قال كاتب
إسرائيلي؛ إن
المستوطنين
في غلاف
غزة يحيون في هذه الأيام مرور عشرين عاما على سقوط أول
صاروخ عليهم من
قطاع غزة، لاسيما مستوطنة سديروت، مما جعل الخوف يرافقهم في كل يوم، وسيبقى
يرافقهم طوال حياتهم، ويبقيهم في حالة يقظة دائمة، وخوف من الضجيج؛ لأنهم لا يرون
أفقا لحل أمني لهذه الصواريخ.
وأضاف ماتان تسوري في
مقاله بصحيفة
يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه "منذ عشرين
عاما، يواجه مستوطنو غلاف غزة حالة مستمرة من إطلاق النار والقذائف الصاروخية من
الجانب الآخر من السياج الحدودي، ومنذ العثور على أول صاروخ في منطقة مفتوحة خارج
سديروت في 16 نيسان/أبريل 2001، تعطل نمط الحياة في المستوطنة، وكان الثمن النفسي
باهظا، وأحيانا الثمن المادي".
وأشار إلى أن
"هذا هو الحال مع العديد من العائلات في مستوطنات غلاف غزة، ومنذ أكثر من 13
عاما، تضررت منازلهم بشكل مباشر، وأصيب العديد منهم، ورغم تعافي مصابيهم من
الشظايا الصاروخية، لكن الصدمة النفسية بقيت في الداخل، قائلين إن هذه الصدمة
ترافقهم كل يوم، وسترافقهم طوال حياتهم، وما زالوا حتى اليوم حساسين لأي أصوات
انفجارات، ويسارعون فورا لإغلاق الأبواب".
وأوضح أن
"المستوطنين في غلاف غزة في حالة تأهب دائم، حتى قبل اختراع منظومة القبة
الحديدية، فقد كانت أي إصابة صاروخية قاتلة ومدمرة؛ لأن أنظمة الإنذار في مستوطنات
الغلاف لم تعمل بكامل طاقتها بعد، ولم يكن هناك حراس أمن في جميع المنازل، حتى في
فصول الشتاء حين كان الجو ينهمر في الخارج، يسمعون فجأة إنذارا بسقوط الصاروخ لم
نسمعه من قبل، وحينها تخترق الصواريخ الغرفة التي يجلسون فيها".
وأكد أنه "في
عديد من الحالات كانت تنهار أجزاء من سقوف منازل المستوطنين، وتمتلئ كلها بالدخان،
وفي كثير من الحالات تقع إصابات خطيرة، وأحيانا أخرى تخترق شظايا الصواريخ رؤوس
المستوطنين، ويقوم المصورون الصحفيون بالتقاط صور لها".
وأوضح أنه "مرت
السنين منذ إطلاق أول صاروخ من غزة، وتحولت الشوارع في مستوطنات غلاف غزة إلى
أنظمة الإنذار، خاصة منظومات القبة الحديدية، التي توفر حماية فعالة للمستوطنات
التي ضربتها صواريخ القسام، ولذلك بقي الكثير من المستوطنين تحت متابعة طبية
منتظمة، عقب مرورهم ببعض السنوات الصعبة".
وختم بالقول بأنه
"عندما يتعلق الأمر بالواقع الأمني في مستوطنات غلاف غزة، فلا أرى أفقا لأي
حل لمشكلة الصواريخ التي تستهدف المستوطنين، وهذا أمر محزن، رغم أن المستوطنات
اليوم في وضع أفضل بفعل المنظومات الدفاعية التي أنتجها الجيش الإسرائيلي".