نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا كتبه فريد زكريا قال فيه: "في نهاية هذا الأسبوع ستحل الذكرى العاشرة على العملية التي حملت اسم "نيبتون سبير" التي قتلت أسامة بن لادن، وهي فرصة للتفكير في حالة التشدد الإسلامي بشكل عام، والتحليل المبدئي واضح: الحركة في وضع سيء".
وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن الوفيات على مستوى العالم وبسبب "الإرهاب" انخفضت بنسبة 59% منذ ذروتها في 2014، والتهديد الحالي في الغرب نابع مما يمثله إرهاب اليمين المتطرف والذي زاد بنسبة 250% وفي نفس الفترة. ويمثل الآن 46% من الهجمات و82% من القتلى".
ومعظم "التشدد الإسلامي" بات محليا اليوم – حركة طالبان في أفغانستان وبوكو حرام في نيجيريا والشباب في القرن الأفريقي.
ويعتبر هذا تراجعا كبيرا عن الأيام المجيدة للقاعدة التي أصر قادتها على عدم التركيز على "العدو القريب" (الأنظمة المحلية) بل وعلى "العدو البعيد" (الولايات المتحدة والغرب بشكل عام).
وتشرذمت القاعدة إلى حفنة من الميليشيات الباحثة بيأس عن مكان وبدون قيادة مركزية أو أيديولوجية. وربما فعل تنظيم الدولة من ناحية الثروة المالية، أحسن من القاعدة لكنه يبحث أيضا عن مناطق غير مستقرة وخارجة عن الحكم مثل موزامبيق للعمل منها.
ومن هنا فالتركيز على النزاعات المحلية يعمل على تآكل الجاذبية الدولية لهذه الحركات، ذلك أن المسلمين في العالم لا يركزون على النزاعات المحلية في موزامبيق أو الصومال.
وبدأت حركات التشدد الإسلامي بالإزدهار في عقد السبعينات من القرن الماضي، حيث تجذرت في الفشل- فشل الأنظمة الملكية والديكتاتورية في العالم العربي لتطوير مجتمعاتها.
اقرأ أيضا : اليمين المتطرف في أوروبا.. لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى
وحث الإسلاميون أبناء مجتمعاتهم على التخلي عن الحداثة الغربية التي قادت إلى الفقر والطغيان وتبني فكرة الإسلام السياسي التي تقود في النهاية للدولة الإسلامية.
وحول أسامة بن لادن وشريكه أيمن الظواهري الإسلام السياسي إلى الإسلام المتشدد حيث جادلا أنه الطريقة الوحيدة للإطاحة بالديكتاتوريات في العالم العربي وخارجه. ودعيا للإرهاب ضد هذه الأنظمة والقوى التي تدعمها، وبخاصة الولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى مقال نشره نادر هاشمي بمجلة الأديان ناقش فيه أن جاذبية الإسلام السياسي نبعت من حركات المعارضة غير المجربة والبديل الروحي للواقع الرديء الموجود في العالم الإسلامي.
وفي العقود القليلة الماضية دخلت الأحزاب الإسلامية العملية السياسية في العراق والسودان وتونس ومصر وغزة والأردن ومناطق أخرى.
ورغم حدوث هجمات متفرقة كما في فرنسا إلا أن منفذيها أفراد لم يكونوا تحت رقابة الشرطة أو أعضاء في جماعات جهادية.
وفي هذه الأيام، لدى أمريكا الكثير من البيض الذين يشعرون بالإغتراب من المسلمين، مما أدى لتغيير الإرهاب على التراب الأمريكي.
ويقول إن الدروس عن الإسلام والتشدد الإسلامي ومنظور الديمقراطية في الدول الإسلامية معقدة ومتعددة. و2021 هو أيضا الذكرى العاشرة للربيع العربي عندما حاول الملايين تغيير أنظمتهم بطريقة سلمية والمطالبة بالحرية وحقوق الإنسان.
وهي نفس الحركة التي ظهرت مرة أخرى في السودان والجزائر والعراق ولبنان. ورغم محدودية النجاح إلا أنها تعطي صورة أن العرب والمسلمين يريدون الحرية والديمقراطية أكثر من الخلافة.
وبالنسبة لأمريكا، فالدرس الكبير هو: التزم بالهدوء، ففي مرحلة ما بعد 9/11 أصبنا بالفزع وضحينا بالحريات في الداخل وقمنا بشن حروب في الخارج، وخفنا من هزيمتنا على يد هذا العدو. وهذا جزء مثير للقلق من تقاليد الأمريكيين في المبالغة بالتهديدات التي نواجهها من الاتحاد السوفييتي إلى صدام حسين.
ويختم "في الوقت الذي نطوف فيه العالم بحثا عن أعداء جدد علينا التعرف على حجم أعدائنا من اليمين المتطرف والبحث عن طريق للهروب سريعا ولكن بدون خوف".
اليمين المتطرف بفرنسا "غاضب" بعد اعتذار "إيفيان" للمسلمين