قال كاتب إسرائيلي إن محمود عباس وبعد مرور 16 على انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية، يمارس مهامه بدون انتخابات، وبلا معارضة، ولا حكومة مركزية قوية.
وأوضح الكاتب غال بيرغر، أن هذا أدى إلى تآكل منهجي للديمقراطية الفلسطينية، ورغم أنه عقد النية على تنفيذ انتخابات رئاسية جديدة في الأشهر المقبلة، لكن لا أحد لديه ضمان بأن هذا سيحدث بالفعل.
وأضاف بيرغر في تقريره على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، وترجمته "عربي21"، أنه "حان الوقت للتساؤل كيف تحول عباس إلى حاكم مركزي مطلق، يركز جميع السلطات الفلسطينية تحت يديه، ويظهر يدًا قاسية ضد منافسيه السياسيين، رغم أنه ثاني زعيم للحركة الوطنية الفلسطينية منذ أواخر الستينيات، سبقه ياسر عرفات الذي توفي نهاية 2004، وبعد شهرين في يناير 2005 انتخب عباس خلفاً له".
وأوضح بيرغر، وثيق الصلة بالأوساط الفلسطينية، أنه "على الورق، تم انتخاب عباس أربع سنوات، لكن من الناحية العملية، فمنذ ذلك الحين لم يتم إجراء انتخابات، ولا يزال على كرسي الرئاسة، ومع مرور الوقت أصبح واضحا أن عباس ليس النموذج الديمقراطي الذي توقعه الجميع، فهو يركز المزيد والمزيد من الصلاحيات بين يديه، ويتولى جميع السلطات الحاكمة، ليس فقط السلطة التنفيذية، بل التشريعية، والقضائية أيضًا".
وأشار إلى أن "عباس يتقن كل التفاصيل حرفياً، يوقع على جميع التعيينات البيروقراطية، من الصغيرة إلى الكبيرة، لكن ثلاثة أحداث رئيسية شكلت قيادته المركزية على طول الطريق، أولها فوز حماس في انتخابات 2006، وهو انتصار لم تحترمه فتح وأبو مازن قط، ووقعت حروب شوارع دامية بين مسلحي الجانبين، أسفرت عن سيطرة حماس على غزة بالقوة، وهو الحدث الثاني، ومن حينها انفصلت غزة عن السلطة الفلسطينية".
وأوضح أن "سيطرة حماس على غزة أصابت عباس بصدمة مطلقة، ما جعله يدرك أنه إذا لم يتعاف بسرعة، ويشدد سيطرته، فإن ما حدث له في غزة قد ينتقل تحت أنفه في الضفة الغربية، وبحيث تتولى حماس زمام الأمور، وفي هذه الحالة قد يفقد حكمه، ومن حينها أصبح عصبيًا للغاية، وفي حالة تأهب شديد، وفي ظل شعور دائم بالتهديد، خشية من كل من يجرؤ على تحدي كرسيه، أو تعريضه للخطر في المقاطعة برام الله".
وأكد أنه "في صيف 2009، أجريت انتخابات فتح التمهيدية، وهي فترة متوترة وعصبية للغاية في المناطق، حتى إن الأجهزة الأمنية التابعة لعباس الهادفة لتأمين حكمه واستمراره بدت متوترة، وتفوح منها رائحة الخطر، فهي تعمل بشكل منهجي لتنظيف الساحة من أجله، وخلق دائرة معقمة من الحماية حوله، وكل من يحاول رفع رأسه، أو يكتب تغريدة ضده، يهاجمونه دون تفكير".
وأشار إلى أن "أي فلسطيني يكتب منشورا على فيسبوك ضد أبي مازن، يعرف أن الأمر يتعلق بساعات فقط حتى استدعائه للاستجواب، ولذلك لا أحد يشتمه، أو ينتقده، ولا يوجد في هذا الأمر حد أدنى من التسامح، لا وجود لمظاهرة تتقدم نحو المقاطعة، وإذا لم يتفرق المتظاهرون، فسرعان ما يستخدم الأمن القوة أيضًا".
وأوضح أن "الحدث الثالث الذي ساهم بشخصية عباس المركزية هو الربيع العربي 2011، وقد حصل بعد أربع سنوات فقط من سيطرة حماس على غزة، ورأى أبو مازن في هذا الربيع مصدرا للتوتر، وبات يعتقد أن خروج المتظاهرين في الشوارع ضده كفيل بألا يبقيه على كرسيه يوما واحدا، حتى إن استطلاعات الرأي في السنوات الأخيرة باتت تشهد مطالبة ثلثي الفلسطينيين له بتسليم المفاتيح، والعودة للمنزل، دون استجابة منه".
وأكد أنه "إضافة لسيطرة حماس على غزة، والربيع العربي، فقد بات عباس يرى في خصمه اللدود من داخل فتح محمد دحلان خطرا مباشرا على حكمه، وتهديدا مباشرا له من داخل منزله، فأطلق "حملة صيد" ضد كل من يشتبه في علاقته به، أطاح بعدد من شخصيات فتح، واعتقل رجاله، وفرض عقوبات عليهم، واضطر بعضهم لمغادرة الضفة الغربية، والانتقال لغزة وخارجها، وبات اسم دحلان كفيلا لإصابة عباس بالجنون".
وختم بالقول إن "إعلان عباس عن انتخابات فلسطينية جديدة لا يعني أنه أصبح ديمقراطيًا فجأة، لأنه داس على كل مؤسسة وقيمة ديمقراطية في السنوات الأخيرة، وبات من الصعب تخيله يغير جلده الآن، ويذهب إلى لعبة ديمقراطية حقيقية بالكامل، وهو مقتنع بأنه سيرتب النتائج الرئاسية بطريقة تضمن انتصاره".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
تفاصيل جديدة حول إغلاق القنصلية الأمريكية بالقدس المحتلة
إدارة بايدن تمتنع عن وصف الضفة الغربية بالأرض المحتلة
"طرد الفلسطينيين".. كتاب يفضح وحشية الاحتلال في إقامة دولته