كشفت صحيفة عبرية عن هدف الخطوة التي أقدمت
عليها حكومة الاحتلال
الإسرائيلي برئاسة نفتالي
بينيت، تجاه الأردن والتي تتعلق بتزويد الأخير بالمياه عبر بيع حصة إضافية من
بحيرة طبريا.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في
تقرير لها أعده إيتمار آيخنر، أن "لفتة بينيت لملك الأردن عبدالله الثاني،
تأتي من أجل تحسين الأجواء بين الجانبين".
ونوهت إلى أن "بينيت
استجاب لطلب الأردن ببيعه 50 مليون متر مكعب من مياه بحيرة طبريا"، موضحة أنه
"بناء على طلب الديوان الملكي الأردني فقد صادق رئيس الوزراء على القيام بلفتة
سياسية ستدخل حيز التنفيذ في الأيام القادمة؛ وهي بيع مياه إضافية للأردن".
وذكرت الصحيفة، أنه "خلال جلسة لجنة
المياه المشتركة الإسرائيلية-الأردنية، طلبت عمان شراء كميات إضافية بجانب الكمية التي
يشترونها من تل أبيب بسبب ضائقة المياه في المملكة"، منوهة إلى أن
"الكمية قد تصل إلى أكثر من 50 مليون متر مكعب للعام الواحد لفترة خمس
سنوات".
وأضافت: "رئيس الوزراء صادق على الطلب حتى
نهاية 2022، أمر مجلس الأمن القومي بتدارس الطلبات لاحقا وفقا للظروف التي ستنشأ
في كل عام، وفي سياق ذلك تمت المصادقة على الطلب لهذه السنة والسنة القادمة على
ضوء حقيقة أن موقف الجهات المهنية في سلطة المياه أفاد بأن وضع بحيرة طبريا يسمح
بالاستجابة للطلب الأردني".
ونبهت الصحيفة، إلى أن "الأردن سيدفع ثمن
المياه كاملا لإسرائيل، وهذا يعني أن لفتة بينيت السياسية لن تكلف دافع الضرائب
الإسرائيلي شيئا".
وأوضحت أن "بينيت يسعى لفتح صفحة جديدة في
العلاقات مع الأردن، والتي شابها التوتر الشديد في فترة حكومة نتنياهو"،
مشيرة إلى أن قضية تزويد الأردن بالمياه هي مصدر توتر إضافي بين الطرفين".
يشار هنا إلى أن "موضوع تزويد الاحتلال الأردن
بالمياه، جاء ضمن الاتفاقات المعقودة بين الجانبين، حيث تعهد الاحتلال بإمداد
الأردن سنويا بكمية تصل إلى 55 مليون متر مكعب من طبريا".
وأفادت بأن "عمان تطلب في كل عام من
إسرائيل كمية إضافية تتجاوز الحصة السنوية المتفق عليها بينهما، وإسرائيل توافق
على الفور عادة، إلا أن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، قام في هذه السنة
بتأجيل رده، والتفسير أن الأمر جاء كرد فعل على إلغاء زيارته للإمارات".
وتابعت: "أما بينيت فقرر التصرف بطريقة
مغايرة، وأحد أسباب ذلك تحركات من خلف الكواليس لإدارة جو بايدن من أجل تشجيع
إسرائيل على الاستجابة لطلب الأردن لتحسين الأجواء".
وخلال فترة حكم رئيس وزراء الاحتلال السابق
نتنياهو التي امتدت 12 عاما متواصلة، ساد التوتر بين عمان وتل بيب ولكنه لم يمنع
التنسيق الأمني بين الجانبين.
وأدى التوتر في العلاقة مؤخرا إلى إلغاء ولي
العهد الأردني زيارة معدا لها إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك، بسبب الإجراءات
الأمنية التي فرضتها حكومة نتنياهو وقتها، ما دفع الأردن إلى عدم السماح بمرور طائرة
نتنياهو في أجوائه خلال توجهها إلى الإمارات.
وزاد التوتر أيضا بعد قيام حارس سفارة الاحتلال
في عمان بقتل أردنيين اثنين بتاريخ 23 تموز/ يوليو 2017، هما محمد الجواودة (17
عاما) والطبيب بشار حمارنة (58 عاما).
وأجبر الاحتلال بعد هذه الجريمة على تقديم
مذكرة اعتذار رسمية للأردن، عبر فيها عن أسفه وندمه لارتكاب هذه الجريمة النكراء،
على يد حارس أمن إسرائيلي يعمل في السفارة بعمان يدعى زئيف، والذي سمحت له السلطات
الأردنية بمغادرة أراضيها.