دعت جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، العاملين في الشأن العام إلى احترام رموز الأمة عامة والجزائر خاصة، والالتزام بالحد الأدنى من الموضوعية والاحترام الواجب تجاهها في حال التعرض لتاريخها.
وظهر آيت حمودة في برنامج تلفزيوني أول أمس الخميس على قناة "الحياة" التلفزيونية في الجزائر، وعلق بسخرية على مبادرات الأمير في المصالحة بين المسيحيين والمسلمين في المشرق، مشيرًا إلى أنه "أنقذ المسيحيين الذين كانوا يقتلون أبناء شعبه في الجزائر".
واتهم آيت حمودة صراحة الأمير عبد القادر بأنه انتقل من القتال مع الجزائريين ضد فرنسا إلى القتال مع الفرنسيين.. بل وتحدث عن أن أحد أبناء الأمير عبد القادر متزوج إسرائيلية وأنه زار منطقة القبائل عام 1963 برفقة عدد من الإسرائيليين وأن السلطات الجزائرية اكتشفت ذلك وأعادته من حيث أتى..
وذهب هذا السياسي المثير للجدل، إلى حدّ المطالبة بإخراج جثمان الأمير عبد القادر من مقبرة العالية، حيث يخصّص له حيز كبير في مقام الشهداء مع بقية المقاومين وشهداء الثورة التحريرية.
وانتقد رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر الدكتور عبد الرزاق قسوم في حديث خاص لـ"عربي21"، تصريحات النائب البرلماني السابق في الجزائر، نور الدين آيت حمودة، التي طعن فيها في تاريخ الأمير عبد القادر، واتهمه فيها بالخيانة والانضمام إلى صف الاستعمار الفرنسي ضد أبناء بلده، وفق زعمه، وأكد أنها "لا يمكن أن تصدر عن وطني جزائري عاقل".
وأضاف: "اتهام الرمز الوطني الجزائري الأمير عبد القادر بالخيانة، وهو الذي حمل السلاح 18 سنة من أجل كلمة الله والوطن، لا يقوله عاقل، ولا يصدر إلا عن شخص فقد الحد الأدنى من الصواب والوطنية والأخلاق".
وتساءل قسوم: "لماذا الآن وبعد 60 سنة من الاستقلال أصبح الأمير عبد القادر خائنا؟ ولماذا لم يتوقف الأمر عند الأمير عبد القادر بل امتد إلى مصالي الحاج وبومدين؟".
وأضاف: "نحن ندعو كل من تسول نفسه المساس برموز الأمة والوطن أن يكفوا عن هذا العمل لأنهم يخلقون البلبلة في صفوف الأجيال الجديدة ويفتتون وحدة البلاد.. الحد الأدنى من الاحترام عند الحديث حول الزعماء لا يجب أن نخل به"، وفق تعبيره.
من جهته رفض رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس" عبد الرزاق مقري اتهامات آيت حمودة للأمير عبد القادر، وقال في تغريدة نشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ما قاله آيت حمودة عن الأمير عبد القادر مقرف وظالم وينم عن جهل كبير بالحقائق التاريخية، كما أن خلفيته في الاعتداء على الأمير وشتم مصالي الحاج وبومدين خلفية أيديولوجية تزيد في نشر العداوة والاستقطاب والتوترات الاجتماعية في بلادنا"، وفق تعبيره.
ما قاله آيت حمودة عن الأمير عبد القادر مقرف وظالم وينم عن جهل كبير بالحقائق التاريخية، كما أن خلفيته في الاعتداء على الأمير وشتم مصالي الحاج وبومدين خلفية أيديولوجية تزيد في نشر العداوة والاستقطاب والتوترات الاجتماعية في بلادنا (وسأعود للموضوع لاحقا).
انتخابات تشريعية مبكرة في الجزائر ومخاوف من مشاركة ضعيفة
هكذا تغيرت الخريطة البرلمانية في الجزائر خلال 30 عاما
ثلاثة أسابيع دون مسيرات.. هل توقف الحراك بالجزائر؟