قال جنرال
إسرائيلي إن
فك الارتباط مع
غزة خطوة استراتيجية مهمة للحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل، لكن
الكثير من الأخطاء وقعت خلال تنفيذها، فلم نرد على إطلاق النار المكثف من غزة،
بجانب أخطاء تكتيكية في المسار الاستراتيجي.
وأشار عاموس يادلين،
الرئيس الأسبق لجهاز
الاستخبارات العسكرية-أمان، بحوار مع صحيفة
معاريف ترجمته
"عربي21" إلى أن "من شأن الخطوات العسكرية التي لم نقم بها خلال تلك
الحرب أن تعزز الردع الإسرائيلي، وفي النهاية فإن الحرب لم تحقق ردعًا، رغم
استمرار الهدوء في الوقت الحالي مع الفلسطينيين، لكننا وصلنا لنقطة فهم الجميع خلالها
أن حربًا كبيرة يستحيل الاستفادة منها، فالثمن الذي سيدفعانه لا يستحق كل
العناء".
وأوضح يادلين، الرئيس
السابق لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن "إسرائيل رغم
أنها أقوى عسكرياً بكثير من
حماس، لكنها حريصة على عدم الوصول لحرب شاملة معها، اعتقادا
منها بقدرة حماس على إحداث أضرار جسيمة بإسرائيل دون كسب شيء من تلك الحرب".
وأكد أنه "في كل
مواجهة تقريبًا خلال السنوات السبع الماضية منذ آخر حرب في غزة، تحاول حماس
وإسرائيل خوض صراع تحت عتبة الحرب والتصعيد، يخوضون مواجهات في الخفاء، أو يشنون
حملات دون تحمل المسؤولية".
وأشار إلى أنه "منذ
سبع سنوات وحماس وإسرائيل حذرتان للغاية، لم يتخل أي منهما عن أهدافه، لكن كلاهما
يعمل دون الحد الذي يعتقدانه مواجهة، ورغم أن حماس وإسرائيل تعرفان من فعلها،
لكنهما لا تجبران بعضهما على الرد الفوري، وحزب الله يفعل الشيء نفسه".
وأوضح أن
"الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها إسرائيل تتطلب التفريق بين مهاجمة موقع
ويب، وصندوق بريد، والهجمات الاستراتيجية التي تشل الأنظمة الكهربائية والطاقة،
وتضر بالقدرات العسكرية، واليوم في القرن الحادي والعشرين، تتطلب الحرب السيبرانية
مواجهة تحدٍ كبير يستدعي جمع معلومات استخباراتية كبيرة ومهمة وعميقة، مع جهود
تبذلها قوى معادية لإسرائيل تعمل لإنتاج أزرار إلكترونية للحروب المستقبلية".
وعلى الصعيد السياسي،
قال يادلين، إنه "عندما كنت ألتقي بمسؤولين عرب في السابق، حتى قبل أن تكون
لدينا معهم علاقات تطبيعية، طرحوا دائمًا القضية الفلسطينية على أنها القضية
الأولى، اليوم لم يعودوا يطرحونها بذات الأولوية، ليس لأنهم أصبحوا صهاينة، أو
يعتقدون أن إسرائيل محقة في هذا الصراع، لكنهم ليسوا مستعدين لتقديم الدعم
التلقائي للفلسطينيين على حساب مصالحهم".
وأوضح أن
"إسرائيل بات لديها اليوم علاقات مع المزيد والمزيد من الدول العربية، مما قد
يساعد بتجديد العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذا أرادوا ذلك،
رغم أن تقييمي لسنوات أنه من المستحيل التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين، ورغم أنني
أؤمن بحل الدولتين، لكن من جهة أخرى فإن واقعيتي تدفعني لرؤية فجوات في المواقف،
ليس فقط مع حماس، ولكن مع السلطة الفلسطينية، ومن الصعب جدًا تسويتها".
وختم بالقول إن
"الإسرائيليين في أوروبا اليوم يخجلون من القول إنهم إسرائيليون، لأنهم
يوصفون بأنهم محتلون، ومنتهكو حقوق الإنسان".