أحيا سوريون في الشمال السوري وفي مدن تركية، الثلاثاء، الذكرى الثانية لرحيل عبد الباسط الساروت، منشد و"حارس الثورة السورية"، ومن بين أبرز أيقوناتها.
وخرج الآلاف في إدلب، في مظاهرة حاشدة تحت عنوان "الثورة ما تموت كلكم ساروت"، نظمها "تجمع الشهيد عبد الباسط الساروت"، رفعوا فيها صور الساروت، ورددوا أغانيه.
وكذلك نظم عشرات السوريين في مدينة غازي عنتاب التركية وقفة تخليد للساروت، تخللتها كلمات عن الساروت ومسيرته، التي تجسد مسيرة الثورة التي بدأت سلمية وانتقلت مضطرة إلى الشق العسكري.
وأكد رئيس الهيئة السياسية في إدلب أحمد حسينات، وهو أحد المشاركين في مظاهرة إدلب لـ"عربي21"، مشاركة كل فعاليات إدلب الثورية والمدنية في المظاهرة، مشيرا إلى أن "الهدف منها التأكيد على أن الثورة ماضية في طريقها، الذي رسمه الشهيد البطل الساروت وغيره من الشهداء".
اقرأ أيضا: سوريون لـ عربي21: الثورة مستمرة ورهان النظام العسكري فشل
من جانبه، قال عضو الائتلاف السوري، عاطف زريق، إن الثورة السورية أنتجت أيقونات كثيرة، مستدركا: "لكن ميزة الساروت أنه جمع جوانب الثورة كلها، بمعنى أنه كان متظاهرا ومنشدا ثوريا ومقاتلا، ولذلك شكل حالة ثورية توافقية بين جميع الفئات العمرية، وكذلك بين التوجهات الفكرية والسياسية".
وأضاف لـ"عربي21"، أن إحياء ذكرى الساروت في الشمال السوري بهذا الزخم، إنما يدلل على استمرارية الثورة، رغم الخذلان الدولي، مضيفا: "العهد علينا جميعا أن نحافظ على دماء الشهداء، من خلال الاستمرار بالثورة السورية إلى حين خلاص البلاد من حكم بشار الأسد".
بدوره، قال رئيس الائتلاف نصر الحريري: "ما تزال أغاني الساروت للحرية تطرب نفوس الأحرار وما تزال ذكراه تغري النفس بمزيد من العمل الجاد من أجل إسقاط هذه العصابة المجرمة".
وأضاف في تغريدة: "في مثل هذا اليوم قبل عامين، ارتقى عبد الباسط محاربا من أجل الحرية في ميدان البطولة"، منهيا قوله: "أبناء هذه الثورة على العهد حتى التحرير والاستقلال".
الساروت.. حارس الثورة
وينحدر الساروت المولود في العام 1992 من مدينة حمص، ونال شهرته بسبب مشاركته في مظاهرات المدينة، وتخليه عن عمله حارسا لمرمى نادي "الكرامة" الحمصي.
وعند اندلاع الثورة السورية، تم استدعاؤه لحراسة مرمى منتخب شباب سوريا، لكنه فضل المضي في الثورة السورية، والإنشاد في المظاهرات السلمية، إلى أن أطلق عليه لقب "حارس الثورة السورية".
تردد صدى أناشيده في كل المظاهرات السورية على اختلاف المحافظات، ومنها: "حانن للحرية، يا يما توب جديد، جنة يا وطنا، راجعين على حمص"، وأسس في العام 2012 مجموعة مقاتلة، وبقي في حمص رغم الحصار الطويل، حتى اضطر للخروج منها في عام 2014 نحو ريف حمص ثم إلى إدلب، بعد مقتل أربع من أشقائه على يد النظام.
اقرأ أيضا: مقتل عبد الباسط الساروت.. "حارس ثورة سوريا ومنشدها" (شاهد)
في إدلب، انضم الساروت إلى فصيل "جيش العزة" التابع للجيش الحر، وشارك في المعارك إلى جانب المظاهرات، حتى أصيب في 6 حزيران/ يونيو 2019، في إحدى المعارك مع قوات النظام في ريف حماة، وأسعف بعدها إلى تركيا، وتوفي بعد يومين من إصابته.
وشُيع الساروت في 8 حزيران/ يونيو في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في إدلب، تنفيذا لوصيته أن يدفن في إدلب، القريبة نسبيا من مسقط رأسه حمص.
الحريري لن يترشح مجددا لرئاسة "الائتلاف".. وشخصية متوقعة
هكذا ضخّم النظام السوري عدد الناخبين وتلاعب بانتخاباته
هل تخلت أمريكا عن نفط سوريا لصالح موسكو مقابل تفاهمات؟