دعت ابنة المعارض الروسي المضرب عن الطعام أليكسي نافالني السلطات الروسية، الأحد، إلى السماح لطبيب بعلاج والدها في السجن، وذلك بعد يوم من تحذير مجموعة من الأطباء من أنه معرض للإصابة بالفشل الكلوي.
وكتبت داشا ابنة نافالني التي تدرس في جامعة ستانفورد على "تويتر": "اسمحوا لطبيب برؤية والدي".
وحذر أطباء مقربون من نافالني، السبت، من أن حياة المعارض الروسي في خطر لأنه بات يعاني من ضعف في وظائف الكلى ومشكلات خطرة في القلب، وطالبوا بالسماح لهم برؤيته فورا، مؤكدين أنه قد يصاب بسكتة قلبية "في أي لحظة".
وأضرب المعارض الرئيسي للكرملين عن الطعام في 31 آذار/ مارس احتجاجا
على ظروف احتجازه السيئة، متهما إدارة السجن بمنعه من الوصول إلى طبيب وأدوية بعد إصابته
بانزلاق غضروفي مزدوج وفقا لمحاميه.
وطلبت الطبيبة الشخصية للمعارض البالغ 44 عاما أناستاسيا فاسيلييفا
وثلاثة أطباء آخرين بينهم طبيب قلب رؤية نافالني فورا، وفقا لرسالة موجهة إلى إدارة
السجون الروسية نشرت على حساب فاسيلييفا على "تويتر" السبت.
ووفقا لها، فإن نسبة تركيز البوتاسيوم في دم نافالني وصلت إلى مستوى
"حرج" بلغ 7.1 مليمول/لتر "ما يعني أن ضعفا في وظائف الكلى ومشكلات
خطرة في القلب قد تحدث بين دقيقة وأخرى".
وقال طبيب القلب يارولاف أشيخمين على "فيسبوك": "يجب مراقبة المريض
الذي يعاني هذا المستوى من البوتاسيوم في العناية المركزة لأنه قد يصاب بحالة قاتلة
من عدم انتظام ضربات القلب في أي وقت. وسيموت بسكتة قلبية".
من جهتها، نقلت الناطقة باسم المعارض، كيرا إيرميتش، على "تويتر" عن الطبيب
ألكسندر بولوبان الذي سبق أن عالج نافالني، قوله إنه "مؤشر كامل على الحاجة إلى
دخول مستشفى. إذا لم يبدأ العلاج، فسيموت في الأيام القليلة المقبلة".
من جهتها قالت سلطات السجن إنها قدمت لنافالني الرعاية الطبية الملائمة لكن نافالني رفضها وأصر على أن يتولى علاجه طبيب يختاره من خارج السجن، وهو طلب قوبل بالرفض.
اقرأ أيضا: نافالني محروم من قراءة القرآن.. وسيقاضي السلطات الروسية
"مسألة أيام"
نجا نافالني من عملية تسميم العام الماضي اتهم الكرملين وأجهزة الأمن الروسية بالوقوف خلفها، وهو ما تنفيه موسكو.
وكتبت كيرا إيرميتش التي كانت برفقة المعارض عندما أصيب بتوعك شديد
بعد تسميمه في آب/ أغسطس الماضي، على "فيسبوك": "قلة من الأشخاص تمكنوا من رؤية
المعارض منذ سجنه في معسكر بوكروف الواقع على مسافة 100 كيلومتر شرقي موسكو والذي يعتبر
أحد أكثر السجون تشددا في روسيا".
وردًا على سؤال في شأن تدهور حال نافالني، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن،
السبت لصحفيّين، إنّ هذا "غير عادل على الإطلاق".
حكِم على نافالني الذي أوقف في كانون الثاني/ يناير لدى عودته إلى روسيا،
بالحبس عامين ونصف العام لإدانته بانتهاك شروط إطلاق سراحه المشروط في قضية فساد سابقة،
واصفا الحكم القضائي بحقه بأنه مسيّس.
وأكدت زوجته يوليا التي زارته هذا الأسبوع أنه يزن 76 كيلوغراما أي
أقل بتسعة كيلوغرامات عما كان عليه في بداية إضرابه عن الطعام.
وأعلن حلفاء نافالني بعد سجنه أنهم يريدون تنظيم "أكبر احتجاج
في تاريخ روسيا الحديث"، داعين الروس إلى دعم المشروع من خلال تسجيل أسمائهم عبر
موقع إلكتروني.
وحتى السبت، كان 440 ألفا من أصل 500 ألف مطلوب من المعارضة للإعلان
عن موعد التظاهرة قد تسجّلوا. وطالبت كيرا إيرميتش أنصار نافالني بمواصلة التسجيل لإنقاذ
حياته، لأن "بوتين لا يتفاعل إلا مع التظاهرات الجماهيرية".
وطالبت أكثر من 70 شخصية، بينهم جود لو وفانيسا ريدغريف وبينيديكت كومبرباتش،
في مقال نشر مساء الجمعة في صحيفة "لوموند" الفرنسية بتأمين الرعاية الطبية
اللازمة لنافالني.
من جهتها، طالبت النيابة العامة الروسية الجمعة محكمة في موسكو بتصنيف
شبكة المكاتب الإقليمية التابعة لنافالني ومؤسسته لمكافحة الفساد بأنها "منظمات
متطرفة".