين في مركز للعزل خاص بفيروس كورونا.
وقال التحالف بمحافظة ذي قار، في بيان، الثلاثاء، إنه
"لابد للحكومة الاتحادية أن تأخذ دورها الحقيقي في حماية أرواح المواطنين وأقل
ما يمكن أن تقوم به هو كشف الأيادي الخبيثة التي تسببت بهذه الكارثة الإنسانية ومحاسبتها".
وأصدرت محكمة استئناف محافظة ذي قار جنوبي العراق، الثلاثاء،
أوامر قبض بحق 13 مسؤولا في مديرية صحة المحافظة، بينهم مدير الدائرة العام.
ووفق بيان صادر عن محكمة تحقيق النزاهة في ذي قار (تتبع مجلس القضاء الأعلى)، فقد صدر 13 أمر قبض
على مسؤولين في دائرة صحة المحافظة، بينهم مدير الدائرة صدام الطويل، وذلك على خلفية
الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين التعليمي، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "واع".
هذه حصيلة سنتين من قيادة "جراد" للحكومة الجزائرية
جدل واسع بعد تصريحات مبعوث أمريكا بشأن شرعنة "الحوثي"
محللون يقرؤون تأثير فوز رئيسي على علاقات إيران والسعودية