نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، قالت فيه إنه مع رحيل القوات الأمريكية من أفغانستان، حث العديد من كبار المسؤولين الأمنيين في كابول الرئيس أشرف غني على اتخاذ بعض الخيارات الصعبة.
وقالت شخصيات من بينها وزير الدفاع آنذاك، أسد الله خالد، إن الجيش والشرطة الأفغانية بحاجة إلى إعادة التموضع، ويجب التخلي عن المواقع العسكرية النائية، والمناطق الريفية التي لا تسيطر فيها القوات الحكومية على أكثر من مجموعة المباني الحكومية والأمنية التي تشكل "مركزا للمنطقة".
واقترحوا أنه يمكن أن يتم تركيز القوات والذخيرة التي يتم سحبها من هذه المناطق على الدفاع عن أصول أكثر أهمية، مثل الطرق الرئيسية والمعابر الحدودية، بينما تتكيف القوات مع فقدان الدعم الجوي الأمريكي والدعم الفني الآخر الذي كان حاسما في قتال طالبان.
ورفض غني ومستشاره للأمن القومي، حمد الله محب، الاقتراح، وبعد أقل من عام، سقطت مساحات شاسعة من البلاد، بما في ذلك تلك المواقع العسكرية النائية، وغيرها الكثير، في يد طالبان، وفر آلاف الجنود من البلاد أو استسلموا للمسلحين، وسلموا معداتهم وأسلحتهم.
وبدلا من إعادة التموضع، حدث الانهيار، ومزقت وكالات الاستخبارات تقييماتها لقوة الجيش الأفغاني. وتخشى أمريكا الآن أن تسقط كابول في غضون أشهر.
ووسط ضباب الارتباك والخوف واللوم الذي ساد المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في أفغانستان، ربما يكون هناك شيء واحد فقط يمكن أن يتفق عليه الطيف السياسي بأكمله: لم يتوقع أحد حجم أو سرعة انهيار قوات الأمن الأفغانية في الأسابيع الأخيرة، ولا حتى أولئك الذين أرادوا انسحابا استراتيجيا، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضا: التايمز: هل تاريخ أفغانستان "الدامي" محكوم بإعادة نفسه؟
ولطالما عانى الجيش والشرطة في أفغانستان من مشاكل هيكلية واستراتيجية، فقد أبطأت أمريكا وحلفاؤها في البدء ببناء قوات الأمن الأفغانية بعد الإطاحة بطالبان. كما تغاضوا عن مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل شركائهم المفضلين، والفساد الشديد، لدرجة أن الجنود الجرحى ماتوا جوعا في المستشفى العسكري الرئيسي.
وفي مقابل المليارات من المساعدات، كان للشخصيات التي دعمتهم واشنطن في كابول دور كبير في كيفية إدارة قوات الأمن، بما في ذلك التعيينات العليا. وقالت مصادر أفغانية ودولية إن الأمريكيين هم الذين ضغطوا على غني لإبقاء خالد في منصبه كوزير للدفاع العام الماضي، حتى بعد التهاب جروح قديمة كان قد أصيب بها خلال محاولة اغتيال لطالبان، ما استلزم نقله إلى المستشفى لعدة أشهر في الإمارات، وتم استبداله فقط في نهاية حزيران/ يونيو.
ويعتقد وزير الدفاع المعين مؤخرا، بسم الله خان محمدي، وهو محارب قديم آخر من حروب أفغانستان الطويلة، أنه يستطيع وقف تقدم طالبان، وفقا لمصادر مطلعة على تفكيره.
لكنه يتوقع أن يستغرق الأمر أسابيع قبل أن يتحول المد، ويستعد لانشقاق آلاف الجنود الآخرين أولا؛ فقد فر أكثر من 1000 شخص عبر الحدود، وسلم مئات آخرين أسلحة ومعدات لطالبان في استسلام جماعي، تم تصويره بالفيديو ومشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتستهدف طالبان أيضا القوات الجوية، التي تعمل فوق طاقتها ولكنها حيوية في دعم المناطق المعزولة بشكل متزايد، والتي تخضع لسيطرة الحكومة. وبعد التطورات الأخيرة، أصبحت العديد من عواصم المقاطعات في الواقع محاصرة ومعزولة.
وسوف تنفذ المواقع العسكرية المتقدمة التي تعتمد على طائرات الهليكوبتر لإعادة الإمداد من الذخيرة وحتى الطعام، بحسب الغارديان، كما أن الغارات الجوية التي كانت ضرورية لصد حركة طالبان في المعارك الكبرى لم تصل أيضا. لقد وعدت أمريكا بدعم من الطائرات التي تعمل من حاملات الطائرات والطائرات دون طيار المتمركزة في الخليج، ولكن من المرجح أن يكون ذلك العون بطيء الوصول.
التايمز: هل تاريخ أفغانستان "الدامي" محكوم بإعادة نفسه؟
NI: الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يشكل قلقا لروسيا
صحيفة: هجوم طالبان ينذر بتحول حتمي في أفغانستان