قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن مسار العودة الأمريكية إلى الاتفاق النووي مع إيران، مليء بالألغام الأرضية، لاعتبارات محلية، رغم إشارة كل من طهران وواشنطن إلى رغبتهما في العودة إلى الصفقة.
وأوضحت الصحيفة في مقال
للكاتبة هولي داغرس، أن الطرفين لا يريدان اتخاذ خطوة خاطئة، يمكن أن تنفجر في
وطنهم، مشيرة إلى أنه منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في 20 كانون
الثاني/ يناير الماضي، لا تزال الدولتان عالقتين في طريق مسدود بشأن خطة العمل
الشاملة المشتركة JCPOA، التي انسحبت منها إدارة
دونالد ترامب في أيار/ مايو 2018.
ولفتت إلى أنه تم إحراز
تقدم واضح الثلاثاء الماضي، حينما اجتمع الطرفان في فيينا، رغم إقامتهما في فنادق
منفصلة، لكن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها أمريكا باجتماع متعدد الأطراف مع
إيران، منذ انحساب ترامب من الاتفاقية النووية.
وأكدت الصحيفة أن الكثير من
تركيز إدارة بايدن خلال الأيام المئة الأولى من ولايتها، كانت ولا زالت على
الاقتصاد الأمريكي وتأثره من وباء فيروس كورونا المستجد، والذي تضمن تمرير حزمة
تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار في آذار/ مارس الماضي، وخطة بنية تحتية بقيمة 2.3
تريليون دولار قيد التنفيذ حاليا.
وأشارت إلى أن سياسات إيران
الداخلية أيضا تلعب دورا بهذا الصدد، موضحة أن "الانتخابات الرئاسية ستجري في
18 حزيران/ يونيو، وهذا يبعث على قلق الموقعين الأوروبيين، لأن إيران لا تتخذ في
العادة قرارات كبيرة خلال انطلاق الحملة الانتخابية وإلى حين استقرار إدارة جديدة
بمنصبها".
اقرأ أيضا: مؤشرات إيجابية بعد اجتماع فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران
وذكرت أن حالة الاتفاق
النووي والعقوبات ستكون موضوعا كبيرا خلال المناظرات المتلفزة في وسائل الإعلام
الإيرانية، وستستخدم كوسيلة لتشويه سمعة المرشحين المعتدلين، مضيفة أن المتشددين
الذين كانوا دائما ضد الاتفاقية النووية، يرون أنها واحدة من أكبر إخفاقات الرئيس
حسن روحاني.
وتابعت: "يراهن العديد
من المحللين على شخص متشدد للفوز بالانتخابات الإيرانية في حزيران/ يونيو، فيما
يتوقع أن يكون الإقبال على الاقتراع متدنيا".
وتطرقت إلى وجود مسعى سريع
للعودة إلى الاتفاق النووي، بسبب قانون أقره البرلمان الإيراني في كانون الأول/
ديسمبر الماضي، بعد اغتيال أكبر عالم نووي بالبلاد، يشترط أن تنسحب طهران من
البروتوكول الإضافي، ما سيوقف عمليات التفتيش المفاجئة على المواقع النووية.
ونوهت إلى أن إيران حصلت في
21 شباط/ فبراير الماضي على اتفاقية تفتيش مؤقت مدته ثلاثة أشهر مع الوكالة الدولية
للطاقة الذرية، لكنها قوبلت بمعارضة البرلمان الذي يهيمن عليه المتشددون، واتهموا
حينها حكومة روحاني بتجاوز القانون.
وأكدت الصحيفة أن هذا يشير
إلى أن المتشددين قد يرغبون في الحصول على الفضل في إنهاء المأزق السياسي، في ظل
حكومة جديدة، مضيفة أن القلق الحالي يعود إلى أنه بحال بقيت إيران وأمريكا على
مواقفهما، فقد يصبح من الصعب إحياء الصفقة الحالية.
WP: لا حل لأزمة "إسرائيل" إلا بخروج نتنياهو من الحكم
جيروزاليم بوست: انقسام النظام بإيران بين معتدل ومتشدد خرافة
MEE: مليشيات عراقية تحدد شرطا لوقف استهداف الأمريكيين