أرجعت تقارير
إخبارية قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب ترخيص شركة "دلتا كريسنت
إنرجي" الأمريكية للعمل في حقول النفط في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية
(قسد) شمال شرقي سوريا، إلى التفاوض مع روسيا على زيادة المعابر لإدخال المساعدات
الأممية إلى سوريا مقابل الانسحاب من حقول النفط.
وذكرت وسائل
إعلام كردية، أن شركات نفط روسية تتحضر للانتقال إلى المنطقة التي كانت تديرها
شركة "دلتا كريسنت إنرجي" المرخصة للعمل في شمال شرق سوريا.
وأوضحت أن
الولايات المتحدة تخطط لضمان موافقة روسيا على إدخال المساعدات الإنسانية من معبر
"اليعربية" بين سوريا والعراق، إلى جانب معبر "باب الهوى" في
شمال غرب سوريا، وذلك مع اقتراب التصويت على تجديد إدخال المساعدات الدولية إلى
سوريا.
وقبل أيام،
كانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قد أكدت نقلاً عن مسؤول أمريكي
مطلع أن إدارة بايدن قررت أنها لن تجدد الإعفاء الذي سمح لشركة نفط أمريكية بالعمل شرق سوريا، بعد أن كانت الشركة قد حصلت على الإذن بالعمل في نيسان/ أبريل
2020، فترة إدارة دونالد ترامب.
لكن عضو
الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة، هشام مصطفى، استبعد أن تتنازل الولايات
المتحدة الأمريكية عن النفط بهذه السهولة، قائلاً: "المتوقع أن يكون هناك
تفاوض أمريكي- روسي حول الكثير من المواضيع على الساحة السورية ومنها المعابر
وكذلك الحرب على الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة".
وأضاف
لـ"عربي21"، أن الهدف من تسريب المعلومات عن انسحاب الشركة الأمريكية،
هو الظهور بمظهر أن الولايات المتحدة لم تدخل سوريا طمعا بالنفط، إنما للقتال ضد
"الإرهاب".
اقرأ أيضا: مؤتمر لعشائر سوريا بتل أبيض يندد بممارسات" قسد"
كذلك بحسب
مصطفى، تهدف إدارة بايدن إلى إيصال رسالة مبطنة لـ"قسد" مفادها، أن
واشنطن تتعامل معها كمجرد أداة لقتال تنظيم الدولة، دون أي وعود أخرى، وخصوصا من
قبيل إقامة دولة كردية في سوريا.
وحول ردود
"قسد" على تسلم الروس لملف النفط، في حال صحت الأنباء، قال مصطفى:
"لن تعارض "قسد" التي تتبع في هرمها القيادي لـ"حزب العمال
الكردستاني" ذلك، لأن لديها ارتباطات مع إيران وروسيا وإسرائيل والولايات
المتحدة".
من جانبه، بدا
الباحث الاقتصادي السوري، أدهم قضيماتي، أقرب إلى فرضية أن تقدم واشنطن فعلا على
ترك الملف النفطي السوري لروسيا، بعد الحصول على مكاسب.
وقال في حديث
لـ"عربي21"، إن سياسة بايدن الجديدة، تقوم على تقليل عدد القوات
الأمريكية في الشرق الأوسط إلى الحد الأدنى، والاكتفاء بدور إشرافي فقط، لتخفيف
كلفة الإنفاق العسكري.
واستنادا إلى
ما سبق، يرى قضيماتي أنه من غير المستبعد أن يكون هناك اتفاق بين واشنطن وموسكو على
تقاسم الملف النفطي السوري، قائلا: "قد يكون ما جرى ضمن تفاهم غير معلن على
تقاسم النفط".
ومتفقا مع
قضيماتي، قال الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، إن إدارة بايدن تتعامل مع الملف
السوري من وجهة نظر أن سوريا لا تشكل قيمة استراتيجية كبيرة لواشنطن، مما يعني أن
واشنطن غير متمسكة بالنفط السوري لأهميته، بقدر ما هي مهتمة بإدارته لتمويل
"قسد".
وأضاف السعيد
لـ"عربي21"، أن سوريا بالنسبة لواشنطن هي ملف ملحق بالملف الإيراني،
وهذا ما يتضح من عدم اهتمام واشنطن بالملف السوري، بشكل واضح.
في حين، أن
روسيا مستعدة لابتزاز كل الأطراف في سبيل سيطرتها على المقدرات السورية، وفي
مقدمتها النفط، وفق الباحث.
وتعذر على
"عربي21" الحصول على توضيح من "قسد"، بعد امتناع أكثر من
مسؤول عن التعليق.
محللون يقرأون إمكانية فتح إدارة بايدن لقنوات اتصال مع حماس
ما تأثير انتخابات النظام على مستقبل الحل السياسي السوري؟
ما تأثير العقوبات الأمريكية على التحالف مع إثيوبيا؟